الوقت - قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي أمس الثلاثاء على لسان الكاتب "جوناثان كوك" إن عملاء الموساد الإسرائيلي يعملون مع كبار النشطاء والسياسيين في حزب المحافظين وحزب العمال البريطاني حيث تعمل هذه الأطراف على تخريب أحزابها الخاصة من الداخل، وبغية تحريف السياسة الخارجية البريطانية بحيث تصب في خدمة المصالح الإسرائيلية بدلاً من البريطانية.
وتابع الموقع بالقول إنه يمكن للمرء ألا يلوم حقاً "إسرائيل" لقيامها بذلك، حيث إن معظم الدول تعمل على تعزيز مصالحها قدر المستطاع، لكن يجب هنا فضح السياسيين البريطانيين الذين يتعاونون مع الکيان الإسرائيلي في مواصلة اتباع سياسة إلحاق الأضرار بالديمقراطية التمثيلية في بريطانيا.
وأضاف الموقع: إنهم ليسوا هؤلاء الناس الذين يمكن التعرف عليهم بسهولة، حيث إنهم كانوا أعضاء في جمعية أصدقاء المحافظين والعمل في "إسرائيل"، وهم في الواقع يسيطرون على الأحزاب البرلمانية، وبالأخص حزب المحافظين، ووفقاً لأرقام مركز الأبحاث والإحصائيات "CFI" فإنه وبشكل كامل حوالي 80 في المئة من النواب المحافظين ينتمون إلى حزب "مجموعة أصدقاء إسرائيل".
وتابع الموقع بالقول إنه ولمرة واحدة، لا يمكن لأحد أن يتردد لدعوة السياسيين البريطانيين الذين يعملون لمصلحة دولة أجنبية، وربما كثير منهم يأخذ فوائد مالية لقيامه بذلك أي إنهم "خونة"، حيث إن هؤلاء الجواسيس الإسرائيليين يمكن أن يلبوا وبسهولة مشاريعهم التآمرية مع مساعد وزير حزب المحافظين الموثوق به كثيراً لمناقشة أفضل السبل لـ"إزاحة" نائب وزير الخارجية، آلان دنكان، على انتقاداته للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي المحتلة.
وقال الموقع إن أجهزة المخابرات الإسرائيلية لا يمكن لها أن تؤثر على السياسة الخارجية البريطانية من خلال حزب العمال المعارض، ولكن هذا لا يمنعهم من أخذ اهتمام كبير في نواب حزب العمال أيضاً، حيث يقوم الموساد بالتحدث إلى العمل مع أصدقاء "إسرائيل"، وهنا يجب الإشارة إلى "الكثير من المال" أكثر من مليون يورو ترسل بعد آخر دفعة لنواب حزب العمال للقيام برحلة مدفوعة التكاليف إلى الکيان الإسرائيلي، حيث سيتم احتساء الشاي وتناول الغداء، وهذه الرحلات تعد لكبار المسؤولين لاتخاذ مواقف أكثر تطرفاً ومؤيدة للکيان، ومن المعروف أيضاً أنه يتم إرسال أكبر نسبة من النواب للکيان الإسرائيلي ضمن هذه الأنواع من الرحلات.
وتابع الموقع بالقول إنه وبالطبع يتم فعل ذلك ليكون له تأثير على السياسة الداخلية البريطانية، فطبعاً "إسرائيل" ليست جمعية خيرية، وقد كانوا يلعبون بالسياسة بأسلوب ساخر وعميق بغية الإطاحة بالزعيم الذي يدعم العدالة للشعب الفلسطيني.
وأضاف الموقع أنه من الجدير الاستماع إلى وزير حزب المحافظين في الحكومة الذي غادر مؤخراً مع ديفيد كاميرون، حيث كتب مجهول في صحيفة ميل أون صنداي البريطانية أنه ينبغي الحذر من ضربة مزدوجة للسياسة البريطانية التي تسببت بها "إسرائيل" وأنصارها في بريطانيا، حيث إن الحكومة البريطانية تشوه السياسة الخارجية لتجنب المتبرعين اليهود المزعجين، حيث يقول إن النواب، وفي الوقت نفسه، يعملون مثل عملاء لقوة أجنبية فبدلاً من أن يكونوا ممثلين للشعب البريطاني، تناسوا القانون الدولي، فهؤلاء الساسة لا يقومون حتى بتعزيز المصالح البريطانية.
وهنا اقتبس الموقع عن الوزير البريطاني:
"إن السياسة الخارجية البريطانية تغرق دائماً في النفوذ الإسرائيلي الذي بات اليوم في قلب حياتنا السياسية، وتلك التي في السلطة البريطانية التي تتجاهل ما يجري."
وتابع الموقع بالقول إنه ولسنوات عديدة عمل ما يسمى بـ "أصدقاء إسرائيل" مع الحكومة الإسرائيلية والسفارة الإسرئيلية في لندن لتعزيز السياسة الإسرائيلية وإحباط المملكة المتحدة وسياسة الحكومة وإجراءات الوزراء الذين يحاولون الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، فالكثير من الدول تحاول فرض وجهات نظرها على الآخرين، ولكن ما هو مشين في المملكة المتحدة هو أنه وبدلاً من مقاومة هكذا أفعال، قدمت الحكومات المتعاقبة لذلك واتخذت أموال المانحين، وسمح للإسرائيلي صياغة السياسة وحتى تحديد كيفية بيع النفوذ الذي قد يحدد مصير الوزراء في بريطانيا.
واختتم الموقع بالقول يوجد لدينا إثباتات موثقة من الحكومة الإسرائيلية بأنهم يتآمرون سراً مع أعضاء البرلمان البريطاني للإطاحة بوزير في الحكومة البريطانية، فإذا كان هذا لا يعتبر بأنه تدخل في النظام السياسي البريطاني وأنا لا أعرف ما هو، يجب علينا بالمثل تغطية هذه القصة في وسائل الإعلام في بريطانيا.