الوقت- كانت زيارة سلمان بن عبد العزيز لاندونيسيا في بداية هذا الشهر تاريخية بكل ما للكلمة من معنى بالفعل، أما السبب فليس أنها الأولى من نوعها لملك سعودي منذ 47 عاما لتلك البلاد. بل لأن الضيف وحاشيته وما حمله معه خلال سفره الآسيوي لم يره ويسمع به الشعب الإندونيسي المسلم طيلة عقود. فقد وصل سلمان إلى جاكارتا مصطحبا معه مفاخر تلفت الأنظار.
ففي زيارته التي شملت ماليزيا، بروناي، اليابان، الصين وبحسب وسائل إعلام إندونيسية فقد حمل الأسطول الجوي الذي يصطحبه، ما يقارب 459 طنا من الوسائل. من ضمنها سيارات مرسيدس بنز S 600، ومصاعد كهربائية والكثير الكثير مما لم تراه أعين ولم يخطر على بال الشعب الاندونيسي أبدا.
وقد نقلت وكالة أنتارا الإخبارية عن الشركة التي عهد إليها بنقل ما يصحبه سلمان أنه من المقرر أن يبقى 63 طنا من حمولة سلمان في اندونيسيا قبل استكماله جولته الآسيوية.
هذا وضمت حاشيته 620 شخصا، إضافة إلى 800 آخرين يصلون على دفعات أخرى من بينهم 10 وزراء و25 أميرا. وتقلهم 27 طائرة.
اللافت بعد اختتام الزيارة، أن إحدی وكالات مكافحة الفساد في اندونيسيا قامت بخطوة لافتة كشفت من خلالها بعضا من الشوق السعودي البارز لإبراز الثراء خلال الزيارة. فقد أعلنت لجنة مكافحة الفساد في اندونيسيا أن الملك السعودي "سلمان بن عبد العزيز" قد أهدى المسؤولين الاندونيسيين ساعات رولكس ذهبية وأقلام فاخرة، كما أنه قدم سيوفا من الذهب مرصعة بالألماس كهدايا لبعض المسؤولين.
هذا وقد عرضت بعض هذه الهدايا بعد الكشف عنها من قبل لجنة مكافحة الفساد. وتبلغ قيمتها ما يزيد عن 350 ألف دولار أمريكي، وهي لا تشكل سوى جزأ صغيرا من الهدايا التي قدمت خلال الزيارة.
ومن ضمن ما عرضته اللجنة سيف عربي من الذهب كان قد قدم لرئيس الشرطة الأندونيسية "تيتو كارنافيان"، الذي بدوره قام بتسليمه إلى متحف لعرضه فيه لأنه هدية قيمة جدا ويجب عرضها حسب تعبيره.
وقد أعلنت هذه اللجنة المختصة بمكافحة الفساد أن على المسؤولين وخلال 30 يوما إطلاع اللجنة على طبيعة الهدايا التي تلقوها ومقدارها، وإلا فإن اللجنة ستتعامل مع هذه الهدايا على أنها "رشوة" يحاسب عليها القانون.
بدوره أكد رئيس لجنة مكافحة الفساد في اندونيسيا أن تلقي الهدايا الفاخرة لا يجب أن تؤدي إلى التأثير في القرار بأي شكل من الأشكال. وإذا ما بينت التحقيقات في أي وقت لاحق أن الهدايا أثرت في قرار معين فإن هذا الأمر سيتابع أمام القانون ويحاسب المقصرين.
بدورها جريدة "ستار مالزي" أعلنت أن التقديرات تشير إلى أن سلمان وحاشيته وخلال سفر لم يستمر لأكثر من 3 أيام إلی العاصمة الاندونيسية جاكارتا إضافة إلى أقامة 9 أيام في "جزيرة بالي" فقد بلغت فاتورة سلمان ما يقارب 22 مليون دولار أمريكي في إشارة إلى حجم الترف والبذخ الذي رافق الزيارة.
هذا وكان من المقرر أن يختتم سلمان الزيارة في جزر المالديف إلى أن الخوف من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير جعل سلمان يلغي مقصده الأخير.
ختاما من الجدير الإشارة إلى أمر لافت أيضا، فأثناء الزيارة الملكية، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات لإندونيسيين حول الزيارة والترف والأموال التي صرفت خلالها. حيث علق البعض ساخرا ومهنئا الأندونيسيين على حسن استضافة سلمان لنفسه في اندونيسيا، كونه قد أحضر معه سياراته ومصاعده حتى. فيما اعتبر البعض الآخر رئيس البلاد جوكو ويدودو (المعروف بأسلوب حياته القريب من الناس) نموذجا للرئيس المتواضع الذي يعرف ويدرك وجع الإندونيسيين.