الوقت- مع توالي الأيام و السنوات ورغم كل محاولات أجهزة الاستخبارات العالمية وأذرعها الإرهابية إضعافه وتفكيك صفوفه أو ثنيه عن أداء مهامه الوطنية، استطاع الجيش السوري الصمود في وجه كل هذه المحاولات إيماناً منه بالدفاع عن وطنه وشعبه حتى أخر رمق، متمسكاً بعقيدته التي لم يتخلى عنها يوماً واحدأ، محققاً النصر تلو الأخر، مستعيداً مدنه بدمائه وشرفه واخلاصه.
في الأونة الأخيرة شغلت مدينة الباب السورية كل وسائل الإعلام العالمي وصحفه ومجلاته ومواقعه الإلكترونية، وكتبت عشرات العناوين عن هذه المدينة والجميع كان يتسأل ماذا يحدث في هذه المدينة ومن ينتصر؟!!، الجيش السوري الذي بات على أعتاب المدينة، أم تنظيم"داعش"الارهابي المحاصر في أخر معقل له، أم قوات"درع الفرات" المدعومة من تركيا التي بات من الواضح أنها دخلت في حرب استنزاف ستجلب لها الويلات اذا استمر سلطانها الأردوغان بسياساته المتعجرفه، والتي رأينا انعكاساتها على الداخل التركي واقتصاده، مما أدى إلى حالة قلق وتوجس سيطرت على الرأي العام التركي، وأصبح من المؤكد أنها ستتحول إلى حالة غضب وفوران شعبي لن تحمد عقباه إذا استمرت تركيا بأحلامها الوردية حول إعادة السلطنة العثمانية.
الجيش السوري قال كلمته من مدينة الباب، وأخبر أردوغان أن عهد السلطان العثماني ذهب إلى غير رجعة، كما وجه رسالة للتنظيمات الإرهابية وداعميها وكل من تسول له نفسه العبث بسوريا وأمنها، بأنها ستجد رداً قاسياً ورادعاً لها ولغيرها.
أخر التطورات الميدانية في مدينة الباب
أكدت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية أن الجيش السوري أصبح على مشارف مدينة الباب ولايفصله عنها سوا 800 متر، ويواصل الجيش تقدمه على الجبهة الجنوبية الشرقية والجبهة الغربية للمدينة كما أنه يحرز تقدماً كبيراً من الجهة الجنوبية الغربية، وهكذا فإن الجيش السوري يتقدم من ثلاثة محاور استعداداً لإقتحام المدينة.
وتمكن الجيش من السيطرة على قرية أبو طلطل المحاذية لبلدة تادف الواقعة جنوب مدينة الباب شرق حلب، بعد معارك عنيفة مع تنظيم "داعش" الإرهابي، كما سيطر الجيش السوري مؤخراً على عدة قرى ذات أهمية استراتيجية جنوب الباب " طومان، عرّان، تل العويشية الاستراتيجي، دير قاق، مزارع بيرة الباب، الشماوية" وتعتبر تلة العويشية ذات أهمية استراتيجية وبسيطرة الجيش السوري عليها يكون قد أحكم قبضته على المنفذ الوحيد المتبقي لداعش جنوب شرق المدينة في قرية الشامي، والتي تقع بين العمية والعويشية، وهكذا يكون الجيش قد أحكم الطوق حول المدينة، ومن خلال هذا الطوق يكون قد تلاشى الحلم التركي بتسليم المدينة لدرع الفرات كما حصل في مدينة "جرابلس" بريف حلب عندما سلم داعش جرابلس الى تركيا.
من جهة أخرى فإن مسلحي "درع الفرات" المدعومين من تركيا انسحبوا من غرب مدينة الباب، كما أن طيران التحالف الأميركي نفذ غارات جوية لإسنادهم في معارك مداخل مدينة الباب. وشهدت مدينة الباب للمرة الأولى اندلاع اشتباكات بين قوات الجيش السوري وقوات "درع الفرات".
وأفاد المرصد السوري المعارض أنّ مدينة الباب شهدت "مجازر" بحق أبنائها على يد "تنظيم داعش" الإرهابي والقوات التركية ودرع الفرات.
ويسعى الجيش السوري من خلال محاصرته مدينة الباب، منع تنظيم "داعش" الإرهابي من الفرار خارج أسوار المدينة والقضاء عليه داخل المدينة ومنعه من الانسحاب الى قرية "دير حافر" التي تعتبر أيضا أحد أهداف الجيش السوري في الريف الشرقي لمدينة حلب، وأصبح التنظيم الإرهابي لا يملك إلا خيار القتال وبالتالي استنزافه مع تركيا ودرع الفرات في معركة ستكون فاتورتها كبيرة جداً على النظام التركي والتنظيمات الإرهابية.
الجدير بالذكر أن قوات درع الفرات تتواجد منذ حوالي الشهر عند المدخل الشمالي لمدينة الباب دون أن تتمكن من التقدم خطوة واحدة نحو مدينة الباب وكل ماتتناوله وسائل الإعلام الممولة من الغرب عن سيطرتها على "السكن الشبابي" أو المشفى الوطني هي مجرد اشاعات غير صحيحة.
وهكذا فإن مدينة الباب ستبقى عصية على جميع اللاعبين الذين يحاولون دخولها حاملين معهم أجنداتهم ومخططاتهم الرامية لتأزيم الأزمة السورية لتحقيق مكاسب خاصة لن تعود عليهم إلا بالخزي والعار، كما سيبقى مفتاح الباب بيد أبطال الجيش السوري والشعب السوري المقاوم.