الوقت- لم يكن موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي أعلنه في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي، بشأن دعم القاهرة الثابت للجيش السوري في حربه على الإرهاب، نبأً صادماً بعد تأييد القاهرة لمشروع القرار الروسي لحل الأزمة السورية.
وجاء تأكيد السيسي على دعم بلاده للجيش السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية، بعد تيّقنه من ضرورة القضاء على الإرهاب الذي تفشّى في المنطقة وبات ينهك الخاصرة الشرقية للدولة المصرية في سيناء.
ولكن المفاجئ في تصريح السيسي هذا هو تحديده بشكل ثابت لأولويات القاهرة بالنسبة للأزمة السورية، حيث قال: "لنا أن ندعم الجيش الوطني. على سبيل المثال في ليبيا لفرض السيطرة على الأراضي الليبية والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب.. ونفس الكلام في سورية.. ندعم الجيش السوري وأيضا العراق.
ومازال موقف القاهرة ثابتا منذ تولّي السيسي للحكم، لاسيما بعد أن أكد العديد من المسؤولين في حكومة السيسي على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية والذي اعتبروه الحل الأمثل.
وستؤجج دعوة الرئيس المصري الى نزع السلاح من الجماعات الإرهابية المدعومة أمريكيا وسعوديا والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، التوتر المستعر بين القاهرة والرياض في الآونة الأخيرة بسبب موقف الأولى الداعم للجيش السوري.
موقف مصر واضح ولم يتغير
بدأت ملامح التغير في السياسة المصرية مع تمكن السيسي من الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013، والتي سارعت لإعلان موقفها الداعم للدولة السورية ورفضها لتسليح أية جهة سواء كانت معارضة معتدلة أو إرهابية، وجاء هذا التغيير على لسان العديد من المسؤولين في القاهرة تحت عنوان أساسي هو المصلحة القومية العليا لمصر.
لاسيما أن السيسي قلق من سيطرة الإخوان المسلمين على الحكم في دمشق، ولهذا السبب أعلن في وقت سابق تأييده للقرار الروسي لحل الأزمة السورية في مجلس الأمن ضمن مشروع حددته موسكو.
وكان قد أكد السيسي عدّة مرات على ارتباط مصر وروسيا بعلاقات قديمة وتاريخية تتسم بالتميز في العديد من المجالات ومن بينها المجال العسكري، مشدداً على أن بلاده تنتهج بوجه عام سياسة خارجية متوازنة ومنفتحة على جميع دول العالم، وعلى أساس الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.
وبينما ننقل لكم هذه المعلومات، سيكون الغضب قد استعرّ بملوك السعودية اللذين حاولوا جاهدا إرضاخ الموقف المصري بشأن سوريا لصالحهم، مقابل أن تقدم المملكة معونات مالية وبترولية للدولة المصرية.
وكانت بداية إعلان القاهرة لموقفها المؤيد الداعم لدمشق قد بات واضحا عندما لم توجّه للإئتلاف السوري المعارض دعوة لحضور أعمال القمة العربية العام الماضي، بالإضافة الى عدم دعوته الى اجتماعي القاهرة الأول والثاني، في محاولة لتعويم هيئة التنسيق الوطنية في مواجهة الائتلاف.
وبدأ الإنفتاح المصري نحو الجيش السوري مع استقبال القاهرة لوفد سوري رسمي في 17 ديسمبر من العام الماضي، برئاسة رئيس الأكاديمية البحرية في اللاذقية عماد الأسد.
ليليها تكتيك السيسي الهادف الى خنق الإرهاب في العالم العربي، حيث دعا إلى حل سياسي في سوريا، وهي الرؤية التي طرحتها كل من إيران وروسيا منذ عدة أعوام، ثم أعلن في 20 يناير الماضي، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة الاتحاد الإماراتية، أن الرئيس السوري بشار الأسد سيكون جزءًا من عملية التفاوض السوریة.