الوقت- سُئل أحد المفكرين : مَنْ الافضل الكيان الاسرائيلي أم السعودية ؟! فأجاب على الفور الكيان الاسرائيلي، فقيل له لماذا ، قال : لأن الكيان الاسرائيلي يخدم نفسه والسعودية تخدم الكيان الاسرائيلي !!!
هذا الكلام يكشف عن مدى التدهور الاخلاقي والقيَمي الذي وصل اليه النظام الحاكم في السعودية والذي أثبتت التجارب انه نعامة في الحروب الحقيقية التي تخوضها الامة مع اعدائها الحقيقيين لكنه يستأسد ويتجبر عندما يراد منه بأمر من اسياده الامريكان أن يشن حرباً قذرة على بلد وشعب مسكين كاليمن لتحقيق غايات اقل ما يقال عنها إنها دنيئة ولا تعبّر إلاّ عن تخبط وتهور وعقدة نقص يشعر بها آل سعود للتنفيس عن أحقادهم على هذا البلد الذي حقق بثورته السلمية انتصاراً جماهيرياً رائعاً على احد الانظمة التي ثبت للجميع مدى فشلها وتقهقرها في جميع الاصعدة وعلى كافة المستويات .
ولا نريد هنا أن نخوض في تفاصيل الجرائم البشعة التي ترتكبها الطائرات السعودية وطائرات الدول الحليفة لها في عدوانها على اليمن وفي مقدمتها امريكا بحجة الدفاع عن الشرعية في هذا البلد لأن هذه الجرائم ماثلة للعيان وهي تنم عن حقد دفين يستهدف القضاء على ثورة الشعب اليمني خوفاً من تداعياتها على الانظمة الحاكمة في الدول المجاورة لاسيما السعودية ومعظم الدول الخليجية المتحالفة معها في هذا العدوان .
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن : اين كانت السعودية عندما تعرضت غزة ولمرات عديدة لعدوان وحشي وهمجي من قبل الكيان الاسرائيلي ؟ ولماذا لم تنبر للدفاع عن الشعب الفلسطيني إذا كانت تدافع عن المظلوم كما تدّعي ؟ ولماذا تدعم الجماعات الارهابية في العراق وسوريا وتسعى بكل جهدها لبث الفرقة في صفوف شعبي هذين البلدين ؟ ولماذا تتدخل في البحرين عسكرياً لقمع شعبها ومنعه من المطالبة بحقوقه المشروعة في العيش بحرية وكرامة ؟ ولماذا تتدخل في الشأن اللبناني وتمد الجماعات المتطرفة والتكفيرية بالمال والسلاح لزرع الفتنة بين أبناء هذا الشعب وتساهم في قتل الوطنيين المخلصين وتهيئ الأرضية للعناصر الفاسدة كي تتسلق لتتسلم مناصب حساسة في هذا البلد ؟ ولماذا تغض الطرف عن المؤامرات المتعددة التي تحاك ضد شعوب المنطقة من قبل الكيان الاسرائيلي وبعض الدول الغربية وفي مقدمتها امريكا لنهب ثرواتها والهيمنة على مقدراتها ؟!! الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها تكمن بمعرفة الدور غير النزيه وغير المشرف الذي تلعبه السعودية في تنفيذ هذه المؤامرات خدمة للمشروع الامريكي – الصهيوني في المنطقة . والعدوان البربري المتواصل حالياً على اليمن - باعتقاد كثير من المراقبين - هو حلقة من حلقات التآمر السعودي – الصهيو امريكي على هذه المنطقة المليئة بالازمات التي اضطلع نظام آل سعود بتنفيذها وأنفق عليها المبالغ الطائلة إرضاءً للكيان الاسرائيلي والدول التي تدعمها وعلى رأسها أمريكا .
والسؤال الجوهري الذي يبحث عن جواب : هو الى متى تبقى شعوب المنطقة تصبر على هذه الجرائم والمؤامرات وهي تملك كل المقومات المعنوية والمادية التي تمكنها من دحر هذه المؤامرات والتخلص من الحكومات العميلة والرجعية المسلطة على رقابها من قبل امريكا والكيان الاسرائيلي وحلفائهما الغربيين . والى متى تبقى الشعوب المظلومة ومن بينها الشعب اليمني في موقف الدفاع عن حقوقها ومكاسبها التي حققتها بدماء أبنائها وهي تنظر الى الحكومات السائرة في الفلك الامريكي تُسخِّر جميع امكاناتها لسحق هذه الحقوق وتدمير كل ما من شأنه أن يعيد الأمل لهذه الشعوب بالعيش بعزة وكرامة واستقلال كي لا تتمكن من التصدي للمؤامرات التي تستهدف أمن واستقلال المنطقة وكي لا تتمكن من الاستفادة من طاقتها للنهوض بواقعها في جميع المجالات العلمية والاجتماعية والصناعية والعمرانية وتظل رهينة بيد القوى المستكبرة واعوانها الظلمة في هذه المنطقة .
ولكن نود أن نؤكد هنا أن ارادة الشعوب الحرة والتواقة للعيش الكريم لايمكن أن ترضخ لإرادة المستكبرين وأدواتهم الذليلة مهما تجبروا وتغطرسوا ، وهذا ما أثبتته التجارب الكثيرة التي شهدتها المنطقة وآخرها الانتصارات الباهرة التي حققها الشعبان العراقي والسوري على الجماعات الارهابية المدعومة من قبل امريكا والكيان الاسرائيلي وحلفائهما وفي مقدمتهم السعودية التي يعتقد اكثر المراقبين ان عدوانها على اليمن هو الفخ الذي نصبته لها الادارة الامريكية لاستنزافها وتوفير الارضية لتقسيمها بعد أن تكون قد استنفذت منها اغراضها ولطخت سمعتها بالوحل كما فعلت بمن قبلها من الانظمة العميلة كنظام الرئيسين المخلوعين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي وغيرهما من الطواغيت الذين لفظتهم الشعوب وقذفت بهم الى مزابل التاريخ جزاءً بما كسبت أيديهم وهذه سنة إلهية ، فلن تجد لسنّة الله تبديلا ولن تجد لسنّة الله تحويلا ... وما ربك بظلام للعبيد .