الوقت- أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية عن توقف خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة وشمالها، نتيجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بخطوط التزويد الرئيسية جراء العدوان الصهيوني المستمر على القطاع.
وأوضحت الشركة أن فرقها الفنية تعمل بلا توقف وبذل جهود مضنية لإصلاح الأعطال رغم الظروف الميدانية الصعبة والمعقدة.
وفي تحذير سابق، نبه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى احتمال وقوع انقطاع شامل في شبكات الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، نتيجة الاستهداف المتكرر والممنهج من قبل القوات الإسرائيلية للأبراج السكنية والمباني الشاهقة في المدينة، في سياق عدوانها الهمجي المستمر.
وأشار المرصد إلى أن هذه الهجمات تهدف إلى تعزيز سياسة التدمير العمراني التي ازدادت وتيرتها منذ 11 أغسطس، والتي تهدف إلى ترهيب السكان ودفعهم للنزوح قسرا نحو الجنوب، بالإضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية لشبكات الاتصالات والإنترنت، ما يعمّق عزلة السكان ويحدّ من قدرتهم على التواصل وتوثيق الانتهاكات.
وأكد أن القصف المتكرر لمحطات الإرسال الواقعة على أسطح المباني إلى جانب نقص الوقود اللازم لتشغيل المحطات، يهددان بانهيار كامل للبنية التحتية للاتصالات في غزة.
تأتي هذه الخطوات في إطار سياسة متكاملة تجمع بين الحصار والقصف لقطع شرايين الحياة عن غزة، وعزل سكانها عن العالم الخارجي، ومنعهم من توثيق الجرائم أو طلب النجدة، ما يشكل أداة إضافية للتهجير القسري ومسح الأدلة على الجرائم الجماعية.
كما حذر المرصد إلى أن انقطاع الاتصالات يعرقل عمل الطواقم الطبية وفرق الإغاثة، ويحول دون وصولها إلى المصابين، الذين قد يُتركون دون علاج لفترات طويلة، كما يحرم المحاصرين تحت الأنقاض من طلب المساعدة، ويعطل تنسيق عمليات الإسعاف ونقل المرضى، ويعيق الاستجابة السريعة للنداءات الإنسانية، ما يؤدي إلى زيادة عدد الشهداء ويجعل من الانقطاع وسيلة غير مباشرة للإبادة الجماعية تضاهي خطورة القصف ذاته.