الوقت- تمكن الجيش السوري بعد أكثر من 6 أسابيع من المعارك المتواصلة من حسم معركة المياه في دمشق وتحرير بلدة عين الفيجة في وادي بردى ورفع العلم السوري فوق منشأة النبع، وذلك عقب التوصل لاتفاق مع المسلحين يقضي بانسحابهم من المنطقة بعد أن عمدوا لقطع المياه عن 6ملايين سوري في دمشق ومحيطها.
وذکرت مصادر عسکریة أن الجیش دخل المنطقة الواقعة فی وادی بردى بعد التوصل لاتفاق مع المسلحین الذین یسیطرون علیها یقضی بخروجهم منها.
وأكد محافظ ريف دمشق علاء ابراهيم خلال تصريح للصحفيين من أطراف بلدة عين الفيجة بريف دمشق أن الجيش يسيطر على نبع عين الفيجة ويقوم بتطهيره من الألغام والمتفجرات مشيرا إلى أن الدولة السورية ملتزمة بالإتفاق وستؤمن تسوية أوضاع من يرغب من المسلحين وخروج باقي المسلحين إلى إدلب وأوضح المحافظ أن ورشات الصيانة ستباشر عملها في النبع ابتداء من صباح الأحد حيث ستصل المياه إلى العاصمة دمشق في غضون أيام.
أما بالنسبة لإعادة تأهيل البنى التحتية داخل بلدة عين الفيجة بين ابراهيم أن عمليات الصيانة قد تستغرق أشهر نتيجة الأضرار الكبيرة في البلدة منوها إلى أن عدد المسلحين الخارجين من منطقة وادي بردى مع عائلاتهم إلى إدلب يصل إلى 900 كما أكد المحافظ على أن عملية الخروج ستؤجل إلى يوم الأحد بسبب الأحوال الجوية السيئة فيما سيتم تأمين دخول المواد الغذائية والطبية اللازمة إلى أهالي وادي بردى الذين ضغطوا بشكل كبير على المسلحين إلى جانب الجيش لإبرام هذا الإتفاق.
ونشرت قناة الميادين مسوّدة الاتفاق بين وفد المصالحة والمسلحين في المنطقة والتي نصّت على التالي:
ـ وقف إطلاق النار في كامل المنطقةـ دخول الجيش السوري إلى عين الفيجة ورفع العلم السوري فوق منشأة النبع
ـ دخول ورشات الصيانة وإصلاح تجهيزات النبع تمهيداً لإعادة ضخ المياه إلى دمشق
ـ وضع أسماء لنحو 1200 مسلح لتسوية أوضاعهم وإخراج من لا يرغب بالتسوية بالحافلات نحو إدلب.
ـ إعلان قرى وادي بردى منطقة آمنة وعودة النازحين.
ويأتي قبول المسلحين بالاتفاق بعد تقدم الجيش السوري والسيطرة على بلدات عدة ورفض المسلحين لأي تسوية سابقة للخروج من المنطقة لتأمين دخول ورشات الصيانة إلى النبع وإصلاح الأضرار الناتجة عن المعارك وماخربه المسلحون لإعادة ضخ المياه لمدينة دمشق.
و شهدت هذه المنطقة الاستراتيجية معارك من أجل استكمال السيطرة على عين الفيجة البلدة الوحيدة من ضمن قرى وادي بردى التي كانت لا تزال خارج سيطرة الجيش السوري.
بدوره لفت وزير الموارد المائية المهندس نبيل الحسن إلى أن ورشات الاصلاح تنتظر التقرير النهائي لقوات الجيش العربي السوري الموجودة داخل النبع حول تفكيك الألغام والعبوات الناسفة فيه وذلك من أجل الدخول للبدء بعملها في إعادة تأهيل النبع، وأشار الوزير الحسن إلى أن تقييم الورشات التي دخلت في المرات السابقة لبضع ساعات إلى النبع يؤكد وجود أضرار جسيمة في منشأة النبع وسيتم بدءا من صباح الغد التقييم النهائي لحجم الأضرار تمهيدا لوضع خطة متكاملة لإعادة إصلاح الأضرار في أقرب وقت ممكن.
و أوضح وزير الموارد المائية أنه سيكون هناك حلول إسعافية سريعة لاعادة المياه إلى دمشق ومن ثم القيام بعمليات الترميم وإصلاح الأضرار بشكل نهائي تدريجيا خلال الفترة القادمة.
وقال مصدر في مديرية المياه بريف دمشق، بحسب صحيفة الوطن السورية، ان ورش الصيانة جاهزة للدخول إلى النبع والمباشرة بالإصلاح بعد أتمام عملية الجيش السوري.
وكانت منظمة اليونيسيف المعنية بشؤون الاطفال و التابعة للأمم المتحدة حذرت من أن أطفال العاصمة دمشق أصبحوا معرضون لخطر الإصابة بأمراض تنتقل عن طريق المياه بعد قطع مياه الشرب عنهم، مما دفع الجيش السوري لتسريع عملياته في المنطقة.
يأتي ذلك التحذير بعد أن هددت الجماعات الارهابية المسلحة،منب بينها جبهة النصرة المتواجدة في المنطقة، بتفجير "نبع الفيجة" الذي يغذي العاصمة، و نشرت عدد من الصور لتفجير أجزاء منه، في مسعى للضغط على الجيش السوري وتأليب سكان العاصمة دمشق على حكومة بلادهم.
وتقع بلدة عین الفیجة قرب دمشق، وتعتبر استراتیجیة نظرا لأنها تحوی نبع الفیجة الذی یغذی معظم أنحاء العاصمة بالمیاه الصالحة للشرب، وتشكل البلدة جزءاً من ووادي بردى الذي هو عبارة عن سلسلة من القرى ممتدة من جديدة الشيباني وحتى سوق وادي بردى، وتضم منطقة الوادي 13 قرية، اثنتين منها جبليتين، وهما هريرة وافرة، وتمد المنطقة العاصمة السورية بـ 70 % من حاجتها من مياه الشرب.