الوقت- بعد غياب الإيرانيین عن موسم الحج العام الفائت، تلقت الجمهورية الاسلامية الإيرانية دعوة من السعودية لبحث ترتيبات الحج لهذا العام، وتمثل هذه الدعوة اعتراف ضمني من قبل السعودية بأخطائها وتقصيرها في ادارة موسم الحج خاصة بعد الحادثة التي ذهب ضحيتها آلاف الارواح في مشعر منى عام 20155 كان أغلبهم إيرانيين.
حيث قال ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج حجة الاسلام والمسلمين علي قاضي عسكر " تسلمنا دعوة رسمية من السعودية لإقامة لقاءت ومباحثات ثنائية بشأن الحج، لكن الامر لم يحسم بعد بشان مشاركة الحجاج الايرانيين في موسم الحج هذا العام مضيفاً اننا سنشارك في مراسم الحج حينما تتهيأ الظروف ،لكن لا شك بأن المشاكل التي كانت موجودة يجب ان تحل".
وأضاف حجة الاسلام علي قاضي عسكر "على الرغم من عدم وجود فرق كبير في نص هذه الدعوة مع الدعوات السابقة، فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية سترد على هذه الدعوة في الايام القادمة في ضوء المحاور التي تطالب بها ايران".
وأكد ضرورة الإسراع في نشاط لجان الخبراء لتحديد محاور المحادثات والنقاط المهمة لأداء الحجاج الإيرانيين مناسك حج هذا العام، وقال: يجب بحث جميع الأمور المرتبطة بالحج بما فيها السكن والغذاء والشؤون الطبية والنقل وأمن الحجاج والشؤون المصرفية والقنصلية وغيرها، ودراستها بدقة وإيجاد الآلية المناسبة لها.
وأوضح أن الوفد الايراني سيبعث إلى السعودية للتفاوض في الموعد الذي أعلنه المسؤولون السعوديون، وفي المفاوضات سيتم طرح مطالب الجمهورية الاسلامية الايرانية بما فيها القضايا المرتبطة بمتابعة حقوق شهداء المسجد الحرام و منى، ونأمل بأن تتوفر الأرضية لأداء مناسك الحج مصحوبة بصون أمن الحجاج و كرامتهم.
وأضاف: إن الوفد الايراني سيزور السعودية في 23 فبراير القادم ونحن نأمل في أن نتمكن من شرح مواقفنا في هذا اللقاء والوصول الى نتيجة معينة.
وكان قد صرح قاضي عسكر في وقت سابق أن البرامج الخاصة بالحج والزيارة في ايران تسير وفق تعليمات قائد الثورة الاسلامية.
وشدد أن الجمهورية الاسلامية لم ترغب في تعطيل الحج "بالنسبة للرعايا الايرانيين" خلال العام الماضي، موضحاً بقوله أنه لو تم الاهتمام بمطالب الوفد الايراني والقبول بها لكان الزوار الايرانيون شاركوا في الحج قطعاً.
وکانت صحف سعودية نقلت الأسبوع الماضي، عن وزير الحج والعمرة السعودي محمد بن صالح بنتن، قوله إن الرياض دعت طهران إلى المشاركة في التحضير لموسم الحج المقبل، وهو ما نفته طهران حينها على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي.
وأشار "محمد بن صالح بنتن" إلى أن وزارته تسعى إلى السماح للحجاج "بأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان".
وخلال مؤتمر صحفي، شارك فيه مسؤولون من منظمة الحج وشركة الطيران الإيرانية، أكد حميد حميدي، مدير منظمة الحج الإيرانية، أن طهران سترسل وفداً إلى الرياض للقاء مسؤولي وزارة الحج السعودية، مضيفاً "سنطرح أمام الطرف المقابل مطالب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما فيها الأمور المتعلقة بالمسجد الحرام، وشهداء منى، ونأمل في تهيئة الأجواء لإقامة حج عظيم، يحفظ عزة وأمن الحجاج".
يذكر أنه للمرة الأولى منذ نحو ثلاثة عقود، لم يشارك أي إيراني بأداء مناسك الحج في أيلول/سبتمبر الماضي، أي بعد حادثة التدافع المأساوية التي أودت بحياة نحو 2300 شخص عام 2015 ، بينهم 464 شهيد إيراني.