الوقت- ساهم أقباط مصر كما غيرهم من أبناء المجتمع المصري في صعود وترقي عالمي الفن والرياضة في أم الدنيا مصر، اذ برزت العديد من الشخصيات المميزة من بين هذه الشريحة من المجتمع المصري ولم تقف مساهماتها عند حدود الفن إذ تعدت ذلك إلى الإسهام إيجاباً في نهوض الإقتصاد وكافة الميادين الإجتماعية التي تركوا فيها بصمة لا يمكن تجاهلها.
ويعتبر الأقباط المصريون من أكبر التجمعات المسيحية في الدول العربية إذ يقدر عددهم وفقاً للاحصاءات الرسمية بـ 10 مليون نسمة أي تقريباً نحو 10 بالمئة من نسبة السكان في مصر، بينما الأوساط القبطية نفسها تقدر الأعداد بين 12 إلى 18 مليون نسمة، وكان الأقباط هم كامل سكان مصر تقريباً لحوالي أربعمائة عام وحتى دخول المسلمين إلى مصر.
وفيما يخص عالم الفن اشتهر من أقباط مصر شخصيات عديدة مهمة أشهرهم في الحقبة الماضية جورج سيدهم، وسناء جميل، ومن قبلهم الأب الروحي للمسرح المصري الكوميدي العراقي الأصل والذي عرف بشخصية "كشكش بيه" الكبير من الزمن الجميل نجيب الريحاني.
أما حديثاً فاشتهر العديد من الفنانين أهمهم الفنانة القديرة التي أبدعت في عالم الفن وحصلت على الكثير من الجوائز والتكريمات هالة صدقي والتي لعبت الكثير من الأدوار الجادة والأخرى الكوميدية، وكانت قد حصدت عدد من الجوائز الهامة كما كرمت في مناسبات عدة اهمها المهرجان الثقافي في بوزان بتونس كما تم تكريمها في تونس من وزير السياحة ووزير الصناعة وأعطيت وسام شرف خاص لجهودها وللأعمال الكبيرة التي قدمتها وذلك في عام 2006، كما تم تكريمها في عيد ميلاد مجلة الكواكب عام 2008م، بالإضافة إلى تكريمها من قبل المركز الكاثوليكي.
وطبعاً في عصرنا الحالي لا يمكن أن لا نذكر الفنان الكوميدي الكبير والغني عن التعريف هاني رمزي والذي حقق نجاحات كبيرة وباهرة خلال مسيرته الفنية المستمرة حتى يومنا هذا، وحصل هو الآخر على الكثير من الجوائز أهمها الجائزة التي حققها لدوره في "مبروك جالك قلق" كأفضل ممثل كوميدي.
نضيف إلى القائمة الممثل الذي اشتهر بأدواره الثانوية و دور الأب في الكثير من الأعمال الفنية من مسلسلات وأفلام سينمائية فضلاً عن ادواره المعروفة في الاعمال الكوميدية، كما نذكر الممثل المعروف في عالم الكوميديا والذي لمع نجمع سريعاً من خلال اعماله المسرحية الناجحة وهو المنتصر بالله.
ولم يقتصر إسهام الأقباط في عالم الفن والسينما فقط بل ساهموا أيضاً في اللعبة الأكثر شعبية في مصر أي كرة القدم وكان لهم نجوماً تركوا بصمات وتاريخ فى الوسط الرياضي المصري لا يمكن نسيانها، وعلى رأسهم محسن عبد المسيح نجم الإسماعيلى والترسانة السابق، وهانى رمزى نجم الأهلى والمنتخب الوطنى، وناصر فاروق حارس مرمى غزل المحلة وبترول أسيوط السابق، بالإضافة إلى عماد فريد شوقى حارس الجيش والحدود والمستقبل.
وفي الإقتصاد والطبقة المرموقة كان الأقباط حاضرين ونذكر هنا عائلة ساويرس، أحد أهم العائلات القبطية في مصر التي استطاعت أن تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع، وأبرز من فيها هو نجيب ساويرس وأخوته، وتتراوح ثروته بين الـ 8 إلى الـ 10 مليارات دولار.
ونذكر أن النسبة الأكبر من الأقباط المصريين يتجمعون في الصعيد المصري كما أن لهم تواجد في دلتا النيل بنسب أقل ويتوزع عدد منهم في كل من أسيوط وسوهاج والأقصر وطبعاً العاصمة القاهرة التي يتجمع فيها عدد كبير من الأقباط في أحياء مثل مصر القديمة والشبرا والأزبكية وغيرها من الاحياء.
ونشير إلى أن كلمة أقباط هي جمع قبطي، وهو إسم يعود إلى اللفظ اليوناني أيجيبتوس Αίγυπτος، قبل دخول العرب إلى مصر كانت كلمة "قبط" ترتبط مباشرة بالإشارة أو الدلالة على أهل مصر دون أن يكون للمعتقد الديني أثر على ذلك الاستخدام، إلا انه بسبب كون السلطة كانت بأيدي أصحاب الديانة المسيحية وقت دخول العرب المسلمين مصر، فقد اكتسب الاسم كذلك بعدا دينيا تمييزاً للمسيحيين عن غيرهم، حتى انحصرت كلمه قبطي مع مرور الزمن لتدل وتنحصر بالمسيحيين في الأحاديث وكذلك في الخطاب الرسمي للدولة. ويذكر أن معظمهم يتركز في جمهوريه مصر العربية والسودان ولهم تواجد في لبنان وبعض دول المهجر.