الوقت - تساءل موقع أنتي ميديا في مقال له عن المستفيد من ضربة ترامب العسكرية على الحكومة السورية؟
فقال الموقع: لا شك في أن المثل العليا التي يدعي دونالد ترامب ومؤيدوه من خلالها بأنهم يقومون بحماية حقوق المسيحيين وغيرهم من الأقليات، هي على النقيض من ذلك، ووفقاً لتقرير صادر عن مركز تفكير أسسه مجرم الحرب المزعوم توني بلير، فإن أغلبية الجماعات المتمردة التي تحاول حالياً هزيمة الحكومة السورية تشترك في إيديولوجيات "داعش" الأساسية، حيث وجد التقرير أيضاً أنه من غير المجدي التمييز بين هذه المجموعات لأنهم جميعاً يعملون معاً على الأرض.
وتساءل الموقع: هل يمكن لهذه الجماعات أن تنشئ الشريعة في لحظة ما إذا سقط الرئيس السوري بشار الأسد؟ إذاً ماذا نعرف عن قرار ترامب الأخير بشأن ضرب منشأة للقاعدة الجوية داخل سوريا؟ نحن نعلم أن الحكومة الأمريكية اتهمت القاعدة بالتواطؤ في هجمات الأسلحة الكيميائية، ولكنها لم تقدم أي دليل على هذا الادعاء، ومع ذلك، فإن ما نعرفه عن الهجوم الأخير بالأسلحة الكيميائية الذي ألهم ترامب هو أن مفتش الأسلحة السابق للأمم المتحدة في العراق سكوت ريتر قد قال:
"إن المعلومات الحاسمة إلى الآن هي أن خان شيخون هو المقر الرئيس بالنسبة للجهاديين الإسلاميين الذين كانوا في قلب الحركة المناهضة للأسد في سوريا منذ عام 2011، وحتى فبراير 2017، خان شيخون محتل من قبل جماعة مؤيدة لتنظيم داعش تعرف باسم "لواء الأقصى" التي كانت تنخرط في صراع عنيف في كثير من الأحيان مع تنظيم منافس هو جبهة النصرة (التي تحولت لاحقاً إلى تحرير الشام) بسبب الموارد والنفوذ السياسي بين السكان المحليين ".
وتابع الموقع: ما نعرفه بالتأكيد عن القاعدة العسكرية التي استهدفها ترامب هو أن تلك القاعدة الجوية كانت جزءاً لا يتجزأ من الحرب ضد داعش، وكما قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز:
"بالنسبة للمقيمين في الشعيرات والقرى الأخرى، كانت القاعدة الجوية مفيدة في إبقاء مسلحي الدولة الإسلامية(داعش) الذين يختبئون في المنطقة الشرقية من حمص"، ومع احتمال تعرض القاعدة للتلف، يتوقع السكان أن يتقدم داعش في المستقبل القريب، وبالنسبة إلى أحد السكان، كان هجوم ترامب "دليلاً على أن الولايات المتحدة تساعد داعش."
وأضاف الموقع: إن الفائز الأول والأخير في هذه القصة المؤسفة هو تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي استغل الضربة الأمريكية ضد قاعدة الشعيرات الجوية لشن هجوم كبير ضد القوات الحكومية السورية حول مدينة تدمر حيث كانت الشعيرات بمثابة القاعدة الجوية الرئيسية للعمليات في قطاع تدمر، وإن انهيار العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة يعني أنه وفي المستقبل المنظور على الأقل، فإن نوع التنسيق الذي كان يحدث في المعركة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي بات شيئاً من الماضي، وهي حقيقة لا يمكن إلا أن تبشر بالخير على مقاتلي "داعش" أنفسهم، بالنسبة للرجل الذي وضع الكثير من التركيز على هزيمة "داعش" أي -ترامب- لا يمكن اعتبار تصرفاته إلا جرحاً ذاتياً، وهو نوع من فرقة إطلاق النار الدائرية التي تصادف الشرطة أنفسهم، وليس القائد الأعلى لدولة قوية في العالم.
واختتم الموقع: إن مهاجمة الرئيس الأسد ليست سياسة ترامب، بل هي سياسة هيلاري كلينتون في الأساس التي تحولت إلى إدارة ترامب فيما بعد من خلال الإطاحة بمسؤولي الإدارة الرئيسيين الذين كانوا يتطلعون إلى تعزيز العلاقات مع روسيا، إلى جانب استبدال هؤلاء المسؤولين، حتى من دون هذه الحقائق المدمرة، حيث أحاط ترامب نفسه بصقور الحرب في وقت مبكر جداً في حياته السياسية، وبالتالي تم إخماد أي أمل في أنه سيستطيع الخروج من المستنقع الذي وضع نفسه بداخله، فالطرف الوحيد الذي سيستفيد من هذه الهجمات على الحكومة السورية هم متعصبون دينيون تدعمهم السعودية وقطر والولايات المتحدة وحلفاءها وبالتأكيد هم ليسوا السوريين على الأرض (وبالتأكيد ليس المسيحيين وغيرهم من الأقليات التي نتوقع أن يكون ترامب أكثر قلقاً بشأنهم،) وإذا كنتم لا تصدقون هذا التقييم، حاولوا أن تجدوا قوة قتال ديمقراطية داخل سوريا معنية بالدرجة الأولى بإطاحة الأسد ليست مرتبطة بالقاعدة بشكل أو بآخر.