الوقت- انتقد المحلل العربي السياسي عبد الباري عطوان تأييد السعودية والامارات لإجراءات ترامب العنصرية ضد المسلمين معتبرا أنها موقف صادم للجميع، مشيرا الى أن منفذي هجمات 11 سبتمبر في نيويورك عام 2001 كانو سعوديين.
وأضاف المحلل الصحفي الفلسطيني البارز عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم الالكترونية: لم نكن نتوقع ان تحظى قرارات دونالد ترامب العنصرية بمنع مواطني سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة بالتأييد والمساندة من دولتين عربيتين هما المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، في وقت تعم المظاهرات الاحتجاجية الولايات المتحدة، ومعظم الدولة الأوروبية، ويتحدى مشرعون وولايات أمريكية هذه القرارات، ويستقيل 90 موظفا في وزارة الخارجية الامريكية احتجاجا وغضبا.
وتابع عطوان مشيرا الى تصريحات وزير الطاقة السعودي "خالد الفالح": أصابنا الفالح بحالة من الصدمة عندما قال في مقابلة مع قناة "بي بي سي" اليوم انه من حق الولايات المتحدة ضمان سلامة شعبها والمخاطر التي يتعرض لها، وجاءت الصدمة الثانية التي لا تقل وطأة من الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية دولة الامارات، عندما قال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الاربعاء في ابوظبي: ان معظم المسلمين، والدول الإسلامية لا يشملها الحظر، معتبرا ان الدول المعنية التي يستهدفها قرار ترامب تواجه تحديات يجب عليها تجاوزها.
واستطرد العطوان منتقدا: فإذا كان هذا القرار سياديا، فلماذا لم ترحب به الدول الأوروبية مثلا؟، ولماذا يوقع اكثر من مليوني مواطن بريطاني على عريضة تطالب بعدم السماح للرئيس ترامب بالقيام بزيارة الى بريطانيا باعتباره شخصا غير مرغوب فيه؟
وأضاف: قرارات ترامب العنصرية هذه تتناقض كليا مع الدستور الأمريكي الذي يعارض التمييز على أساس العرق والدين والموقف السياسي، وعندما ينتفض الامريكيون ضدها، فانهم يفعلون ذلك ليس حفاظا على حقوق المسلمين فقط، وانما على دستور بلادهم، وقيم العدالة والمساواة التي تتصدر بنوده.
وتطرق عطوان الى قانون جاستا قائلا: عندما اصدر الكونغرس الأمريكي قانون "جاستا" الذي ينص على السماح للضحايا والمتضررين من هجمات الحادي عشر من سبتمبر بمقاضاة المملكة العربية السعودية طلبا للتعويض، طالبت الحكومة السعودية دول العالم الإسلامي كلها بالتضامن معها، وإصدار بيانات إدانة لهذا القانون، واوعز لمنظمة التعاون الإسلامي بإصدار بيانات استنكار شديدة اللهجة، فلماذا لا تتضامن مع هذه الدول الإسلامية السبع المستهدفة، وخاصة ان من بينها دولة السودان، التي تعتبر عضوا في التحالف العربي الذي تقوده، وتحارب قواته الى جانب قواتها في اليمن؟
وفي ختام مقاله قال عطوان: لا ننكر ان هناك مسلمين نفذوا عمليات إرهابية في أمريكا، ولكن هل يجب على الدول الإسلامية جميعا ان تمنع جميع الكنديين من دخول أراضيها لان إرهابيا كنديا اقتحم مسجدا في كيبك، واطلق النار على المصلين وقتل العديد منهم؟