الوقت- يقال أن هوس العلماء لا يتوقف عند حد معين، ولطالما كان أحد أهم ما يسعون خلفه هو تطوير تقنيات إلكترونية ذكيّة بإمكانها قراءة أنشطة دماغ الإنسان، وحتى يمكنها تحديد الأفكار نفسها، فمن خلال إدراك مخيلة الإنسان والصور الموجودة داخله يستطيع هذا البرنامج التكنولوجي قراءة الأفكار، ولكن أكد بعض العلماء أيضاً إن مثل هذه التجربة لا يمكن أن تكون دقيقة بنسبة كاملة، لأن بعض الصور التى تكون فى مخيلة الأشخاص قد تكون بنفس درجة المشاعر ذاتها، وعندها يحدث إرتباك لدى البرنامج التكنولوجي ولا يصل لشيء على الإطلاق، كما أن الوصول لتقنية قراءة أفكار الأخرين هي إحدى أمنيات عوام الناس أيضاً، لأن من خلال قراءة هذه الأفكار سنتجنب حدوث مشاكل لا متناهية، وسنعرف فيما يفكر الآخرون، وسنتمكن من معرفة ردود أفعالهم اتجاه الأمور المختلفة، ولكن هل نستطيع فعلا قراءة أفكار الأخرين و كيف سنقرأ الأفكار؟
وفي السياق نفسه يبدو أن حلم "مارك زوكربيرغ" في تطوير أجهزة تسمح للبشر بقراءة أفكار بعضهم بعضاً والتواصل عن طريق الموجات الدماغية اقترب من التحول إلى حقيقة واقعة.
ولكن ظهر أن قسم سريّ لأبحاث الأجهزة أنشأته شركة فيسبوك في العام الماضي يعمل على تطوير تقنية لـ “واجهة حوسبة دماغية” تشبه كثيرًا ما يظهر في أفلام الخيال العلمي من القدرة على قراءة الأفكار والتخاطر.
وقد تصف عدة وظائف شاغرة أُدرجت من قبل مجموعة "البناء 8" Building 8 التابعة لفيسبوك مشروع جهاز ينطوي على "تصوير الأعصاب" و"البيانات الإلكتروفسيولوجي" لإنشاء "منصة اتصالات للمستقبل".
والجدير بالذكر أن إحدى الوظائف الشاغرة لهندسة واجهة حوسبة دماغية تبحث عن حاصل على شهادة الدكتوراة في مجال علم الأعصاب يمكن أن يساعد في تطوير مشروع ذي صلة من "البداية للوصول إلى منتج" خلال مدة عامين. وتبحث وظيفة أخرى عن مهندس قادر على تطوير خوارزميات لمعالجة الإشارة الصوتية للمنصة.
ولم تعلن فيسبوك رسميًا عما تهدف إلى تطويره، ولكن تعليقًا لزوكربيرغ يعود تاريخه إلى عام 2015 أشار إلى أن الشركة قد تكون فعلًا تعمل على جهاز للاتصال عن طريق التخاطر يمكن التحكم به دماغيًا.
وأكدّ زوكربيرغ خلال جلسة للأسئلة والأجوبة جرت في شهر حزيران/يونيو 2015"أعتقد أننا سوف نكون يومًا ما قادرين على إرسال أفكار غنية تمامًا إلى بعضنا بعضا مباشرة باستخدام التقنية".
وأضاف زوكربيرغ "ستكون ببساطة قادرًا على التفكير بشيء ما لينتقل فورًا إلى أصدقائك ليتمكنوا من تجربته إن أحببت".
وأيضاَ تبحث المجموعة أيضًا عن مهندسين قادرين على تطوير "تقنيات جديدة لتصوير الأعصاب دون غرز أي شيء في الرأس” وعلى إنشاء “تجارب لمس غامرة وحقيقية".
ويُشار إلى أن تصوير الأعصاب يعد مجالًا متقدمًا من العلم الذي يستخدم تقنيات مختلفة لفحص وفهم ما يحدث في الدماغ البشري، في حين أن التقنية اللمسية تحاكي إحساس اللمس باستخدام الحواسب.
ومن غير الواضح ما هو نوع التقنية الذي سيسمح في نهاية المطاف لفيس بوك بتحقيق هذه الرؤية. ففي الماضي، حاولت شركات، باستخدام عصابات مجهزة بأجهزة استشعار خاصة، قياس إشارات معينة في المخ، لذا يُعتقد أن فيس بوك قد تتبنى نهجًا مماثلًا.