الوقت- صرّح وزير المالية في حكومة كيان الاحتلال بتسلئيل سموتريتش خلال مشاركته في مؤتمر عقاري، بأنه يجب تحويل قطاع غزة إلى مشروع استثماري مربح في مجال العقارات، مضيفاً أن الموضوع بُحث مع الولايات المتحدة، وتجري مناقشة تقسيم النسب على الأرض.
وتلقي مثل هذه التصريحات المزيد من الضوء، على نيات الاحتلال ومخططاته بشأن ما يُسمى "اليوم التالي" لحرب الإبادة على قطاع غزة، ويمكن إدراجها ضمن التصريحات الدموية، ذلك أنها تشير إلى مخططات مع سبق الإصرار، تهدف إلى إفراغ غزة من سكانها، سواء كان ذلك من خلال الإبادة أو التهجير، وهو ما يمنح تفسيراً إضافياً أيضاً لعمليات نسف المباني العشوائية في أرجاء القطاع، في سبيل تحويل غزة إلى مشروع استثماري.
وتطرّق سموتريتش إلى الرؤية اليوتوبية، أو المثالية، من وجهة نظره، واصفاً إياها بـ"خطة عمل"، قائلاً إنها "بُنيت على يد أمهر الخبراء". وأضاف أنّ الخطة مطروحة حالياً على مكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويجري فحص "كيف يمكن لهذا الأمر أن يتحوّل إلى فرصة ذهبية في مجال العقارات"، مؤكداً أنه لا يمزح.
وحسب وزير كيان الاحتلال "بدأتُ مفاوضات مع الأميركيين، أقول ذلك بجدية، لأننا دفعنا الكثير من المال في هذه الحرب. علينا أن نقسّم كيف نوزّع النسب على الأرض (بين الطرفين). لقد أنجزنا بالفعل، مرحلة الهدم، وهي المرحلة الأولى في خطة التجديد العمراني. والآن يجب أن نبدأ البناء".
وتأتي أقوال سموتريتش أيضاً، على خلفية تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أول أمس الاثنين، بأن الكيان سيضطر إلى الاعتماد أكثر في اقتصاده على الإنتاج الذاتي، والتحوّل إلى الاقتصاد المغلق، الأمر الذي هزّ بورصة تل أبيب. وقال نتنياهو: "سيتعيّن علينا أكثر فأكثر التكيّف مع اقتصاد يحمل سمات الاكتفاء الذاتي (دون تجارة خارجية). نحن نتجه لأن نصبح أثينا وسوبر-أسبرطة. لا خيار أمامنا". وعلّق سموتريتش بأنه يعارض هذا التشبيه، وأضاف أن محاولة زيادة الإنتاج الذاتي بشكل كبير والاعتماد عليه "ليست خطوة صحيحة".
وجاءت تصريحات نتنياهو، في وقت تتصاعد فيه التهديدات بفرض عقوبات اقتصادية على الكيان من أوروبا، على خلفية المبادرة لاحتلال مدينة غزة. وأثارت تصريحاته ضجة كبيرة وردود فعل ساخطة في الأوساط الاقتصادية. وفي اليوم نفسه، وبعد الخطاب، تغيّر اتجاه التداول في بورصة تل أبيب نحو الانخفاض، وقفز الدولار مقابل الشيكل، قبل أن يستقر لاحقاً.
يذكر أنه في نهاية أغسطس/ آب الماضي، تحدّثت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، عن خطة لإعادة إعمار قطاع غزة تداولتها إدارة ترامب، وتستند إلى تعهد الأخير بـ"السيطرة" على القطاع، ووضعه تحت الوصاية الأميركية، لمدة لا تقل عن 10 سنوات. وخلال هذه الفترة، بحسب الخطة، سيتحوّل القطاع إلى منتجع سياحي فاخر ومركز لإنتاج التكنولوجيا والهايتك، كذلك تحدثت وسائل إعلام عبرية عن خطط مشابهة.