الوقت- تستضيف المملكة العربية السعودية قمما ثلاث بدأت فعالياتها منذ يوم السبت فور وصول الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى العاصمة الرياض في اول زيارة خارجية يقوم بها منذ توليه الرئاسة في 20 من كانون الثاني الماضي، وهي قمة سعودية امريكية، وقمة مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية. مما وضع علامات استفهام عديدة حول السياسة التي تتّبعها كل من امريكا والسعودية، والاهداف التي يسعى الطرفين الى تحقيقها من خلال هذه القمم، خصوصا بعد مواقف الرئيس ترامب الواضحة من الاسلام والمسلمين. للاجابة على هذه الاسئلة وغيرها، اجرى موقع الوقت الاخباري مقابلة مع المحلل السياسي ومدير مركز الدراسات الاجتماعية والدولية في بيروت، الدكتور طلال عتريسي، اليكم ما جاء فيه:
الوقت: تشهد المملكة العربية السعودية عقد قمة وصفوها بالعربية الاسلامية الامريكية، برأيكم كيف يمكن للسعودية ان تدعم وتستقبل شخصا ينتهج سياسة واضحة ضد الاسلام والمسلمين كالرئيس الامريكي ترامب؟
عتريسي: "السعودية غير مهتمة بمواقف ترامب من الاسلام، هي اليوم مهتمة فقط بتشكيل محور او حلف ضد ايران بالدرجة الاولى، طالما ان ترامب يعلن مواقف ضد ايران فهي مستعدة لترتيب كل الامور السياسية والمالية، ومستعدة ان تدفع للولايات المتحدة الامريكية ما يريده ترامب، النقطة الثانية هي ان السعودية تريد ان تقول من خلال هذه القمة الاسلامية انها هي زعيمة العالم الاسلامي، يعني باستطاعتها جمع الدول الاسلامية عندما تريد، وان تعقد قمة مع الرئيس الامريكي، وهذه هي الرسالة الثانية للسعودية من هذه القمة."
الوقت: يرى الاعلام الامريكي والغربي السعودية امّا للارهاب، وفي الوقت نفسه تكون الرياض وجهة للرئيس الامريكي في اول زيارة خارجية له، فما سبب ذلك؟ وما هي اسباب الزيارة حسب رأيكم؟
عتريسي: "ترامب اعلن اكثر من مرة، قبل الانتخابات وبعدها، ان حماية السعودية يجب ان يكون لها ثمن، وانها لا تدفع ما يكفي من المال لحمايتها، وانها بقرة حلوب، عند جفاف حليبها يجب القضاء عليها. وقد جاء اليوم ليحصد الاموال من المملكة العربية السعودية، بغض النظر اذا كانت هي اساس الارهاب او مسؤولة عن هذه العقيدة الوهابية التي تحملها داعش. وكما أُعلن، سيتم عقد صفقة لشراء اسلحة بمئة مليار دولار في البداية، وربما سيكون هناك صفقات اخرى تصل الى ثلاث مئة مليار دولار. اذاً إن المصلحة والاموال هما اللتان اعادتا العلاقات المتينة والجيدة بين السعودية والولايات المتحدة الامريكية."
الوقت: تعتبر امريكا نفسها الراعي الاول للديمقراطية وحقوق الانسان في العالم، بينما يقوم رئيسها بزيارة لدولة لا ناقة لها ولا جمل بهذه الحقوق، فما هو تعليقكم على ذلك؟
عتريسي: "لم يعد هناك ما يمكن ان تخفيه الولايات المتحدة الامريكية في موضوع حقوق الانسان، فهناك فرق بين ادعاء حقوق الانسان وبين الممارسات الفعلية. وإن ما تفعله السعودية في اليمن من مجازر وحصار للشعب اليمني ومن امراض تفتك به، يتم بمساعدة امريكية، وتغطية اعلامية ايضا، ولهذا السبب يصبح الكلام عن حقوق الانسان بلا معنى بالنسبة الى الولايات المتحدة، خصوصا عندما تكون الاولوية للمصالح."
الوقت: ما مدى ارتباط زيارة ترامب بالملف اليمني؟ وما هي الرسالة التي اراد اليمنيون ارسالها عبر صاروخهم الذي اطلقوه باتجاه الرياض؟
عتريسي: "من الواضح ان زيارة ترامب هي تأييد للسياسات السعودية في المنطقة، سواء سياستها في اليمن او سياستها ضد ايران او ضد حزب الله. اما الصاروخ فهو رسالة من اليمن وحلفائه الى ترامب مفادها ان المواجهة مع السعودية مستمرة، بغض النظر عن مجيئه الى السعودية او عن تحالفه معها."
وفي ختام الحوار لفت الدكتور عتريسي ان السعودية اليوم حريصة على اظهار انها استعادت العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية، بعدما افتقدتها في ايام الرئيس السابق اوباما، وهي الآن تُظهر بانها تشعر بالقوة بسبب هذه العلاقة، ولذلك تقوم باطلاق تصريحات وتهديدات اتجاه ايران وسوريا واتجاه محور المقاومة ايضا. معتبرا ان الهدف من القمم الثلاث التي تعقدها السعودية هو استعادتها للمبادرة بعدما شعرت بأنها اصبحت في وضع دفاعي في السنوات الماضية.