الوقت- اصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يرفع الحظر عن توريد منظومة صواريخ اس 300 لايران بعد منع تصديرها لخمسة اعوام، ويأتي رفع الحظر هذا قبل انتهاء المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني بين ايران والدول الست في وقت تتعرض كل من ايران وروسيا الى عقوبات امريكية واوروبية فلماذا قرر الروس رفع الحظر عن توريد هذه الصواريخ لايران الآن؟
هناك عدة فرضيات لاسباب هذا القرار الروسي نأتي على ذكرها :
1- عندما قرر الروس وقف صفقة التسليح هذه في عام 2010 كان ديمتري مدفيديف هو الذي يتولى منصب الرئاسة في روسيا وقد تذرع الروس بالعقوبات الدولية في حين كانت ايران تقول بأن هذه الصواريخ هي دفاعية بحتة ولايوجد هناك سبب لايقاف توريدها .
وكانت لروسيا علاقات وثيقة اكثر مع الدول الغربية ابان فترة حكم مدفيديف وقد ضغط الاسرائيليون ايضا على موسكو لوقف ارسال هذه الصواريخ الى ايران والآن فقد تغيرت الاوضاع وعاد بوتين الى سدة الرئاسة مجددا وتدهورت العلاقات الروسية الغربية على خلفية ازمة اوكرانيا .
2- ان بوتين رجل سياسي قوي وان ماضيه يثبت بأنه مستعد ليغامر من اجل الوصول الى اهدافه وهناك الآن ازمة في العلاقات بين روسيا والغرب وان الكثير من المحللين يتحدثون عن حرب باردة بين الطرفين .
3- ان المفاوضات بين ايران والدول الست تمر في مراحل مصيرية وهناك خلافات بين ايران والغرب حول تفسير تفاهم لوزان وان الجانبين يريدون الآن الوصول الى اتفاق حول القضايا التي مازالت عالقة وان القرار الروسي لتوريد صواريخ اس 300 الى ايران يمكن ان يؤثر في الداخل الايراني ويدعم ايران في كسب الامتيازات من الجانب الغربي في المفاوضات وهكذا تريد روسيا دعم ايران وتزيد خياراتها من اجل مقاومة العقوبات اذا لم يتم التوصل الى اتفاق مع الغرب كما تريد روسيا هكذا دعم كفة المعارضين للاتفاق النووي في ايران .
4- ان ارسال منظومة صواريخ اس 300 الى ايران قبل التوصل الى اتفاق نووي سيكون اهم من ارسالها بعد التوصل الى الاتفاق لأن ارسال الصواريخ قبل الاتفاق سيزعج الامريكيين، ان هذه الصواريخ سيزيد من قدرات ايران في الدفاع عن منشآتها النووية ويمكن اعتبارها ورقة رابحة في المفاوضات .
وكان وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر قد اعلن قبل ايام في تصريح صحفي ان بلاده تملك الاسلحة اللازمة لقصف المنشآت النووية الايرانية تحت الارض وتدميرها لكن الان وفي حال تسلم ايران لمنظومة صواريخ اس 300 أو اس 400 فمن الطبيعي ان يزيد ذلك من القدرات الدفاعية لايران لان هذه الأنظمة هي احدى احدث الانظمة للدفاع الجوي وستصعب كثيرا قصف المنشآت النووية الايراني حتى لأمريكا .
5- يجب عدم التغافل عن رمزية هذه الخطوة الروسية التي تأتي في خضم الشد والجذب بين ايران والغرب لالغاء العقوبات المفروضة على ايران فايران تصر على الغاء كافة العقوبات المفروضة عليها دفعة واحدة حال القيام بالتزاماتها فيما تصر امريكا على الغاء العقوبات تدريجيا مع تنفيذ ايران لالتزاماتها .
ويمكن اعتبار قرار رفع الحظر عن توريد صواريخ اس 300 لايران الخطوة الرمزية الاولى في الغاء العقوبات المفروضة على ايران وكسر طوق العقوبات وذلك ليس من اجل ايران فقط بل لان الروس ايضا باتوا يعانون من الحصار والعقوبات منذ عام وحتى الآن .