الوقت- في خطوة غير مسبوقة، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن موقفه المتطرف تجاه قطاع غزة، حيث أكد على ضرورة فرض حصار شامل على القطاع يشمل منع إدخال الطعام والماء والوقود والكهرباء، هذا التصريح أثار موجة من الانتقادات الدولية، واعتبرته العديد من الجهات اعترافًا صريحًا بارتكاب جريمة إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين.
سموتريتش، الذي يُعرف بتوجهاته اليمينية المتطرفة، لم يقتصر على هذا التصريح، بل أضاف في وقت لاحق أنه "فقد الثقة" في قدرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على قيادة الجيش نحو الحسم والانتصار في حرب غزة، مشيرًا إلى أن قرار المجلس الأمني المصغر (الكابينت) باحتلال غزة من أجل إعادة حركة حماس إلى طاولة المفاوضات "يعد حماقة وأمرًا غير منطقي"، كما أعلن عن خطط لضم جزء كبير من قطاع غزة، مؤكدًا أن الاستيطان في هذه المناطق "أقرب من أي وقت مضى".
هذه التصريحات تزامنت مع إعلان سموتريتش عن خطط لبناء أكثر من 3400 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "معاليه أدوميم" بالقدس المحتلة، في خطوة وصفها الفلسطينيون بأنها تهدف إلى قطع التواصل الجغرافي بين مدينتي رام الله وبيت لحم، وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني، ضمن مخطط الاحتلال الرامي إلى الضم والتهجير ومنع إمكانية إقامة دولة فلسطينية.
المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، لم يُظهر أي رد فعل حاسم تجاه هذه التصريحات والممارسات الإسرائيلية، ما يثير تساؤلات حول مصداقية التزامها بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، هذا الصمت الدولي يُعتبر بمثابة ضوء أخضر لـ"إسرائيل" للاستمرار في سياساتها التوسعية والعدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
سموتريتش وتوجهاته السياسية المتطرفة
بتسلئيل سموتريتش هو أحد أبرز الشخصيات السياسية في "إسرائيل"، ويُعرف بتوجهاته اليمينية المتطرفة، شغل منصب وزير المالية في حكومة بنيامين نتنياهو، وله تاريخ طويل في دعم السياسات الاستيطانية ورفض حل الدولتين.
تُعتبر تصريحاته الأخيرة حول غزة امتدادًا لمواقفه السابقة، حيث دعا مرارًا إلى فرض سيادة إسرائيلية كاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة.
سموتريتش ينتمي إلى حركة "الصهيونية الدينية"، التي تؤمن بضرورة إقامة دولة يهودية على كامل الأراضي التاريخية لفلسطين، هذه الحركة ترفض الاعتراف بحقوق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، وتدعو إلى توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
تصريحات سموتريتش حول حصار غزة
في تصريح غير مسبوق، أعلن سموتريتش عن ضرورة فرض حصار شامل على قطاع غزة يشمل منع إدخال الطعام والماء والوقود والكهرباء، برر ذلك بالقول إن هذا الإجراء قد يكون "عادلًا وأخلاقيًا" لإعادة الأسرى الإسرائيليين، هذا التصريح أثار موجة من الانتقادات الدولية، حيث اعتبرته الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية جريمة ضد الإنسانية.
العديد من الخبراء القانونيين اعتبروا أن هذا التصريح يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقيات جنيف التي تحظر معاقبة المدنيين الجماعية، كما أن منع وصول المساعدات الإنسانية الأساسية يعد جريمة إبادة جماعية وفقًا للمعايير الدولية.
تصريحات متطرفة حول ضم غزة
لم يقتصر المسؤولون الاسرائيليون على التصريحات حول حصار غزة، بل أعلنوا مرارا وتكرارا عن خطط لضم جزء كبير من القطاع، وقد أكد سموتريتش على أن الاستيطان في هذه المناطق "أقرب من أي وقت مضى"، هذا الإعلان يأتي في وقت حساس، حيث تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيدًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية.
الضم المحتمل لقطاع غزة يمثل خطوة تصعيدية خطيرة، حيث يعني ذلك القضاء على أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما أن هذا الإجراء يتعارض مع القرارات الدولية التي تدعو إلى حل الدولتين، ويزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.
بناء المستوطنات في القدس الشرقية
تزامنًا مع تصريحاته حول غزة، أعلن سموتريتش عن خطط لبناء أكثر من 3400 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "معاليه أدوميم" بالقدس المحتلة، هذه الخطوة تهدف إلى قطع التواصل الجغرافي بين مدينتي رام الله وبيت لحم، وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني.
بناء المستوطنات في القدس الشرقية يعد انتهاكًا للقانون الدولي، حيث تعتبر الأمم المتحدة هذه المستوطنات غير شرعية، كما أن هذه السياسات تزيد من التوترات في المدينة المقدسة، وتعرقل أي جهود لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
الصمت الدولي تجاه التصريحات الإسرائيلية النازية
على الرغم من التصريحات المتطرفة لسموتريتش، لم يُظهر المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، أي رد فعل حاسم، هذا الصمت يُعتبر بمثابة ضوء أخضر لـ"إسرائيل" للاستمرار في سياساتها العدوانية.
الولايات المتحدة، التي تُعتبر حليفًا رئيسيًا لكيان الاحتلال الاسرائيلي، لم تُصدر أي بيان يدين هذه التصريحات، هذا يُثير تساؤلات حول مصداقية التزامها بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
تداعيات التصريحات على الوضع الفلسطيني
تصريحات سموتريتش تمثل تحديًا كبيرًا للقيادة الفلسطينية، حيث تعكس نية إسرائيلية واضحة لفرض واقع جديد في الأراضي الفلسطينية، هذه السياسات تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، وتعرقل أي جهود لوقف إطلاق النار و تبادل الأسرى
القيادة الفلسطينية دعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذه السياسات، واعتبرت أن الصمت الدولي يُشجع "إسرائيل" على الاستمرار في انتهاكاتها.
دور الإعلام في تسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية
الإعلام يلعب دورًا مهمًا في نقل الحقيقة للعالم، وكشف الانتهاكات الإسرائيلية. العديد من وسائل الإعلام الدولية والمحلية قامت بتغطية تصريحات سموتريتش، ما ساهم في زيادة الوعي الدولي حول هذه القضية.
ومع ذلك، يُلاحظ أن بعض وسائل الإعلام الغربية تتبنى وجهة نظر إسرائيلية، ما يُقلل من تأثير التغطية الإعلامية على الرأي العام الدولي.
المواقف العربية والإسلامية من التصريحات الإسرائيلية
العديد من الدول العربية والإسلامية أدانت تصريحات سموتريتش، واعتبرتها تصعيدًا خطيرًا في السياسات الإسرائيلية، كما دعت إلى تحرك دولي عاجل لوقف هذه الانتهاكات.
ومع ذلك، يُلاحظ أن بعض الدول العربية لم تُظهر رد فعل حاسم، مما يُثير تساؤلات حول مدى التزامها بالقضية الفلسطينية.
ختام القول
تصريحات بتسلئيل سموتريتش تمثل تحديًا كبيرًا لاستقرار الوضع في المنطقة، وتُظهر توجهًا إسرائيليًا متطرفًا في التوسع الاستيطاني الاستعماري، فيما يعتبر الصمت الدولي بمثابة ضوء أخضر لكيان الاحتلال الإسرائيلي للاستمرار في سياساتها العدوانية، من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل حاسم لوقف هذه الانتهاكات، والضغط على كيان الاحتلال الاسرائيلي لادخال المساعدات للمدنيين.