الوقت - منذ عام 2005 تبنت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية التي تسند سنويا إلى ثلاث مدن إسلامية عريقة واحدة عن كل من المناطق الإسلامية الثلاث: العالم العربي وإفريقيا وآسيا، فلماذا اختيرت مشهد المقدسة في إيران؟
في عام 2005 اختيرت مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية، اما في الأعوام التالية فتم اختيار ثلاث مدن لكل عام، حيث تشهد المدن المختارة تظاهرات ثقافية على مدى عام بعد ان يتم اختيارها وفقا لمعايير منظمة الإيسيسكو.
وخلال حفل الاعلان عن مدينة مشهد عاصمة للثقافة الإسلامية اشارت مساعد الامين العام للمنظمة اﻹسلامية للتربية و العلوم و الثقافة أمينة الحجيري إلى ان برنامج اختيار عواصم الثقافة الاسلامية قد اتخذ معايير صارمة في اختيار عواصم الثقافة الاسلامية من بين مدن الدول الاعضاء.
واكدت الحجيري انه لا يمكن انكار ان مدينة مشهد التاريخية تتمتع بجميع الضروريات في تطوير ونشر العلوم واقامة المعارض والمهرجانات الاسلامية، منوهة الى ان هذه المدينة حافظت عبر التاريخ على قوتها التي ساعدت على تقدم ملحوظ في مجالات مختلفة لاسيما الثقافة بكل ماتعنيه الكلمة.
وهنا تجدر الاشارة الى أن برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية الذي تبنته الإيسيسكو يهدف الى:
- نشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية للمدن التي تختار كعواصم ثقافية إسلامية بالنظر لما قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية.
- تقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة.
- تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها عالمنا اليوم وتستدعي من المجتمع الدولي تضافر الجهود جميعاً على شتى المستويات من أجل إنقاذ الإنسانية مما يتهددها من مخاطر جمة.
وتقاطرت الشخصيات العربية والإسلامية إلى مدينة مشهد المقدسة، لتعلنها اليوم الثلاثاء عاصمة للثقافة، حيث حضرت 250 شخصية ثقافية وسياسية من 51 بلداً إسلامياً منهم سفراء معتمدين لدى طهران وحشد من المسؤولين الإيرانيين في مدينة مشهد المقدسة، لتقام المراسم الرسمية لبدء فعاليات "مشهد عاصمة الثقافة الإسلامية في آسيا".
وشارك في الحفل 108 ضيوف أجانب من المفكرين الناشطين في مجال الثقافة وعلم الاجتماع الى جانب وزراء من تنزانيا، أفغانستان، باكستان، اوغندا، مرويتانيا، الجزائر وسوريا.
ولفت محافظ مدينة مشهد الى أنها تستطيع أن تقوم بدور بارز في مستقبل العالم الإسلامي، بالنظر لكونها اكبر مدينة دينية استراتيجية في العالم الإسلامي، لافتا الى أن نداء الوحدة، التعاضد، السلام والأخوة يمكن أن يُطلق من مدينة مشهد ليطرق أسماع العالم.
وبدوره قال سادن العتبة الرضوية المطهرة، حجة الإسلام السيد ابراهيم رئيسي ان اختيار مدينة مشهد عاصمة للثقافة الإسلامية يعني أن الإنسانية جمعاء تستطيع اليوم أن تقتدي بسيرة الإمام الرضا (ع) لتؤسس حضارة كبيرة وتمهد لحياة أفضل وتقف بوجه الإلحاد، الارهاب، العنف، التهديد السياسي، المفاسد ومظاهر الفساد في المجتمع الإسلامي.
وفي جانب آخر من كلمته لفت حجة الإسلام رئيسي الى أن المجتمع الإسلامي بشيعته وسنته يجمع على حب الإمام الرضا (ع)، وإن حب هذا الإمام والأئمة المعصومين الآخرين هو المفتاح لاتحاد المجتمع الإسلامي وتحديد هويته وابرازها أكثر من أي وقت مضى.
وتعد مدينة مشهد المقدسة العاصمة المعنوية لإيران الإسلامية حيث تحتضن العتبة الرضوية المقدسة ويقصدها في كل عام ملايين المسلمين من الإيرانيين وغير الإيرانيين لزيارة ضريح الإمام علي بن موسى الرضا (ع) وهو ثامن أئمة الشيعة، كما أن له مكانة خاصة عند أهل السنة، حيث تشهد المدينة في كل عام توافد مواكب أهل السنة لزيارة الإمام الرضا (ع).
ثقافيا تضم مدينة مشهد عددا من المتاحف والمواقع الأثرية الهامة، مثل القبة الهارونیة،ومنارات بازهور الأربعة التی تعتبر من أقدم الأثار الموجودة فی المدینة، ویعتقد أن تاریخ بنائها یعود إلى القرن الثالث المیلادی، بالإضافة إلى آثار أخرى من مثل ضريح نادرشاه وضريح الفردوسی وأیضا بعض المدارس العلمیة کمدرسةعباس قلی خان.
الى جانب ذلك تعد جامعة الفردوسي من مفاخر مدينة مشهد حيث يدرس في هذه الجامعة 23 الف طالبا جامعيا وهي ثالث جامعة تأسست في إيران، وتعد أكبر جامعة في شرق إيران، وقد حازت جامعة الفردوسي على المرتبة الأولى في الأنشطة الثقافية والاجتماعية على مستوى الجامعات الإيرانية، والمركز الاول في أنشطة المنتديات العلمية الطلابية.