الوقت- طالبت الامم المتحدة في تقرير جديد نشرته، امريكا بوقف احتجاز العائلات والاطفال المهاجرين واجراء تحقيقات حول الانباء التي انتشرت عن تعرض هؤلاء الى التعذيب ودفع تعويضات لهم.
وقال مدير رابطة برامج حقوق الانسان للحريات المدنية في امريكا جميل داور في بيان ان التقرير الجديد لمجلس حقوق الانسان للامم المتحدة یؤكد وقوع مئات الانتهاكات الجدية لحقوق الانسان في امريكا مضيفا بان امريكا لديها ماضٍ سيء قياسا مع باقي المجتمعات الديمقراطية الليبرالية في مجال الامن القومي والعدالة الحقوقية والحقوق الاجتماعية والاقتصادية وسياسات الهجرة.
من جانبها أبدت الصين بعض الشماتة عقب الانتقادات الحادة التى وجهتها الأمم المتحدة الى أمريكا بشأن ملفها الخاص بحقوق الإنسان. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشان يينغ بتهكم في تعليق لها على الاتهامات التي وجهت لأمریکا بخصوص الاستخدام المفرط للعنف من قبل المسؤولين الأمريكيين عن تنفيذ القانون هذا بالإضافة الى سجلها السئ فيما يتعلق بالتمييز العنصرى والديني والتمييز بين الجنسين والتعذيب في جوانتانامو: "لقد اظهر الاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة انه لا توجد دولة تستطيع أن تحتفظ بسجلها نظيفا تماما أو تدعي أنها الأفضل بين أترابها فيما يخص وضعها الخاص بحقوق الإنسان، ولكن الحقيقة الثابتة، كما قالت هوا، هي "انه يوجد دائما مجال لعمل إصلاحات ولفعل الأفضل".
وحثت هوا الدول التي تقوم الأمم المتحدة بمراجعة سجلات حقوق الإنسان الخاصة بها حاليا بان يتلقوا ما يأخذونه من نصائح من الآخرين بصدر رحب وبقدر من التواضع وان يسعوا بجدية الى تسوية مشاكلهم المتعلقة بحقوق الإنسان وان يحسنوا من مواقفهم فيما يتعلق بهذه القضية.
وأكدت المتحدثة أن الصين حريصة على العمل مع جميع الدول الأخرى، لضمان أن تقوم آلية الاستعراض الدوري الشامل لأوضاع حقوق الإنسان بالعالم بعملها بكل عدالة وموضوعية وتجرد.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد اتفقت يوم الاثنين الماضي مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على أن حالة حقوق الإنسان في أمریکا تزداد سوءا، ودعت موسكو أمریکا إلى العمل على حل هذه المشكلة.
ونقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية عن الخارجية الروسية في بيان لها "في اجتماع عقد في جنيف يوم الاثنين ناقش مجلس حقوق الإنسان حالة حقوق الإنسان في أمریکا في إطار إجراء الاستعراض الدوري الشامل وقد ذكرت البلدان التابعة للأمم المتحدة أن حالة حقوق الإنسان في هذا البلد يزداد سوءا"، لافتة إلی أن تعسف الشرطة الأمريكية وتزايد العنصرية وكراهية الأجانب نوقشت أيضا خلال الاجتماع.
وأعربت الخارجية الروسية عن أملها في أن يكون للانتقادات الموجهة من قبل المجتمع الدولي إلی الإدارة الأمريكية دور في إيلاء الاهتمام لعدد متزايد من مشاكل حقوق الإنسان في أمریکا، والعمل بشكل وثيق على حلها، مشيرة إلی انه "من أجل تحقيق ذلك سيتعين على أمریکا أن تتخلى عن نهج التوجيه والأفكار من التفرد، والتي هي بعيدة كل البعد عن الواقع ".
وكانت مصر قد قدمت ايضا 10 توصيات في إطار جلسة المراجعة الدورية الشاملة لأوضاع حقوق الإنسان في أمریکا التي أجراها مجلس حقوق الإنسان.
وتضمنت توصيات مصر كما جاءت في البيان الذي ألقاه، الاثنين 11 مايو، السفير عمرو رمضان مندوب مصر الدائم في جنيف مطالبة أمریکا بالتالي:
- التصديق على العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
- التصديق على اتفاقية حقوق الطفل.
- إجراء تحقيقات بشأن الاستعمال المفرط للقوة من قِبَل رجال الشرطة الأمريكيين.
- وضع حد للممارسات غير القانونية التي تتضمن انتهاكات لحقوق الإنسان، خاصة القتل خارج إطار القانون والاحتجاز التعسفي، وإغلاق مراكز الاحتجاز التعسفي.
- إنهاء الإجراءات التمييزية التي تستهدف العرب والمسلمين بصفة خاصة في المطارات ومنافذ الوصول.
- إلغاء اشتراطات منح تأشيرة أمریکا التي تتضمن افتئاتًا على حق الأفراد في الخصوصية.
- مكافحة الممارسات التمييزية التي تشوب عمل سلطات إنفاذ القانون.
- تعديل القوانين التي تجرم التشرد بالمخالفة لمواثيق حقوق الإنسان الدولية.
- التنفيذ الكامل لإعلان الأمم المتحدة حول حقوق الشعوب الأصلية، وإزالة القيود التمييزية التي تعيق حماية الأطفال والنساء من السكان الأصليين من مظاهر العنف المختلفة.
- مكافحة مختلف مظاهر العنصرية الموجودة في نظام التعليم الأمريكي.
يذكر أن عدداً من وفود الدول الأخرى أعربت عن انشغالها بما اعتبرته مواطن قصور في سجل حقوق الإنسان في أمریکا، إذ بلغ عدد الوفود التي ألقت بيانات في جلسة المراجعة 122 وفدًا، وقد انتقد كثير من الوفود تكرار وقائع التعذيب التي مارستها السلطات الأمريكية في مراكز الاحتجاز في جوانتنامو وأبو غريب بالعراق.
وطالبت الوفود بالإيقاف الفوري لتلك الممارسات وتقديم مرتكبيها للعدالة، كما طالبوا الحكومة الأمريكية بالانضمام للاتفاقية الدولية لمكافحة التمييز ضد المرأة، وبالتصديق على ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية، وطالبت وفود كثيرة بإيقاف تطبيق عقوبة الإعدام في أمریکا.
هذا ولاتزال امريكا وهي اكبر منتهك لحقوق الانسان في العالم لا تكف عن اتهام الدول الاخرى بانتهاك حقوق الانسان في وقت تظهر هذه الدعوات الاممية والدولية ان الشعارات الامريكية في مجال حقوق الانسان ليست الا أداة لممارسة الضغط على الدول والشعوب الاخرى لتحقيق مكاسب سياسية.