الوقت- مما لا جدال فيه هو أن لإدمان المخدرات أنواع مختلفة وجميعها مضر بصحة المدمن، والضرر لا يقتصر على البعد الجسدي والصحي إنما أيضاً على الصعيدين النفسي والأسري والمجتمعي.
أنواع الإدمان
تختلف أنواع الإدمان باختلاف المواد التي يتعاطاها المدمن من حشيش إلى ماريجوانا وكوكايين وهيرويين وغيرها من أنواع. وبعضها كالهرويين والكوكايين قد يقتلان الإنسان عند أول استعمال لهما بسكتة قلبية أو دماغية جرّاء جرعة زائدة أو ما شاكلها من أمور.
كما أن هناك أنواع أخرى للإدمان كإدمان الادوية الطبية التي تحتاج في بيعها إلى وصفات طبيب كالمهدئات مثل المورفين والأدوية المضادة للإكتئاب مثل الفاليوم و بعض أدوية السعال ومضادات الحساسية وبعض المستنشقات من مشتقات البنزين.
وكثيرون هم الشباب في مجتمعاتنا ممن يسلك هذا الطريق المظلم الذي يودي بمستقبلهم وحياتهم إلى التهلكة دون ان يشعروا أو حتى يدركوا ماذا يفعلون، ولكي تبقوا حذرين من هذه المسألة -فكل عائلة قد تبتلى بهذه الأمور- سنعرفكم على بعض العوارض الظاهرية التي يمكنكم ملاحظتها على المدمن فتتداركون الأمر قبل تطوره للأسوء.
يغلب على المدمن:
الميل للعزلة في المنزل أو في التجمعات وتحاشي النظر فى عين المتكلم معه، فضلاً عن طلب النقود بشكل مستمر، كما يعاني مريض الإدمان من إضطرابات النوم والأرق و تقلبات المزاج والتحدث أحيانا مع اشخاص لا وجود لهم وبعض الأحيان يعاني حالة من ثقل باللسان عند الكلام.
الأعراض الجسدية:
يسبب الإدمان إحمرار مستمر في العينين، وظهور هالات قاتمة أو نوع من السواد تحت العين، وخسارة الوزن السريعة، وحالات الإغماء والدوخة المتكررة، فضلاً عن رعشة بالاطراف .
وكما أشرنا أعلاه أن للإدمان تبعات نفسية ومجتمعية فهو يفكك العائلات والصداقات ويسبب مشاكل مهنية وقانونية ويهدم المجتمعات بشكل عام، إلا ان الأمر لا يقتصر على هذه المسألة، فللإدمان تأثير صحي خطير قد يودي بحياة المدمن في حال عدم الإقلاع والعلاج الفوري، وفيما يلي بعض هذه التبعات:
يسبب الإدمان تليف الدماغ والكبد والرئتين، وأمراض القلب، والفشل الكلوى، وتدمير كلي لجهاز المناعة، وسرطان الكبد، وسرطان الرئة، فضلاً عن إنهيار الجهاز العصبى، والجلطات الدماغية، والتعرض للأمراض المعدية مثل فيروسات الكبد و الإيدز، كما يسبب الإكتئاب المزمن وتشنجات العضلات وفقدان السيطرة على الأطراف والرعشة المزمنة.
في العلاج وخطواته:
لعلاج الإدمان لا بد من اتباع عدد من الخطوات للشفاء تماما والعودة للحياة الطبيعية، وهي كالتالي:
1. التخلص من سموم المخدرات في الجسم
في هذه المرحلة يتم تخليص الجسم من السموم التي تعرض لها جرّاء تعاطي المخدرات والتي أصبحت جزءاً لا يتجزأ منه، ورغم أن هذه المرحلة أساسية ومهمة في رحلة العلاج إلا انها لا تعتبر كافية لوحدها ويجب استكمال العلاج والمراحل المتبقية ليتخلص المدمن من ادمانه بشكل نهائي.
2. علاج الأعراض الانسحابية
يرافق عملية علاج وتخليص الجسم من سموم المخدرات عملية أخرى تسمى علاج الأعراض الانسحابية، ففي هذه المرحلة يتم حجز المدمن في مركز او مستشفى مختص ويتم السيطرة على تحركاته وعلاقاته كي لا يقترب من المخدرات مجدداً.
والأعراض الانسحابية هي أعراض جسدية وأخرى نفسية، اهمها اضربات النوم والأرق المستمر وآلام البطن وارتفاع ضغط الدم والتعرق وارتفاع درجة حرارة الجسم. كما يقترن بذلك حدوث هلوسات عقلية ورغبة في الانتحار مع بعض الاضطرابات النفسية الشديدة كالاكتئاب الحاد. وتستمر هذه المرحلة من اسبوعين لشهر تقريباً.
3. مرحلة التأهيل
هذه المرحلة هي المرحلة الأهم بين مراحل العلاج، ومدتها قد تطول لأشهر عدة وربما سنوات وهذا مرتبط بمدى خطور وحالة المدمن وتجاوبه للعلاج، وهي تتخلل تعليم المدمن مهارات وممارسته لعادات جديدة تمنعه من الاقتراب من المخدرات وبالتالي الانتكاس مجدداً، ويتم ذلك من خلال جلسات نفسية وسلوكية، وقد يتخللها إعطاء المريض أدوية تساعده في تجاوز رغبته بالمخدرات مجدداً.
4. مرحلة الاستشارات النفسية
هذه المرحلة عبارة عن جلسات مصارحة نفسية فردية أو جماعية يعبّر فيها المدمن عن التجربة التي مر بها، وعن الأسباب والعوامل التي دفعته نحو الإدمان من عوامل نفسية او ضغوط إجتماعية او غيرها، الأمر الذي يساعد الطبيب على التعامل بشكل أفضل في معرفة مواضع المشكلة لحالها بشكل نهائي.
5. العلاج المجتمعي
في هذه المرحلة يتم فيها مساعدة المدمن في إيجاد طرق للإنخراط مجدداً في محيطه وقبل ذلك يتم التعامل مع المشاكل الأسرية و الإجتماعية التي أدت لوقوعه في هذه المشكلة بالأساس، فيمسك بيده ويشد من ازره ويدعم معنوياً.
6. منع الانتكاس
هذه المرحلة عبارة عن مرحلة مراقبة بشكل أساسي وتعتمد إلى جانب ذلك إعطاء المريض بعض الادوية تحت اشراف طبيب تساعده في الإبتعاد عن الادمان، وكذلك تتضمن تحاليل البول الدورية التي تؤكد عدم عودته للإدمان مجدداً.