الوقت - قد يكون من السهل ترتيب طاولة الطعام على الأرض، لكن ترتيبها في الفضاء له مشاكله الخاصة، ففي الأعلى تنعدم الجاذبية، لذلك يثبت الرواد أنفسهم على طاولة الطعام المثبتة بأرضية المحطة بواسطة أربطة تثبتهم بأرضية المحطة.
ولا يستطيع رواد الفضاء أثناء رحلتهم تخزين كميات كبيرة من المؤن والأطعمة نتيجة لصغر مساحة المكان في المحطة الدولية لكن العلماء استطاعوا تلبية احتياجات رواد الفضاء الأساسية من الطعام وخصوصا أن عملهم مجهد ويحتاج إلى طاقة كبيرة.
طبيعة الطعام
يتساءل الكثيرون عن طبيعة الطعام الذي يتناوله رواد الفضاء أثناء فترة اقامتهم في المحطة الدولية، كما تطرح تساؤلات عديدة بشأن تناولهم لطعامهم، خصوصا في ظل انعدام الجاذبية الأرضية.
وتختلف أشكال وأنواع الطعام الذي يتناوله رواد الفضاء خلال فترة اقامتهم في المحطة الدولية فمنه المجفف والسائل لكن هذه الوجبات أعدت لتحمل الظروف غير العادية ولتلبي الحاجات الضرورية لجسم الرواد في الفضاء.
ومن خلال متابعة تقارير ناسا عن هذا الموضوع وجدنا أن معظم الطعام مجفف ومغلف بأكياس لمنع وصول البكتيريا إليه، ويضيف الرواد بعض الماء لهذا الطعام لتطريته ثم أكله.
في الماضي كان رواد الفضاء يتناولون الأطعمة المعلبة فقط مثل اللحوم المجففة أما وقد تحسنت نوعية الأطعمة بشكل واضح فقد أصبحت تحتوي على جميع المواد الأساسية التي يحتاجها جسم الانسان، وأصبح الطعام متنوعاً بين المجفف والسائل حتى أن رائد الفضاء يتعرف قبل الرحلة على 99 وجبة ويختار منها مايشاء.
آلية تحضير وتناول الطعام
ومن التوجيهات التي تعطى للرواد حول تناول الطعام بأن عليهم أن يتناولوا طعامهم ببطء شديد حتى لايذهب من الفم إلى الأنف أو العينين، ويجب ألا يكون الطعام من النوع الذي يتفتت أو يسيل لأنه قد يتطاير داخل المحطة بسبب انعدام الجاذبية ما يسبب مشاكل للمعدات.
وبالحديث عن آلية تحضير الطعام المخصص لروّاد الفضاء كشفت تقارير "ناسا" أن الطعام يحضر بطريقة ملائمة بيئياً للفضاء، إذ يُعالج تحت درجة حرارة عالية بهدف المحافظة عليه وتخزينه، ما يجعله يفقد بعضاً من قيمته الغذائية نتيجة النقص في الفيتامينات.
والجدير بالذكر أن ارسال كل كيلوغرام من الطعام إلى الفضاء يكلف حوالي 20 ألف دولار، ورائد الفضاء الواحد يحتاج إلى 700 كليوغرام من الأطعمة.
ونشير إلى أن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قامت باستعراض حجم وشكل الطعام من خلال معرض مخصوص داخل الوكالة، لتحل اللغز السائد عن هذا الأمر الذي إنطلق منذ 50 عاماً.
وقالت "ناسا" إن الكميات المحدودة تكفي الجسم وتسبب الاحساس الكبير بالشبع، على عكس ما يظنه البعض بأن حجم الأطعمة لا يكفي طفلاً صغيراً، بالإضافة إلى وجود "سخان" صغير مجهز للأجواء الفضائية يتم تسخين الطعام من خلاله.