الوقت- إنتشرت في وسائل الاعلام العربية تصريحات للأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني يعلن فيها اختلاف وجهات نظر دولته مع امريكا وأن العلاقات القطرية الامريكية على شفا جرف هار، وتضمنت اعلاناً عن علاقات جيدة لقطر مع اسرائيل معتبرا انها الحليف الاقرب والاقوى في المنطقة وأن هناك تقارب وتجاذب في وجهات النظر فيما بين الحكومتين القطرية والاسرائيلية بعكس علاقتها مع بقية الدول الخليجية. وتضمن كلامه ايضا تصريحا خطيرا حول تدهور علاقات بلده بالدول الخليجية وبالخصوص السعودية والامارات. للوقوف عند ما حدث ولتحليل ابعاده ودلالاته، اجرى موقع الوقت الاخباري اتصالا هاتفيا مع المحلل السياسي الدكتور نسيب حطيط، جاء في تفاصيله:
الوقت: تداولت وسائل اعلام عربية تصريحات لأمير قطر تحدث فيها عن توتر في العلاقات بين قطر وجيرانها، ما تعليقكم على هذا التباين والتعارض؟ وما هي دلالاته برأيكم؟
حطيط: "بعيدا عن السجال الذي وقع، وسواء كانت هذه التصريحات مفبركة او صحيحة، فقد اعطت النتائج المرجوّة والمستغربة حيث تعاملت معها الصحف السعودية والمسؤولون السعوديون وغيرهم من الخليجيين على انها تصريحات صحيحة مئة بالمئة وهذا ما يفسّر وجود خصومة سياسية وتنافس وحسد في الكواليس، اضافة الى ما يسمى النكد السياسي، وقد اعطت مفاعيلها بشكل اكثر من المتوقع وهذا يؤشر الى هشاشة العلاقات الخليجية الخليجية ويسحب من السعودية ورقة زعامة مجلس التعاون الخليجي ويوجّه طعنة لما حاولت امريكا ان تظهره في قمة العرب وباقي المسلمين."
واكد ان الدول الخليجية لا زالت تحمل التصريحات على محمل الجد حتى بعد النفي القطري، مستشهداً بتغريدات نائب القائد العام لشرطة دبي ضاحي خلفان، واضاف: "هذا يؤكد عدم صفاء القلوب بين الاطراف، وأن الخلاف شديد جداً بينهم وما حصل هو اجهاض لما قام به ترامب في قممه الثلاث العربية والسعودية والاسلامية."
ولفت أن "الاستراتيجية الامريكية تقتضي ان تربط ادواتها وعملاءها بالإدارة الامريكية لكنها تنمّي حالة التنافس فيما بينهم بحيث يبدون متفرقين، فكما اختلفت وتنافست الامارات مع السعودية، واصبحت لها اهدافها الخاصة في عدن، تباينت سياسة قطر مع السياسة السعودية ايضا، فقطر تدعم الاخوان المسلمين وبعض الجماعات التكفيرية، اما السعودية فهي ضد الاخوان، وبالتالي ان امريكا تجمع هؤلاء بشرط ان لا يجتمعوا مع بعضهم البعض، وان يبقى كل طرف يحاول ان يتلطّى ويختبئ بالادارة الامريكية للانتصار على غريمه السياسي او الاقليمي، وهذه الاستراتيجية تعتمدها الولايات المتحدة الامريكية منذ ان بدأت بتصدير ادارتها نحو العالم."