الوقت- يختتم اليوم البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان زيارته التاريخية إلى مصر وسط ارتياح دولي وعالمي لهذه الزيارة التي جاءت في إطار ترسيخ التعاون الاسلامي المسيحي، وبذل الجهود لإحلال السلام والأمن في المنطقة، ونبذ التطرف الديني الذي لا يصب في مصلحة أحد.
الوحدة ونبذ العنف
وانطلاقا من هذه المفاهيم بدأ بابا الفاتيكان كلمته في الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام بالقاهرة، أمس الجمعة، حيث دعى البابا فرنسيس إلى إلى التسامح وندد "بربرية" المحرضين على العنف. وقال إنه يجب على كل الزعماء الدينيين الاتحاد في نبذ التطرف الديني.
وأكد على أهمية دور رجال الدين في كشف العنف الذي يظهر ويقدم نفسه تحت غطاء ديني وقال "لنكرر معا، من ھذه الأرض، أرض اللقاء بين السماء والأرض، وأرض العھود بين البشر وبين المؤمنين، لنكرر "لا" قوية وواضحة لأي شكل من أشكال العنف، والثأر والكراھية التي تعارض حقيقة كل الأديان التي تدعو إلى السلام ونبذ أي شكل من أشكال العنف باسم الدين أو باسم الله".
جاء كلام البابا هذا في اليوم الأول لزيارته للقاهرة والتي تستغرق يومين التقى فيهما أيضا بالرئيس عبدالفتاح السيسي والبابا تواضروس الثاني، بطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر.
من جهته قال الشيخ الطيب إنه "لا يزال الأزهر يسعى من أجلِ التعاون في مجال الدعوة إلى ترسيخ فلسفة العيش المشترك وإحياء منهج الحوار واحتِرام عقائد الآخرين والعمل معا في مجال المتفق عليه بين المؤمنين بالأديان وهو كثير وكثير".
وأكد الطيب على أنه "يلزمنا العمل على تنقية صورة الأديان مما علق بها من مفاهيم مغلوطة وتطبيقات مغشوشة وتدين كاذب يؤجج الصراع ويبث الكراهية ويبعث على العنف.. وألا نحاكم الأديان بجرائم قلة عابثة من المؤمنين بهذا الدين أو ذاك".
إشادات
وأشاد المشاركون في أعمال مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، بكلام شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، معتبرين الزيارة جاءت في وقت نحن بأمس الحاجة فيه للتكاتف والتعاضد لمواجهة خطر الإرهاب الذي يمزق جسد الأمة.
وفي السياق قال تامر سلامة منسق عام مركز الفتوى الالكترونية بالأزهر لرويترز إن كلمتي فرنسيس والطيب في ختام المؤتمر "هما جراحة دقيقة للجسد العالمي وما يعانيه من آلام وأمراض".
وأضاف "العالم يحتاج إلى عملية جراحية دقيقة من قامات دينية ذات منصب وذات قيمة ورمزية عند الناس من اجل تحقيق سلام حقيقي يؤمن به الجميع ويلتف حوله كل البشر".
واكتسبت زيارة البابا فرنسيس لمصر أهمية كبيرة، من كونها جاءت بعد 45 يوما من هجمات إرهابية من قبل تنظيم"داعش" الإرهابي استهدف فيها كنيستين بمدينتي طنطا والإسكندرية.
البابا فرنسيس والسيسي
التقى بابا الفاتيكان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم أمس في قصر الاتحادية في اليوم الأول من زيارته إلى مصر والتي تستغرق يومين، وأعرب قداسة البابا فرانسيس عن سعادته بزيارة مصر، مشيراً إلى مساهماتها القيمة في تاريخ البشرية وسعيها لتحقيق السلام.
وتحدث البابا فرنسيس عن أهمية الدور الذي تقوم به مصر في الشرق الأوسط، مثمناً جهودها من أجل التوصل لتسويات للمشاكل الملحة والمعقدة التي تتعرض لها المنطقة والتى تتسبب في معاناة إنسانية كبيرة للبشر.
وأكد بابا الفاتيكان على دعمه ووقوفه إلى جانب مصر في وجه العنف والإرهاب.
من جهته رحب الرئيس المصري بزيارة البابا فرنسيس إلى مصر وقال: " أنتم يا قداسة البابا تحلون ضيفاً عزيزاً على مصر اليوم".
وأضاف السيسي أن زيارة البابا هي "إعلان للعالم عن متانة وحدتنا الوطنية وصلابتها التي نعتبرها خط دفاعنا الأساسي ضد من يضمرون لوطننا الشر".
وأعرب السيسي عن عظيم أمله في مستقبل أفضل يحمل عهدا من السلام والرحمة والتسامح.
تجدر الإشارة إلى أن الأزهر أوقف حواره مع الفاتيكان عام 2011 بسبب ما اعتبره إساءات متكررة للإسلام من جانب البابا بنديكت الذي كان يتولى البابوية قبل البابا فرنسيس. واستؤنفت العلاقات العام الماضي بعد أن زار شيخ الأزهر الفاتيكان.
ومن المقرر أن يقيم الباب فرنسيس قداسا ضخما في القرية الأولمبية باستاد الدفاع الجوي، الذي يتسع لنحو 25 ألف شخص وسط اجراءات أمنية مشددة، وبمشاركة 6 طوائف كاثوليك مصرية وشخصيات عامة ونواب ونقباء وحزبيون وغيرهم
وبعد القداس سيتناول البابا الغداء مع أساقفة مصريين، ويوجه كلمة لمعاهد دينية قبل أن يطير عائدا إلى إيطاليا بعد الظهر.