الوقت- دأبت شركة إسرائيلية تعمل في مشاريع تحلية المياه على استخدام اسم وهوية شركة سويسرية منذ سنوات لدخول مناقصات في دول عربية وإسلامية، والآن كُشفت تفاصيل هذا التعاون وراء الكواليس. وعقب تقارير إعلامية عبرية عن أنشطة اقتصادية خفية لتل أبيب، اتُهمت شركة IDE Technologies الإسرائيلية بالمشاركة في مناقصات وعقود في دول عربية وإسلامية عبر شركة تُدعى Swiss Water، باستخدام هوية مزيفة أو على الأقل سرية؛ دول تتهرب من العلاقات الرسمية والتجارية مع الكيان الإسرائيلي.
ووفقًا لتقرير نُشر على موقع Ynet الإخباري الناطق باللغة الإنجليزية، التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن شركة IDE Technologies، وهي شركة تعمل في مجال تكنولوجيا تنقية وتحلية المياه، دأبت على استخدام شركة Swiss Water السويسرية كوسيط وواجهة غير إسرائيلية منذ أكثر من عقد للمشاركة في مناقصات في دول عربية وإسلامية، دون الكشف عن هويتها الإسرائيلية الحقيقية. ووفقًا للتقرير، أنشأت شركة IDE Technologies، بالتعاون مع أفشالوم فيلبر، المدير والمالك الرئيسي للشركة الإسرائيلية، وعدد من رجال الأعمال السويسريين، العديد من الشركات المشتركة والكيانات القانونية التي تشارك من خلالها في مشاريع في دول لا تربطها علاقات بإسرائيل.
,في هذه المناقصات، ظهرت شركة سويس ووتر منفردةً ووقعت العقود باسمها، بينما تولت الشركة الإسرائيلية توفير التكنولوجيا والتصميم الفني وتنفيذ المشاريع بالكامل. بهذه الطريقة، ودون علم أصحاب العمل بالقصة وراء الكواليس، ربحت الشركة الإسرائيلية عشرات الملايين من الدولارات من خلال شريكها السويسري.
كشف القضية
أُعلن عن القضية عندما نشأ نزاع مالي وقانوني مؤخرًا بين الشركتين، ورفعت شركة سويس ووتر السويسرية دعوى قضائية ضد شركة IDE الإسرائيلية لدى محكمة لندن للتحكيم الدولي. كشفت هذه الدعوى عن التعاون السري بين الطرفين في الدول العربية والإسلامية، ونُشرت علنًا لأول مرة. في بيان رسمي، أعربت شركة سويس ووتر عن استيائها من تصرف شركة IDE في نشر القضية، وأعلنت أنها ستسعى للحصول على حقوقها عبر القنوات القانونية والمؤسسات القضائية، وليس عبر وسائل الإعلام. وفي المقابل، تزعم الشركة الإسرائيلية أن شريكها السويسري على وشك الإفلاس، وقد رفع الدعوى القضائية الأخيرة بدافع مالي. إلا أن هذا التفسير لم يُقنع الرأي العام بالغرض من كشف التعاون السري.
الأبعاد الاقتصادية والسياسية للقضية
بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي، ترفض العديد من الدول العربية والإسلامية التعاون مع الشركات الإسرائيلية. وقد تحايلت شركة IDE Technologies على هذه العقوبات باستخدام اسم الشركة السويسرية "سويس ووتر" ودخلت أسواقًا مغلقة رسميًا أمامها؛ وهو عمل مُضلّل ومُخالف لمبادئ الشفافية الاقتصادية. وقد أعطى إخفاء الهوية الحقيقية الشركة ميزة غير عادلة وقوّض الثقة في الأسواق العالمية. وقد يؤدي الكشف عن القضية إلى غرامات باهظة، وإنهاء التعاون مع الشركات الدولية، وإلحاق ضرر جسيم بسمعة شركة IDE.
الأزمة الاقتصادية الإسرائيلية
جاءت هذه الفضيحة في وقتٍ تتزايد فيه الضغوط من حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) العالمية. يرفض العديد من الدول والمستهلكين شراء المنتجات الإسرائيلية، كما سحبت العديد من صناديق الاستثمار الكبرى، بما في ذلك الصندوق النرويجي، رؤوس أموالها من الشركات الإسرائيلية. والنتيجة هي تراجع الصادرات، وهروب رؤوس الأموال، وتفاقم الركود في الاقتصاد الإسرائيلي وتُظهر قضيتا شركتي IDE Technologies وSwiss Water أن إسرائيل ستفعل أي شيء لإخفاء أنشطتها الاقتصادية والالتفاف على العقوبات، لكن هذه الجهود أدت في النهاية إلى زيادة العزلة وانعدام الثقة، وتراجع مصداقية الكيان الصهيوني عالميًا.
