الوقت- أكد التقرير الدوري لمنظمة الأمم المتحدة التي تعنى بشؤون الطفولة والامور الانسانية "اليونيسيف" ، أن الإحصائيات الجديدة الورادة للوضع الانساني في سوريا بعد اربعة أعوام من الحرب، تشكل صدمة كبيرة للمجتمع الدولي .
وبحسب التقرير الصادر عن اليونسيف ، فإن الأوضاع المعيشية والانسانية في الداخل السوري والبلدان المجاورة جراء الحرب الدائرة في البلاد تزداد من السيء للأسوأ، ولذلك فإن المساعدات الإنسانية اللازمة تضاعفت 12 مرة منذ بداية الأزمة السورية، ووصل عدد السوريين الذين يحتاجون لمساعدة إنسانية إلى 12.21 مليون سوري، أي ما يعادل نصف تعداد الشعب السوري تقريباً .
ويقصد بالمساعدات الإنسانية هنا مقومات الحياة الأساسية من غذاء وماء ودواء وملبس ومسكن وتعليم. ويضاف إلى هذه المأساة الإنسانية فجوة ضخمة في تمويل حملة المساعدات تصل إلى 84% من المجموع الكلي المطلوب. وطالبت اليونيسف بتأمين 280 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في الداخل السوري، تم تأمين 15 مليون دولار منها فقط. أي ما يعادل 6% مما يحتاجه السوريون من مساعدات مما يشكل فجوة مالية ضخمة في تمويل حملة المساعدات. فقد وصلت فجوة التمويل إلى أكثر من 80% من إجمالي المبلغ المطلوب .
وسلط تقرير الأمم المتحدة الضوء على حالة الحصار التي تعاني منها مناطق في مدينة ديرالزور تقع تحت سيطرة الحكومة السورية، حيث منعت الجماعات المسلحة الحركة التجارية من وإلى تلك المناطق، كما منعت وصول المساعدات الإنسانية ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية وارتفاع في أسعار السلع الأساسية في المدينة .
ويؤكد التقرير الجديد أن أحد أهم استراتيجيات الجماعات التكفيرية والارهابية، هي ضرب المصادر الرئيسية لمياه وطاقة المدن في محاولة منها لفرض السيطرة عليها بإضعافها من الداخل. وهو ما حدث في إدلب وديرالزور ومناطق أخرى. ويترافق ذلك مع فرض حصار على المداخل الرئيسية ومنع وصول الإمدادات والمساعدات الإنسانية .