إمكانية تنفيذ العملية البرية
الوقت- فشل العمليات الجوية وبعض تصريحات وتصرفات النظام السعودي، أثار نقاش العملية البرية ضد مواقع التحالف اليمني بمركزية أنصار الله. مع ذلك العديد من المراقبين قد أعربوا عن شكوكهم ليس فقط بشأن جدواها ولكن تنفيذها أيضاً .
العملية البرية ضد مواقع الجيش اليمني وأنصار الله، مرجحة من ثلاث محافظات في شمال وغرب وجنوب اليمن. العملية البرية السعودية عبر الحدود الغربية للسعودية وشمال اليمن ستستهدف بطبيعة الحال محافظتي صعدة وجوف. هاتان المحافظتان تسيطر عليهما أنصار الله والجيش اليمني، والسعودية قد جربت الحرب مع أنصار الله خلال الحرب السادسة مع الحوثيين والتي بدأت في 11 أغسطس 2009 واستمرت حتي 25 يناير 2010. وخلال تلك الحرب، القوات البرية والجوية للسعودية والأردنية واليمنية قد دخلت الحرب -خلال رئاسة علي عبد الله صالح- ضد الحوثيين الذين لم يتجاوز عددهم عدة آلاف شخص، وهزمت أخيراً وسيطر الحوثيون تماماً علي أربع محافظات شمالية في اليمن أي صعدة وحجة وجوف وعمران .
أنصار الله اليوم تتكون من القوى المتناثرة للحوثيين في الحرب السادسة ومجموعات جديدة من الزيديين زاد عددهم الآن على عشرات الآلاف ولها تنظيمات منسقة، ويساعدها الآلاف من الناس في جميع أنحاء المدن والقرى اليمنية وتحولت إلي قوة الدفاع الأقوى في اليمن، ومن ناحية أخرى يدعمها الملايين من اليمنيين. إذاً مصير الاشتباك البري واضح في شمال اليمن وغرب السعودية .
الاحتمال الآخر هو أن السعودية تبدأ العملية البرية من محافظة "الحديدة" في غرب اليمن. في هذه المحافظة أطول الحدود البحرية اليمنية في البحر الأحمر، ولها أهمية استراتيجية من هذا المنظور. السعودية ومن أجل تنفيذ العملية البرية من سواحل الحديدة، بحاجة إلي استخدام القوات البحرية وقصف سواحل اليمن الغربية ومن ثم إنزال القوات العسكرية عبر السفن الحربية وطائرات الهليكوبتر. ولكن الاشتباك في البحر الاحمر سيكون خطراً علي حرية حركة السفن التجارية الدولية، وسيؤدي إلي إيقاف وتأخير نقل 3.8 مليون برميل نفط يمر يومياً عبر هذا الممر المائي الاستراتيجي إلي أوروبا. هذا في حين أن حدوث اضطراب في البحر الأحمر سيدفع الجيش اليمني وأنصار الله وكل مواطن في الحديدة يتعرض بيته للهجوم إلى أعمال انتقامية، وهذا يعني تحرك مئات القوارب المسلحة الشعبية في البحر الأحمر. إذاً الهجوم البري علي الحديدة سيكون من المستحيل إلى حد كبير أيضاً .
الاحتمال الثالث هو أن السعودية تشن الهجوم البري عبر محافظة "عدن" الصغيرة في جنوب اليمن. وحول إمكانية تنفيذ هذه العمليات في الجنوب هناك أمران أساسيان. النقطة الأولى هي أن عدن وسواحلها هي الآن في أيدي الجيش اليمني وأنصار الله تماماً، وقد تم تطهيرها من قوات تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة وميليشيات هادي. والأمر الثاني هو أن تنفيذ العمليات عبر سواحل عدن والحديدة يعتبر مصيدة للقوات العسكرية السعودية، لأنه بمجرد دخول هذه القوات إلي مسافة كيلومتر أو كيلومترين في هاتين المحافظتين، فإن قوات الجيش اليمني وأنصار الله واللجان الشعبية ستحيط بها وتلحق بها هزيمة نكراء .