الوقت- لا تزال قضايا الفساد المختصّة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسيطر على الإعلام الإسرائيلي الذي نال حصّته من الأوّل. نتنياهو الذي أكّد أنه لم يرتكب أي مخالفة للقانون، وأن تغيير للحكم سيتم عبر صناديق الاقتراع فقط، أوضح أّنه يتعرض لحملة إعلامية ضخمة تهدف إلى إسقاط حكومته، وذلك في إشارة إلى خضوعه لمجموعة تحقيقات تتمحور حول قضيتين عرفتا باسم القضية 1000والقضية 2000، والأخيرة يشتبه فيها باتفاقه مع مالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقابل تغطية إيجابية للأخيرة عنه.
نتنياهو: الإعلام الإسرائيلي غوغائي.. ويرغب في إسقاط حكومتي
وفي سياق الحرب الإعلاميّة القائمة، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم، "الإعلام الإسرائيلي"، بشن حملة واسعة من أجل إسقاط حكومة حزب "الليكود" التي يترأسها.
وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن تعليق "نتنياهو" جاء تعقيبا على ما تسرب من تفاصيل بشأن التحقيقات الجارية معه ومع رئيس تحرير صحيفة "يديعوت آحرونوت" أرنون موزيس والتى قيل فيها إنه لعب دور الوساطة لبيع الصحيفة لرجال أعمال ألمان، بالإضافة إلى السعى من أجل سن قانون لمنع الصحف التى توزع بالمجان كصحيفة "يسرائيل هيوم".
وقال نتنياهو في بيان نشره على صفحته في موقع "فيس بوك": "في الأيام الأخيرة تجري حملة إعلامية غير مسبوقة في حجمها لإسقاط حكومة الليكود التي أترأسها".
وأضاف رئيس الوزراء أن الإدعاءات بشأن سعيه إلى دفع مشروع قانون صحيفة ( يسرائيل هيوم ) هى إدعاءات باطلة وكاذبة، وأشار إلى علم الجميع بمعارضته الشديدة للقانون مبينا أنه قام بحل الحكومة وتوجه للانتخابات بعد المصادقة عليه بسبب تدبير المكائد فى أوساط أعضاء الحكومة لتمريره.
وكانت القناة الثانية الإسرائيلية نشرت تقريرا مؤخرا بعد التحقيق للمرة الثالثة مع "موزيس" رئيس تحرير " يديعوت أحرونوت" أن الشرطة تفحص شبهاء بشأن توسط رئيس الوزراء بينه وبين ثلاثة رجال أعمال أجانب للاستثمار فى" يديعوت أحرونوت" أو شرائها.
فساد متغلغل
ويجمع الرأي العام الإسرائيلي على أن التحقيقات مع نتنياهو أماطت اللثام عن "فساد متغلغل" في الكيان الإسرائيلي، وقد علقت صحيفة إندبندنت على فضيحة نتنياهو بأنها قد تكون القشة التي تطيح به أخيرا من السلطة.
صحيفة معاريف توسعت في الحديث عن التبعات المتوقعة للتحقيقات الجارية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن قضايا الفساد.
وعددت دانة سومبيرغ مراسلة الصحيفة عددا من الزعماء الإسرائيليين الذين قد يكون أحدهم مرشحا لخلافة نتنياهو في حال إيقافه أو علقت أعماله رئيسا للحكومة، في ظل العاصفة التي تعيشها الأوساط الحزبية والسياسية، وبدا أن عددا من قادة الأحزاب، وإن لم يصرحوا بذلك علنا، يستعدون لإمكانية الدعوة إلى انتخابات مبكرة.
التحقيق مع رئيس الموساد "الإسرائيلي" بتهمة تلقي رشاوي
على صعيد متّصل، وفي سياق الفسا المتغلغل في الكيان الإسرائيلي، كشفت مصادر إعلامية عبرية عن قيام المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، بإصدار تعليمات للشرطة بإجراء عملية تحقيق مع رئيس الموساد، يوسي كوهين، بتهمة الفساد المالي وتلقي رشاوي وامتيازات من رجل الأعمال والملياردير الأسترالي جيمس باكر.
وبثت القناة العبرية العاشرة تقريراً متلفزاً قالت فيه أن النياية العامة بدأت، قبل شهرين، بفحص ما إذا كان رجل الأعمال باكر، المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد قدم هدايا لرئيس الموساد، يوسي كوهين، على شكل تذاكر بقيمة آلاف الشواقل لحضور حفل للمغنية ماريا كاري، خطيبة باكر سابقا، في العام 2015.
الصحافة الإسرائيلية تفقد ثقتها
لا تقتصر نتائج الفساد على نتنياهو وحكومته، بل إن الصفقات مع الحكم نسفت الثقة بالصحافة الإسرائيلية. إن سلسلة اللقاءات بين كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وبين مالك صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أرنون موزيس، تهدّد بتقويض ثقة الجمهور الإسرائيلي بالإعلام. وعلى الرغم من أن الكثير من الانتقادات قد وجه في الماضي لطابع العلاقة التي تربط الإعلام بالحكم في دولة الاحتلال، إلا أن التفاصيل المتواترة التي نشرتها الصحف العبرية عن مضامين هذه اللقاءات بين الرجلين، زادت من مستويات الشك إزاء الاعتبارات التي تحكم التغطيات الصحافية للأحداث بإيعاز من نتنياهو نفسه.
وسائل الإعلام الإسرائيليّة تلقفت هذه القضية وهي تواصل شن هجمات لاذعة على نتنياهو و"يديعوت". وتحاول الصحف المنافسة استغلال القضية لزيادة مبيعاتها. وقد حرصت وسائل الإعلام الإسرائيلية على التشكيك في مهنية الاعتبارات التي وجهت الخط النقدي، الذي تبنته يديعوت تجاه نتنياهو والتلميح إلى أن ذلك مرتبط بحسابات موزيس الاقتصادية.
أحداث "أم الحيران" تغطية على قضايا الفساد
وفي خطوة جديدة من حكومة نتنياهو للفت الأنظار عن قضايا الفساد، قامت قوات الشرطة الإسرائيلية باقتحام منازل قرية أم الحيران، مسلوبة الاعتراف بالنقب، وهدم 8 منازل وإخلاء السكان.
عضو الـ "كنيست" عيساوي فريج قال: إن "نتنياهو كان على علم ان ترحيل قرية أم الحيران قنبلة موقوتة وليس صدفة أنه قرر اليوم تفجيرها لجرف التحقيقات المكثفة ضده في قضايا الفساد والرشاوى".
وأضاف، "هذه الحكومة عنصرية ومجرمة تقدم الرشاوى لمخالفي البناء اليهود وفي الوقت نفسه تقوم باستخدام العنف والكراهية والعنصرية ضد العرب اصحاب البيوت في ام الحيران منذ عشرات السنوات".
و"أم الحيران" قرية فلسطينية تقع بمنطقة وادي عتير شمال شرقي بلدة حورة (على شارع 316) في صحراء النقب (جنوب الاراضي المحتلة عام 48)، وتعد واحدة من بين 51 قرية عربية في النقب لا تعترف بها سلطات الاحتلال، وتستهدفها بشكل مستمرّ بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمرّ في بناء تجمّعات استيطانيّة لصالح اليهود في النقب.
ومنذ عام 2003 تواجه القرية شبح التهجير بحيث تخطط دولة الاحتلال لهدم القرية بهدف أقامة مستوطنة يهودية باسم "حيران" على أنقاض القرية الفلسطينية "أم الحيران" وتوسيع "غابة بتير".