الوقت - تحت شعار "الإسكندرية، جدارية من الأحياء"، انطلقت في 30 أكتوبر الماضي فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان "أيام التراث السكندري"، والتي تستمر حتى 8 نوفمبر الجاري، في محاولة لإحياء ذاكرة المدينة وإبراز تراثها الحي من خلال الفنون والأنشطة المجتمعية.
المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة "مركز الدراسات السكندرية" (CEALex) بالتعاون مع محافظة الإسكندرية ووزارة السياحة والآثار والمعهد الفرنسي بمصر، يقدم هذا العام برنامجاً متنوعاً من المحاضرات والمعارض والجولات الميدانية المجانية التي تفتح أبواب المباني التاريخية أمام الزوار.
وتهدف الفعالية، بحسب المنسقة العامة مروة عبد الجواد، إلى "تحويل التراث إلى ذاكرة حية يشارك فيها السكان عبر الفن والمعرفة"، مؤكدة أن جميع الأنشطة مجانية "لأن الغاية هي نشر الوعي الثقافي، لا تحقيق الربح".
وأُهديت دورة هذا العام إلى روح الفنان الراحل طارق نادر، أحد أبرز وجوه المشهد المسرحي السكندري، الذي شارك منذ عام 2017 في المهرجان بعروض تناولت هوية المدينة وتاريخها.
شهد اليوم الافتتاحي محاضرة بعنوان "الإسكندرية، الأحياء التاريخية" شارك فيها عدد من الباحثين، أعقبها افتتاح معرض "قصة أحياء" الذي صممه الفنان المعماري محمود سعيد، مقدماً رحلة بصرية عبر خرائط ونماذج ثلاثية الأبعاد توثّق تطور المدينة من العصور البطلمية حتى المعاصرة.
ويعد "مركز الدراسات السكندرية" مؤسسة بحثية فرنسية تعمل في المدينة منذ عام 1990، وتركّز على دراسة تاريخ الإسكندرية وآثارها البحرية والعمرانية، وقد تحوّل المهرجان الذي أطلقه عام 2014 إلى حدث سنوي يحتفي بالتراث المادي وغير المادي للمدينة.
من جانبها، وصفت الممثلة هدير هنداوي المهرجان بأنه "منصة لاكتشاف الإسكندرية من جديد"، مشيدة بإهداء الدورة إلى طارق نادر الذي "جعلنا نرى المدينة بعينيه".
ويشارك في الفعاليات فنانون وباحثون وتجمعات محلية يقدم كل منهم رؤيته الخاصة للتراث، في تجربة تؤكد أن الإسكندرية ليست مجرد معالم حجرية، بل كائن حيّ تتجدد روحه مع كل دورة من دورات المهرجان.
