الوقت- كتبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا تطرقت فيه لأداء الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال فترة توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والتي استمرت ثماني سنوات، وجاء في المقال: لقد ترك باراك أوباما تراثاً سيئاً خلال فترة حكمه، لكن الجزء الأسوء في ارث أوباما مرتبط بالشرق الأوسط وسوريا على وجه التحديد.
الحضور الروسي في سوريا
بعد أربع سنوات من الحرب الشرسة التي تعرضت لها سوريا، لم تتمكن القيادة السورية بحسب ما زعمت الصحيفة أن توقف نار هذه الحرب، عندها جاء فلادمير بوتين واستخدم الطائرات القتالية والصواريخ بعيدة المدى ضد "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى بالنتيجة فإن قواعد اللعب تغيرت. وتم ضمان بقاء الرئيس السوري بشار الأسد حتى الآن على الأقل.
ثم تتابع الصحيفة حديثها بطرح السؤال التالي، متى دخل بوتين إلى المشهد السوري؟ كتبت الصحيفة:
عندما تبين أن الولايات المتحدة لن تملأ الفراغ الذي نشأ في سوريا، كما أنها رفضت استخدام القوة لإنهاء هذا الأمر ودخل الروس إلى المشهد السوري، وكان يجب على الولايات المتحدة حينها أن تعرف أن الطبيعة لا تتحمل الفراغ.
أوباما أمن الفرصة لدخول روسيا
توضح الصحيفة: دخل بوتين من البوابة المفتوحة التي أبقاها أوباما وعزز مكانته في الشرق الاوسط. وقد أخطأ تماما في قراءة الوضع، حيث أنه رداً على حملة القصف الروسية حذر موسكو من الغرق في "الوحل" واقترح العمل بالتعاون مع روسيا من أجل إحلال السلام في سوريا. في هذه النقطة لم يكن بوتين بحاجة إليه. روسيا وايران كانتا مستعدتين لإنهاء الأمر والمحافظة على قوة الجيش السوري.
رهان تركيا على الحصان الرابح في الشرق الأوسط
تتابع الصحيفة مقالها: في هذه المرحلة قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضا الإنضمام إلى إيران و روسيا. وهو يراهن الآن على الحصان المنتصر في الشرق الاوسط: ايران ورسيا. فقد رأى كيف أن الولايات المتحدة تترك المنطقة وعرف أنها ليست حليفة مخلصة.
الإتفاق النووي الإيراني وقوة إيران
الاتفاق النووي زاد من قوة إيران وحولها إلى قوة فاعلة في المنطقة، واستنتج أردوغان أنه اذا لم يكن بالامكان محاربتهما، فيجب الإنضمام إليهما، نظرا لتحول تركيا إلى هدف لإرهاب "داعش".
تضيف الصحيفة: عندما دخل أوباما إلى البيت الأبيض كان له مواقف جاهزة حول الشرق الأوسط، وهي:
- يجب أن يتوقف البناء الإسرائيلي وراء خطوط وقف اطلاق النار من العام 1949 – بما في ذلك القدس -- سيسحب الجيش الأمريكي من العراق ويمد يده لمساعدة الدول الاسلامية، وتبديل إيران إلى قوة فاعلة في المنطقة.
تكمل الصحيفة: على خلفية هذه السياسة الأمريكية، لم يكن بامكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التفاوض مع إسرائيل طالما أنها لم توقف بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك في القدس. إلا أن هذا الأمر لم يكن باستطاعة أي حكومة إسرائيلية فرضه. لذلك، توجه عباس إلى الأمم المتحدة، وعندما رفض أوباما استخدام الفيتو ضد القرار المعادي لإسرائيل في مجلس الأمن – انتصر عباس انتصارا من شأنه أن يكون عقبة اخرى أمام المفاوضات المباشرة من اجل السلام.
وأفادت الصحيفة أنه بعد انسحاب الولايات المتحدة من العراق فقد تحول إلى مرتعاً خصباً لداعش، ووجدت إيران مجالاً للنفوذ هناك.
وختمت الصحيفة مقالها: لكن الجزء الأكثر صعوبة في تراث اوباما هو أنه يخلف وراءه شرق أوسط قتل فيه نصف مليون إنسان في المعارك في سوريا والملايين اضطروا إلى الهرب منها.