الوقت – قبل اسابيع من الان اعلن اللواء محمد انور محمد البشري وهو مسؤول استخباراتي يمني في صنعاء ان السعودية قامت بارسال مئة وسبعة وخمسين ارهابيا مأجورا من سوريا الى اليمن وان هؤلاء وصلوا مطار عدن على متن طائرة تركية موضحا ان الارهابيين هم من داعش وجبهة النصرة وهم فارون من حلب.
وهناك سيناريوهات محتملة تقف وراء هذه العملية التي تأتي في اعقاب الهزائم السعودية في الخارج والداخل والتي تأتي بالتنسيق بين الرياض وأنقرة وترمي الى نقل الارهابيين المهزومين في سوريا الى الأماكن المتوترة الأخرى مثل ليبيا واليمن ولبنان وسيناء المصرية، وفي المرحلة الاولى تم نشر قسم من هؤلاء الارهابيين في عدة محافظات يمنية فيما نجح تنظيم القاعدة ايضا في السيطرة على زنجبار عاصمة محافظة أبين وهذا يفسح المجال امام تحرك اكبر للارهابيين.
أسباب نقل الإرهابيين الى أماكن أخرى
يواجه الارهابيون عدة خيارات بعد هزائمهم في اماكن انتشارهم فإما العودة الى بلدانهم الأصلية وإما الإنتشار في المناطق النائية او تسليم انفسهم واما الانشقاق وتشكيل جماعات مسلحة تحت مسميات أخرى أو الذهاب الى الدول المضطربة الأخرى كما فعل تنظيم القاعدة بعد الهزيمة في افغانستان ونظرا للظروف السائدة الان يبدو ان الارهابيين اختاروا الذهاب الى البلدان الأخرى ومنها اليمن الذي يشكل بيئة مناسبة لانتشارهم فهذا البلد يشهد حربا وعدوانا خارجيا ايضا وليست فيه حكومة قوية ويسهل الحصول فيه على السلاح ويسود فيه الانقسام ويتفشى فيه الفقر الاقتصادي والثقافي ويعاني من فراغ أمني وسياسي وهذا يسهل عملية نقل الارهابيين من سوريا والعراق الى اليمن.
تداعيات نقل الارهابيين الى اليمن
تحاول السعودية زيادة عدد الارهابيين في اليمن بالتنسيق مع تركيا لاستخدامهم في وجه انصارالله والقوى الثورية اليمنية لكن الرياض تريد ان تكون هذه العملية تحت السيطرة ولاينقلب هؤلاء الارهابيون عليها مستقبلا.
ان ادخال هؤلاء الارهابيين الى اليمن مهما تكن أسبابه فإنه سيزيد من تفاقم الاوضاع الأمنية والفوضى وسيعقد الأزمة اليمنية، وهكذا تريد السعودية الانتقام من اليمنيين بسبب خيبتها هناك، ومن جهة أخرى يمكن ان يؤدي ادخال الارهابيين الى اليمن الى عرقلة عمل المؤسسات السياسية اليمنية مثل حكومة الانقاذ الوطني والمجلس السياسي الاعلى ويوجد خلافات بين أنصارالله وعلي عبدالله صالح حول كيفية مواجهة الارهابيين وهذا سيضر بالحكومة اليمنية في صنعاء.
ان السعودية قد غيرت وجهة المعارك في اليمن نحو المناطق الشمالية ومناطق انتشار انصارالله ليكون الارهابيين أداة ضغط على الشعب اليمني وانصارالله، ان السعودية العاجزة عن الدخول الى شمال اليمن خلال 22 شهرا من العدوان تسعى اليوم الى تقوية الارهابيين وتجهيزهم لتحقيق انجاز ما في شمالي اليمن بعد عجزها عن تحقيق انجازات في باقي المناطق، كما ان الرياض التي تشعر بخطر صواريخ انصارالله تريد اسقاط هذه الورقة من يد انصارالله عبر نشر الارهابيين على حدودها الجنوبية.
لقد استخدمت السعودية عدة جماعات واتبعت عدة اساليب لتأمين حدودها الجنوبية لكن من دون جدوى، فهي تارة لجأت الى ارهابيي القاعدة وتارة زادت قواتها هناك والان تظن الرياض بانها تستطيع القيام بخطوة ما اذا نشرت هؤلاء الارهابيين المستقدمين في شمال اليمن وجنوب السعودية ومن ثم احداث تغيير في ساحة المعارك في اليمن.