الوقت- نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، القائد المهندس محمد الزواري 49 عاماً، والذي ارتقى شهيداً بعد أن اغتاله الكيانالاسرائيلي أمام بيته في تونس بعملية منظمة جداً، ومخطط لها مسبقاً، فمن هو التونسي المقاوم الذي ترعرع في سوريا وانخرط في صفوف المقاومة الفلسطينية وقضّى مضاجع كيان الاحتلال؟
محمد الزواري مهندس طيران ومخترع أمضى زهرة شبابه في سوريا،حيث وُلد محمد الزواري عام 1967 في صفاقس جنوبي تونس درس الهندسة وعمل طيارا وعاش سنوات طويلة منفيا بين عدة دول عربية، ثم عاد إلى وطنه بعد الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، انضم أثناء تغربه إلى كتائب عز الدين القسام التي ساعدها في صناعة الطائرات بدون طيار، وعُثر عليه مقتولا بالرصاص في بلده فنعتْه القسام متهمة إسرائيل بقتله.
اعتقِل الزواري بعد الأحداث الدامية التي ارتكبتها السلطات الأمنية يوم 8 مايو/أيار 1991 في عدة جامعات تونسية، وكانت تتويجا لحملة أمنية على "الاتحاد العام التونسي للطلبة" بدأت بصدور قرار تجميد أنشطته يوم 29 مارس/آذار 1991، وبعد الإفراج عنه غادر تونس فتنقل بين ليبيا -التي أقام فيها مدة قصيرة- والسودان وسورياحيث استقر وتزوج بسيدة سورية عام 2008، وعمل هناك قرابة عشرين عاما قبل أن يعود إلى تونس عام 2011.
وأثناء إقامته في سوريا،ربط الزواري علاقات مع حماس فكان مقربا منها، وتعاون مع جناحها العسكري كتاب عز الدين القسام التي استفادت من مهاراته العلمية في تنفيذ مشروعها لتأسيس وتطوير طائرات مسيرة بدون طيار.
عمل الزواري أستاذا جامعيا في المدرسة الوطنية للمهندسين، كما أسس وترأس "نادي الطيران النموذجي بصفاقس" الذي يدرب الشباب التونسي على تصنيع الطائرات من دون طيار، وفيه صنع الزواري طائرة دون طيار عام 2015 وجربها بمنطقة سيدي منصور التابعة لبلديةصفاقس. وكان أيضا عضوا في "نادي علوم وقيادة".
تقول وسائل الاعلام الاسرائيلية أن المهندس الزواري زار قطاع غزة ثلاث مرات عبر الأنفاق فقدم للمقاومة الفلسطينية معلومات مهمة وأشرف على تطوير برنامج القسام العسكري، ولا سيما مشروع "طائرات أبابيل" حيث برزت قدراته الهندسية ونبوغه التكنولوجي.
وفي 15 ديسمبر/كانون الأول 2016 اغتيل محمد الزواري بإطلاق شخصين مجهولين 20 رصاصة عليه وهو في سيارته أمام منزله بمنطقة العين في محافظة صفاقس بتونس، وقد أطلِق الرصاص من مسدسيْن كاتميْن للصوت فاستقرت ثماني رصاصات في جسده خمس منها في جمجمته. وأعلنت السلطات التونسية توقيف خمسة أشخاص يشتبه بتورطهم في عملية الاغتيال ومصادرة تجهيزات.
وإثر إعلان اغتياله وفي بيان نعْي أصدرته 17 ديسمبر/كانون الأول 2016؛ أكدت كتائب القسام أن الزواري التحق بصفوفها وعمل فيها قبل عشر سنوات، وأنه كان "أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية" التي كان لها دور في حرب "العصف المأكول" مع إسرائيل عام 2014.