الوقت - للمرة الثانية على التوالي تمكن المخرج الايراني، اصغر فرهادي، من الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عن فيلمه "فروشنده" (البائع)، مثبتا مرة أخرى ازدهار صناعة الفن السابع في ايران، ومتمكناً من ايصال رسالته الى العالم بعد هذا الفوز الكبير.
حيث أعلن المخرج فرهادي قبل اعلان النتائج أنه لن يحضر مراسم توزيع جوائز الاوسكار احتجاجا على قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بمنع دخول المسلمين من 7 دول منها ايران الى الاراضي الامريكية، والذي نقضته بعد ذلك محكمة فدرالية امريكية وجمدت تنفيذه.
ولم يقتصر مقاطعة الحفل على المخرج فقط، اذ أعلنت الممثلة الايرانية ترانة علي دوستي، والتي لعبت دور البطولة الى جانب الممثل شهاب حسيني في الفيلم، مؤكدة أن امتناعها عن الذهاب الى مراسم حفل الاوسكار جاء احتجاجا على قرار ترامب.
واختار فرهادي المهندسة انوشة انصاري وهي اول رائدة فضاء ايرانية وفيروز نادري الذي يعمل في وكالة "ناسا" الفضائية منذ 35 عاما، لتمثيله بحفل جائزة أكاديمية فنون وعلوم السينما "أوسكار" في امريكا، وقال المخرج فرهادي في البيان الذي تلته انصاري أن "تقسيم العالم إلى الولايات المتحدة وأعداء الولايات المتحدة يولد الخوف وهو تبرير خادع للحرب والعدوان"، وأضاف أن "هذه الحروب تحول دون قيام الديمقراطية وحقوق الإنسان في دول كانت ضحية عدوان. يمكن لصناع الأفلام أن يحولوا كاميراتهم لتصوير مزايا إنسانية مشتركة وكسر الأفكار النمطية حول جنسيات وديانات مختلفة. وهم يقيمون التعاطف بيننا وبين الآخرين وهو تعاطف نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى".
وكان دونالد ترامب بعيد توليه الرئاسة منع مواطني سبع دول مسلمة من بينها إيران من دخول الولايات المتحدة ما أدى إلى احتجاجات واسعة النطاق. وقد علقت محاكم أمريكية تنفيذ القرار الرئاسي.
وقال فرهادي في البيان: أنه لشرف كبير أن أنال هذه الجائزة القيمة للمرة الثانية، أود أن أتقدم بالشكر لاعضاء الاكاديمية ومنتجي الفيلم وجميع مرشحي الافلام الاجنبية.
الغارديان: الفيلم دلالة على الوحدة بوجه الانقسام والفصل بين الشعوب
أصداء الفيلم الايراني كانت مسموعة في أوروبا أيضاً، اذ طالبت خمسون شخصية سينمائية عالمية، بعرض الفيلم الذي وصفته صحيفة الغارديان بأنه يحمل دلالة "على الوحدة بوجه الانقسام والفصل بين الشعوب"، في القارة العجوز، مما دفع بلدية لندن لعرض الفيلم الايراني في ساحة ترافلغار مساء السبت الماضي، وشاركت في حفلة عرض الفيلم فرقة مؤلفة من موسيقيين سوريين، وقال رئيس بلدية لندن صديق خان في بيان: "أنا سعيد باستقبال الناس من كل العاصمة ومن خارجها لمشاركتنا هذا الاحتفال في لندن التي تشكل مركزاً دولياً للإبداع ومنارة للتعددية".
انتشار واسع للفيلم ودور العرض العالمية تتسابق على عرضه
كذلك لقي الفيلم استقبالًا واسعا في أمريكا، وذلك بعد مرور 25 يوما من عرضه على شاشات دور السينما الأمريكية، وبلغت إيرادات الفيلم 1.112 مليون دولار، بعد أيام من عرضه على 94 شاشة سينما في الولايات الامريكية، كما جمع الفيلم أيضا إيرادات ضخمة في دور العرض السينمائية بمختلف دول العالم، حيث حقق 70 ألف دولار في أول أسبوع من عرضه بدور السينما الأمريكية، وأكثر من مليون و840 دولارا بفرنسا، و23 مليونًا و500 ألف دولار في البرتغال، و648 ألف دولار في إيطاليا، وحوالي 160 مليار ريال خلال شهرين من عرضه في إيران، كما عرض في سويسرا وتايوان وإسبانيا والبلطيق والمجر وألمانيا وأمريكا الشمالية والنمسا والبرازيل والتشيك وسلوفاكيا والأرجنتين والأوروغواي والباراغواي وفنلندا والنرويج.
ويتناول الفيلم الايراني "فروشنده" الثأر والشرف في إطار زواج حديث، اذ يروي قصة زوجين يمثلان في مسرحية "موت البائع" للمؤلف ارثر ميلر، وشارك في بطولة الفيلم شهاب حسيني وترانة علي دوستي وبابك كريمي، بالاضافة الى عدد من الممثلين الهواة.
وكان الفيلم قد شارك في مهرجان "كان" السينمائي الدولي 2016 وحصل على جائزتين، الاولى كانت جائزة افضل اخراج للمخرج فرهادي والثانية جائزة افضل ممثل للنجم شهاب حسيني، وبعد ذلك اختارته اللجنة الإيرانية المكلفة اختيار الفيلم الذي سيحمل راية الجمهورية الإسلامية في حفل جوائز "الأوسكار" لدخول المسابقة.
وهذه هي المرة الثانية التي يفوز فيها المخرج فرهادي بجائزة الاوسكار وكانت الاولى لفيلمه "انفصال سيمين عن فرهاد" عام 2012.
.