الوقت - اتخذت واشنطن خلال أقل من يومين ثلاثة مواقف استفزازية ضد موسكو كان آخرها ما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ميتيس" خلال اجتماع وزراء الدفاع للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل بأن بلاده متمسكة بضرورة استئناف التعاون مع روسيا، إلا أنها تنوي التحدث مع موسكو "من منطلق القوة".
ورداً على هذا التصريح أعلن وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" أن محاولات واشنطن إقامة حوار مع روسيا من منطلق القوة لن تنجح، مؤكداً في الوقت ذاته أن وزارته مستعدة لاستئناف التعاون مع البنتاغون.
وقبل ذلك أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض "شون سبايسر" خلال مؤتمر صحفي أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يتوقع من روسيا أن تقوم بتهدئة الأوضاع في أوكرانيا وأن تعيد شبه جزيرة القرم، وأضاف "أمريكا لن ترفع عقوباتها عن روسيا حتى تنسحب من القرم وتعيدها إلى أوكرانيا"، فيما جددت وزارة الدفاع الأمريكية التزامها بتقديم الدعم للقوات المسلحة الأوكرانية.
وجاء هذا التأكيد على لسان "كورتني هيلسون" الناطقة باسم البنتاغون بعد لقاء عقده "بوب ورك" النائب الأول لوزير الدفاع الأمريكي مع وزير الخارجية الأوكراني بافيل كليمكين.
وفي وقت سابق انتقدت "نيكي هالي" المندوبة الأمريكية الجديدة في الأمم المتحدة ما أسمته الأعمال العدائية الروسية في أوكرانيا، مؤكدة على استمرار العقوبات التي فرضت على روسيا بعد سيطرتها على القرم.
ورداً على هذه التصريحات صرح رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي "فيكتور أوزيروف" أن شبه جزيرة القرم لا يزال وسيبقى جزءاً من روسيا، ولا يمكن أن يكون موضوع تجارة بين روسيا وأمريكا مهما كلف الأمر، كما أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" بأن بلادها لن تعيد القرم لأنها أراضٍ روسية.
من جانبه أكد المتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف" أن "روسيا لا تناقش القضايا المتعلقة بأراضيها مع شركائها الأجانب"، في إشارة لمطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موسكو بإعادة القرم لأوكرانيا، في مقابل رفع العقوبات عنها.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن سكان القرم قد أجروا استفتائهم بطريقة ديمقراطية وبما يتفق تماماً مع بنود القانون الدولي، وميثاق منظمة الأمم المتحدة، وصوتوا لصالح إعادة التوحد مع روسيا. وأكدت موسكو على ضرورة احترام وقبول هذا الخيار، لأنه يمثل خيار أغلبية القرم، فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن قضية إقليم شبه جزيرة القرم أغلقت إلى الأبد.
يذكر أنه وفي شهر مارس/آذار من عام 2014، وبعد وقوع الانقلاب على السلطة في كييف، صوتت الأغلبية الساحقة من سكان القرم، خلال استفتاء شعبي، لصالح عودة شبه الجزيرة إلى روسيا، حيث اكتملت عملية الانضمام في أبريل/نيسان من العام نفسه.
وتجدر الإشارة إلى أن مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة تجاه موسكو تتناقض تماماً مع تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية وكذلك تصريحات عدد من مستشاريه ومساعديه حول ضرورة التعاون وتحسين العلاقات مع موسكو والسعي لتسوية الخلافات بين الجانبين إزاء العديد من القضايا ومن بينها القضية الأوكرانية.