الوقت - شهدت أفغانستان عمليتين ارهابيتين أوقعتا عشرات الضحايا على الرغم من انطلاق جولة جديدة من المساعي الدولية لبسط الأمن والسلام في أفغانستان خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأثبتت العمليتان أن حلم الظروف الطبيعية ما يزال بعيد المنال.
نفذت جماعة طالبان، الأسبوع الماضي عملية انتحارية في كابل ذهب ضحيتها قرابة 30 قتيلا. وبعد ساعات من ذلك شهدت قندهار انفجار قنبلة في مضاف والي المدينة مما أدى الى مقتل 5 أشخاص وجرح 12 آخرين؛ وعلى الرغم من أن أي جهة لم تتبنَ الانفجار الثاني، إلا أن هاتين العمليتين الإرهابيتين الخطيرتين تعكسان تصعيدا لعمليات حركة طالبان.
انفجاران في كابل
فجر انتحاريان نفسيهما مقابل مجلس النواب الأفغاني في كابول الأسبوع الماضي مما أدى الى مقتل قرابة 30 شخصا مقابل مجلس النواب الأفغاني، وتبنت حركة طالبان مسؤولية هذا التفجير، حسب ما أعلنه المتحدث باسم الجماعة، ذبيح الله مجاهد، وقال في رسالة أن الهجوم استهدف موظفي الدوائر الأمنية الأفغانية، مدعيا أن هؤلاء الموظفين كانوا في حافلة مع موظفي مجلس النواب.
هجوم في قندهار
بعد ساعات من الهجوم الإرهابي في كابول، استهدف انفجار إرهابي مضاف والي قندهار، مما أدى الى مقتل خمسة أشخاص وجرح 12 آخرين، وتزامن الانفجار مع زيارة السفير الاماراتي لوالي قندهار، مما أدى الى مقتل خمسة دبلوماسيين إماراتيين، ولم تتبنَ أي جهة مسؤولية الانفجار.
تفاقم الأوضاع الأمنية
وأعلنت دويتشه فيله في تقرير لها أن حركة طالبان صعدت عملياتها على الرغم من حلول الشتاء. وكانت آخر عملية إرهابية نفذتها الحركة ضد أعضاء مجلس النواب الأفغاني في كابول في شهر ديسمبر عام 2016، حيث استهدفت عضوين من أعضاء مجلس النواب، وبعد مدة قصيرة استهدفت منزل أحد السياسيين من سكان ولاية هلمند المضطربة مما أدى الى مقتل 8 أشخاص من ضمنهم طفلين.
ومن الجدير بالذكر أن انفجارات الثلاثاء الماضي تبعها بعد ساعات هجوم على مقر للجيش في مركز ولاية هلمند، حيث نفذ انتحاريٌ الهجوم الذي تسبب بمقتل سبعة أشخاص.
إن هجمات طالبان المستمرة عززت المخاوف حول الأوضاع الأمنية المتفاقمة في أفغانستان. وكان حلف الناتو قد سحب قواته من أفغانستان في نهاية عام 2014، فيما ما يزال هناك عدة آلاف من الجنود الأمريكان في أفغانستان الذين يدعمون القوات الأفغانية في الحرب على الإرهاب –حسب ادعائهم-.
وتشير دويتشه فيله الى إن الاستراتيجية الأمنية التي سيتبعها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في فرض الأمن بأفغانستان لا تزال مجهولة؛ حيث أن هذا الموضوع لا يلعب دورا كبيرا في السباق الرئاسي ولم يتخذ ترامب موقفا واضحا تجاه هذا الملف حتى الآن، إلا أنه في بدايات شهر ديسمبر وعد الرئيس الأفغاني أشرف غني خلال اتصال هاتفي بتقديم المزيد من المساعدات لبسط الأمن في أفغانستان.
الابهام يلف مستقبل مفاوضات السلام
لقد حصلت هذه الهجمات في ظل الإبهام الذي يلف مستقبل المفاوضات الدولية من أجل السلام في أفغانستان؛ وفي هذا الصدد؛ أعد أحد المسؤولين الأمنيين الباكستانيين أن ادعاء حكومة أوباما حول المفاوضات المباشرة مع جماعة طالبان، أفشل عمليا الاجتماعات الرباعية للسلام.
وقال هذا المسؤول رفيع المستوى في تصريح لصحيفة "تربيون" الباكستانية: "كان هناك فوارق في المقاربات خلال الاجتماعات الرباعية، حيث أن الصين وباكستان تقفان في طرف، وأفغانستان وأمريكا تقفان في الطرف الآخر"، وتابع: "كنا نتوقع نتائجا إيجابية، بالنظر لمشاركة أفغانستان، باكستان، الصين وأمريكا في هذه الاجتماعات؛ ولكن أفغانستان تردد المطالب الأمريكية خلال هذه الاجتماعات".
خلال العام الماضي عقدت أفغانستان، باكستان، الصين وأمريكا خمسة جولات من الاجتماعات الرباعية للسلام في أفغانستان، وكانت المفاوضات توشك على التوصل إلى نتيجة إيجابية، إلا أن زعيم طالبان السابق، الملا أختر محمد منصور شاه، تعرض للإغتيال بضربة جوية قامت بها طائرة أمريكية مسيرة عن بعد. وأعلن الأمريكان أن دور باكستان في هذه العملية مشكوك به، وبعد مقتل زعيم طالبان السابق، توقفت الاجتماعات.
وجدير بالذكر أن روسيا بادرت لبذل الجهود من أجل إقامة مفاوضات سلام أفغانية، ولكنها لم تحقق نتيجة ملموسة وواضحة حتى الآن، بصورة خاصة بسبب اعتراض كابول بعدم وجود ممثلين عن الحكومة الأفغانية في المفاوضات.