الوقت- المنزل الذكي Smart homeهو مبنى سكني عادة ما يكون حديثاً أو جديداً ومجهزاً بالأدوات والأسلاك اللازمة التي تمكن قاطنه من التحكم بعدد من الأجهزة الكهربائية وأجهزة منزلية عدة في المنزل عبر أمر أو ضغطة زر واحدة، فعلى سبيل المثال يمكن لصاحب المنزل أن يكون في رحلة ما وأن يستعمل هاتفه لتشغيل جهاز الأمن والانذار الخاص بالمنزل، ويعدل درجة حرارة المنزل أو تعديل الاضاءة أو تغيير لونها أو شدتها وربما اطفاء التلفاز والمدفأة أو أي انظمة أخرى يود تعديلها..
حديثاً يتسارع تطوير انظمة المنازل الأوتومانيكية بشكل كبير وذلك نتيجة للتقاطع السريع على صعيد التكنولوجيات الحديثة، وهنا نتحدث عن أنظمة تتعلق بشبكات الاتصال في المنزل فضلاً عن الترفيه والأمن والراحة وغيرها، ويتم التحكم بهذه الانظمة عن طريق ارسال اشارات مشفرة عبر الاسلاك المتوزعة في كافة انحاء المنزل أو عبر وسائل لاسلكية إلى مفاتيح أو أجهزة قابلة للبرمجة بحيث تفهم هذه الأوامر وتتعامل معها بالشكل المراد.
وكأمثلة على هذه الأنظمة أوضح الخبير التقني الألماني "توبياس آرنس" أنه: " من النماذج الموجودة بالفعل، مقابس ومصابيح مزودة بشبكة "دبليو أل.آي.أن" اللاسلكية التي يمكن برمجتها والتحكم فيها عبر شبكة الإنترنت، وجميع الأجهزة التي تتصل بمثل هذه المقابس اللاسلكية يمكن التحكم فيها وتشغيلها وإيقافها عبر برامج تصفح الإنترنت أو بعض التطبيقات المخصصة للهواتف الذكية أو الحواسيب اللوحية."
وتابع: "كما أن هناك نموذج "مصابيح ليد" المعروفة مثلا والتي زودت بشبكة "دبليو أل.آي.أن" اللاسلكية التي تتيح للمستخدم إمكانيات ضبط أكثر تطوراً، فإلى جانب تشغيلها وإطفائها وفق جداول زمنية معينة، يمكن أيضاً ضبط شدة الإضاءة ولونها أو ضبط المصابيح على إضاءة مخصصة للقراءة تناسب الغرفة والمستخدم على نحو دقيق، ويتم كل ذلك عبر تطبيقات بالهاتف الذكي."
وهنا نقف عند مسألة مهمة جداً وهي أن البيت الذكي لا ينحصر استخدامه في سبيل الرفاهية والراحة فقط بل هو أيضاً وسيلة مميزة وفعالة لخفض مصاريفكم وتكاليف انفاقكم الشهري على مسائل عدة منها مصروف الكهرباء والماء والوقود إذ وبواسطة الحسّاسات الذكية توقف كل الآلات المتصلة بمصادر الطاقة بمجرد خروج المستخدم من المنزل أو بمجرد استشعارها بعدم الحاجة لها كتحسن الطقس فتطفئ المدفأة او المبرد أو شروق الشمس فتطفئ النور أو تخفف شدته وغيرها من أمور المماثلة، وهذا طبعاً فيه فائدة أخرى وهي جعل نمط معيشتكم أكثر صداقة للبيئة بفعل أن استخدام طاقة غير نظيفة بشكل أقل يعني تلوث أقل، فضلاً عن ان العديد من هذه الأنظمة باتت تعتمد بشكل مباشر على الطاقة المتجددة النظيفة من أشعة الشمس والرياح وغيرها.
وفائدة أخرى لا بد من الاشارة لها ان هذه الأنظمة الذكية ستكون خير عون لأصحاب الاحتياجات الخاصة أو المصابين بأمراض معينة أو الذين تعرضوا لحوادث أليمة ادت لتعطيل بعض حواسهم، إذ أن هذه الأنظمة يمكنها العمل بالاستجابة الصوتية فقط أو مثلاً بضغطة زر واحدة برمج بحسبها الكثير من الأمور.
إلا أن لكل للرفاهية ضريبة اذ أن بعض المختصين كالخبيرة لدى الاتحاد الألماني لمراكز حماية المستهلك يوهانا كاردل، يعتقدون بأن المنزل الذكية تعرضكم للكشف الدائم وعدم الأمان باعتبار أن هذه الأنظمة الذكية تصل إلى كامل معلوماتكم الشخصية وأسلوب حياتكم، وهي التي يمكن للشركات المصممة أن تحصل عليها بسهولة فتكون ملفاً شخصياً لكل منكم بأدق تفاصيل تحركاتكم وعلاقاتكم اليومية، وهنا يحذر المختصون من أنه على المستخدم الانتباه للمنتوجات التي يستعملها ولأي شركة تعود فيلجأ للشركات حسنة السمعة ويبتعد عن المنتوجات المجانية او الرخيصة التي تعمد الشركات المنتجة لها على استعمال بياناتكم لغرض الترويج الدعائي وغيرها من أمور.
ونذكر أن الأخصائيون يرجعون مسألة عدم انتشار مثل هذه الأنظمة بشكل كبير حتى يومنا هذا بسبب خضوعها للاختبار والتطوير المستمر، فضلاً عن أن معظمها لم يطور ليخدم جميع اللغات العالمية المنتشرة مما يجعل استخدامها صعباً أو غير عملي عند بعض الشعوب، إلا ان بعض التقارير تنبأت بأن عدد هذه الأنظمة الذكية ستصل إلى ما يقارب ال50 مليار وحدة بحلول عام 2020.