الوقت- تواصلت الاحتجاجات على مقتل الشاب فريدي غراي في بالتيمور، والذي توفي في سجنه في 19 نيسان/أبريل الماضي بعد أن تعرض للتعذيب على أيدي رجال الشرطة الذين عذبوه بعد اعتقاله ما أدى الى اصابته في عموده الفقري اصابة بالغة توفي على أثرها بعد أسبوع من نقله الى المستشفى للمعالجة.
ورغم فرض الحكومة حظرا للتجوال ليلا في الولاية الا أن الآلاف نزلوا الى الشارع متحدين هذا الحظر وكان من بينهم محامون وناشطون حقوقيون وممرضون عبروا عن سخطهم لما يتعرض له المواطنون السود في أمريكا عموما ولما حصل مؤخرا في مدينتهم .
وأجبرت المظاهرات التي استمرت على وتيرتها حتى ليل السبت الماضي، القضاء الأمريكي على التنازل لمطالب المحتجين تداركا لخطر الصدام المباشر معهم بعد أن توسعت رقعة الاحتجاجات لتصل الى نيويورك وفيرغسون التي بدورها شهدت مظاهرات ضد العنصرية السنة الماضية بعد مقتل أحد المواطنين السود بشكل متعمد على يد أحد رجال الشرطة البيض .
وبالعودة الى بالتيمور، فقد رحب المحتجون أمس، بقرار توجيه تهمة القتل إلى ستة شرطيين في إطار قضية فريدي غراي، الشاب الأمریكي الأسود الذي قُتل أثناء توقيفه. وقد تحدّى آلاف المحتجين حظر التجول المفروض ليلاً في المدينة ونزلوا إلى الشوارع للتعبير عن فرحهم بصدور القرار، فيما اعتقلت الشرطة 50 شخصاً، بينهم محامون وممرضون .
وقد أشعلت وفاة فريدي غراي (25 سنة) شرارة تظاهرات في مدينة بالتيمور الأمریكية تنديداً بممارسات الشرطة العنيفة والعنصرية .
وقام المحتجون بالتعبير عن فرحتهم بعد صدور القرار، متحدّين حظر التجول بعد توجيه تهمة القتل إلى ستة عناصر في الشرطة .
وكانت الشرطة قد أعلنت قبل ساعات أن حظر التجول المفروض ليلاً سيمدّد لليلة الخامسة على التوالي، وقامت باعتقال 50 شخصاً من الذين تحدوا حظر التجول، بينهم محامون وناشطون حقوقيون وممرضون شاركوا مع المحتجين وقادوا التظاهرات .
وهتف المتظاهرون لدى انطلاق المسيرة من المكان الذي اعتقل فيه غراي «لا سلام حيث لا عدالة»، وقد انضم هؤلاء إلى متظاهرين آخرين تجمعوا أمام مقر بلدية بالتيمور .
وتشهد بالتيمور، التي يبلغ عدد سكانها 620 ألف نسمة، تظاهرات شبه يومية منذ وفاة الشاب في 19 نيسان/أبريل الماضي، متأثراً بإصابة خطيرة لدى نقله مقيّد اليدين والرجلين داخل شاحنة للشرطة، وضربه داخل السجن بوحشية على ظهره ما أدى الى كسور في عموده الفقري أدت الى وفاته بعد أسبوع .
وعاد الهدوء النسبي إلى المدينة خلال النهار بعد الإعلان المفاجئ للمدعية العامة "مارلين موسبي" عن ملاحقة ستة عناصر من الشرطة بتهمة التسبب في وفاة غراي .
وقد استدعت الحكومة الأمريكية 3000 من عناصر الحرس الوطني للسيطرة على الوضع في مدينة بالتيمور بعد أن فقدت الشرطة المحلية السيطرة على الوضع .
وقد رحبت عائلة الضحية بالملاحقات القضائية المرتبطة بمقتل ابنها، كما شهد حي بالتيمور الأكثر تضرراً من أعمال الشغب التي حصلت الاثنين الماضي تجمعات رحبت بالقرار .
نقابة الشرطة ندّدت بدورها بهذا القرار الذي وصفته بـ«المتسرع». وقال محامي نقابة الشرطة في بالتيمور "مايكل دافي"، الذي يمثل عناصر الشرطة الستة، "لم أر في حياتي مثل هذه السرعة في إجراء ملاحقات ".
وقد عادت الى الواجهة منذ السنة الماضية، عنصرية الشرطة الأمريكية اتجاه المواطنين السود من أصول أفريقية، ما يعكس الشرخ الواضح في المجتمع الأمريكي المقسم حسب تقسيمات عرقية، ما يعيد الى الأذهان القصص التي كنا نسمعها عن العبودية التي نشأت عليها أمريكا بعد استقدام الأفارقة من القارة السمراء للعمل فيها، ليس كعمال عاديين بل كعبيد دون اعطائهم أبسط الحقوق المدنية، واستمرت هذه النظرة من البيض اتجاههم وتأصلت من جيل الى آخر وما يحصل اليوم دليل واضح على عمق هذه النظرة العنصرية .