الوقت- شهد العراق خلال الايام الماضية تطورات متسارعة على الصعيد الميداني، حيث تمكنت قوات الجيش والحشد الشعبي من تحقيق انتصارات مهمة على تنظيم "داعش" الارهابي لاسيما في محافظة الانبار.
واستطاعت القوات العراقية تحرير منطقة "ناظم التقسيم" غربي البلاد وقتل وإصابة العشرات من إرهابيي "داعش" بينهم عدد من مسؤوليها. ويعد "ناظم التقسيم" إحدى أهم المنشآت المائية لبحيرة الثرثار التابعة لمحافظة الانبار.
واكدت قيادة عمليات بغداد أنّ عناصر "داعش" تكبدوا خسائر كبيرة خلال هذه العمليات التي رافقها إنزال جوي، ما أسهم في تحرير كافة الجنود الذين كانوا محاصرين من قبل "داعش" في داخل المنشأة.
في هذه الاثناء طالبت عشائر الانبار بدخول الحشد الشعبي الى المحافظة للمشاركة في تحريرها من خلال مساندة القوات الامنية وأبناء العشائر. وتأتي هذه المطالبة بعد ان عقدت العشائر مؤتمراً في قضاء الخالدية شرقي الرمادي. ودعا البيان الختامي للمؤتمر جميع أبناء المحافظة الى التطوع في صفوف الحشد والاجهزة الامنية للمشاركة في عمليات التحرير ومسك الأرض.
في غضون ذلك أكد الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري أن تحرير الانبار لن يتم الا بمشاركة الحشد الشعبي، وفيما بين أن مشاركة الحشد مرهونة بطلب ودعم من رئيس الوزراء حيدر العبادي شدد على أن قيادة الحشد لن تهتم باعتراض "سياسيي الفنادق". من جانبه اكد محافظ الانبار صهيب الراوي على ضرورة مشاركة الحشد مع أبناء المحافظة لتحريرها كونه الوحيد القادر على إنقاذها من الإرهاب.
وفي وقت سابق تمكنت القوات الأمنية بإسناد مقاتلي العشائر من صد هجوم لتنظيم داعش على الرمادي (مركز محافظة الأنبار) وتحديداً في منطقة البوفرّاج، حيث وقعت مواجهات واشتباكات عنيفة بين الجانبين بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.
كما صدّت قوات الحشد الشعبي هجوما شنّه ارهابيو "داعش" من ثلاثة محاور على بلدة البشير جنوب كركوك. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل العشرات من مسلحي "داعش" وتدمير العديد من المدرعات والآليات التي كانت بحوزتهم.
وأكدت مصادر أمنية عراقية أن قوات مشتركة من الجيش والحشد الشعبي تقدمت بشكل كبير في قرى وبلدات جنوب كركوك، وأشارت إلى تحرير قرى عوزيرية وعطشانة ومرة وغيدة في محور داقوق وتل الأحمدية ومنطقة سكك الحديد في حدود قرية البشير.
وحسب المعلومات الاستخبارية قتل قياديون بارزون لداعش في هذه العمليات، حيث تم تطهير ما تبقى من جيوب الإرهاب في هذه المنطقة التي شهدت هروباً جماعياً لعناصر داعش بعد الضربات التي تلقوها على يد الجيش والحشد الشعبي، وبعد حرق جميع الإمدادات التي كانت تصلهم من تل الجول خلف بلدة البشير.
في هذه الاثناء أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أنه بالإمكان تحقيق المزيد من الانتصارات إذا استمر الجميع بالسير على نفس المنهج بغض النظر عن الانتماء والفئة والمذهب، مشيراً الى أن طريق الوحدة الوطنية هو السبيل الافضل لتجاوز كل الصعاب في وقت يواجه فيه البلد تحديات داخلية وخارجية.
وقال العبادي خلال محاضرة القاها في جامعة كربلاء بحسب بيان لمكتبه الاعلامي، إن الانتصارات التي تحققت على عصابات "داعش" كانت بتضافر جهود الجميع من القوات العسكرية والحشد الشعبي ومتطوعي العشائر وجميع ابناء الشعب العراقي.
في سياق متصل اعلن وزير الدفاع خالد العبيدي ان ايران ابدت الاستعداد الكامل لدعم بلاده بالاسلحة والعتاد وكل ما يحتاجه من ذخيرة ومواد، مشيراً الى أن الاعتماد على الجارة ايران في توريد الاسلحة افضل من المصادر الاخرى كونها تستطيع توفير الاسلحة خلال 72 ساعة.
يأتي هذا في وقت تؤكد فيه جميع المؤشرات على ان الادارة الامريكية تسعى بكل الوسائل الى منع الحشد الشعبي من المشاركة في العمليات التي تخوضها قوات الجيش العراقي ضد التنظيمات الارهابية، بعد أن تيقنت بأن الحشد قادر على حسم اي معركة لصالح الشعب العراقي كما حصل في تكريت وديالى والكثير من المناطق التي كان يحتلها "داعش"، بعد تكبيده خسائر فادحة في عمليات نوعية كبيرة اتسمت بالدقة والسرعة والشجاعة الفائقة.
ويعتقد المراقبون ان الحشد الشعبي الذي يضم في صفوفه مختلف شرائح وطوائف الشعب العراقي، قادر على انزال اقسى الضربات بالجماعات الارهابية وتطهير كافة الاراضي التي تسيطر عليها هذه الجماعات، بفضل الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها والتي استمدها من الفتوى الجهادية التي اطلقتها المرجعية الدينية واستعداده التام لمؤازرة الجيش والقوات الامنية. ولهذا يجزم اكثر المتابعين للشأن العراقي بأن أيام داعش باتت معدودة رغم الدعم الذي يتلقاه من امريكا والدول الغربية الحليفة لها والانظمة الرجعية والعميلة في المنطقة لاسيما النظامين السعودي والقطري.