الوقت- تتنافس القوى والأحزاب الإسرائيلية في انتخابات تشريعية للمرة الثانية في غضون عامين، الثلاثاء المقبل، بعد أن قام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بحل البرلمان في كانون الأول/ ديسمبر الماضي على أثر انهيار حكومته الائتلافية بسبب الاخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها وتأثير ذلك على الاوضاع في الداخل الاسرائيلي.
ويعتبر نتنياهو من زعماء الأحزاب الرئيسية التي تشارك في هذه الانتخابات وهو يتزعم حزب "الليكود اليميني" ويسعى لإعادة انتخابه كرئيس للوزراء للمرة الثالثة على التوالي والرابعة بالإجمال، وتظهر استطلاعات الرأي تقاربًا بين "الليكود" و"المعسكر الصهيوني".
اما "المعسكر الصهيوني" فقد تشكل من تحالف بين اسحاق هرتزوغ زعيم حزب العمل المعارض مع حزب الحركة الوسطي بقيادة وزيرة العدل السابقة تسيبي ليفني، ويأمل هرتزوغ في أن يصبح رئيس الوزراء المقبل.
وكانت تسيبي ليفني وزيرة القضاء السابقة ومسؤولة ملف المفاوضات مع الفلسطينيين التي أقالها نتنياهو من حكومته بتهمة "العمل ضد الحكومة من الداخل"، بعد معارضتها لمشروع قانون مثير للجدل لتعزيز الطابع اليهودي للدولة العبرية.
ومن المرشحين ايضا "نفتالي بينيت" زعيم حزب "البيت اليهودي القومي المتشدد" وهو مؤيد شرس للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ومعارض لإقامة دولة فلسطينية ، ويقول بينيت إن خطته الخاصة للسلام تتضمن قيام إسرائيل بضم 60% من مساحة الضفة الغربية.
ويعتبر وزير الخارجية المنتهية ولايته وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني افيغدور ليبرمان مرشحا آخر في هذه الانتخابات ، ويعرف ليبرمان بمواقفه المتطرفة ولكنته الروسية الثقيلة وتصريحاته المثيرة للجدل، حيث يتهمه منتقدوه بأنه عنصري وذو ميول "فاشية".
كما هناك مرشحان اخران هما يائير لابيد وهو وزير المالية السابق وزعيم حزب "هناك مستقبل" الوسطي، وموشيه كحلون وهو وزير سابق من حزب "الليكود"، ويتمتع بنسبة من التأييد وقد اعتزل الحياة السياسية قبل عامين لكنه عاد مع حزب جديد باسم "كلنا" في أواخر عام 2014.
ويزداد الفارق اتساعا بين حزب رئيس الوزراء الاسرائيلي وخصمه العمالي اسحق هيرتزوغ الذي تقدم بأربعة مقاعد قبل ايام قليلة من الانتخابات على الرغم من الحملة المكثفة التي يقوم بها بنيامين نتنياهو.
واظهرت ثلاثة استطلاعات للراي اجريت للإذاعة العامة وصحيفة يديعوت احرونوت من جهة ولصحيفتي جيروزاليم بوست ومعاريف من جهة اخرى ان الاتحاد الصهيوني بزعامة هيرتزوغ تقدم بأربعة مقاعد على حزب الليكود بزعامة نتنياهو قبل اربعة ايام من الانتخابات التشريعية الثلاثاء.
وتؤكد اخر استطلاعات الراي ان حزب الليكود الحاكم منذ 2009 لا يتقدم بل يتراجع رغم الجهود التي قام بها رئيس الوزراء المنتهية ولايته ، وقال نتنياهو في حديث لصحيفة جيروزاليم بوست ردا على سؤال حول ما اذا سيعتزل السياسية في حال هزم في الاقتراع "الانسحاب ليس في طبعي. وهدفي الانتصار".
ورغم مراوحة حزبه مكانه يبدو ان فرص نتنياهو في تشكيل ائتلاف أفضل من هيرتزوغ لكن يجب ان تكون النتائج مطابقة للتوقعات، ويقول محللون ان الكثير من الامور قد تحدث خلال اليومين المتبقيين وستخلط الاوراق اذا جاءت نتائج قائمة هيرتزوغ او اللوائح التي تسعى الى كسب ناخبي الوسط افضل مما هو مرتقب كما حصل في 2013 مع يائير لابيد.
وامام هذه الشكوك كثف نتنياهو تصريحاته في الاعلام مساء الخميس الماضي عشية العطلة اليهودية لحث الناخبين على المشاركة في الاقتراع وعدم تشتيت اصواتهم ، ورأى هيرتزوغ في تكثيف نشاط نتنياهو الدليل على حالة من الهلع الشديد.
ويرجح الخبراء بقوة تشكيل حكومة وحدة امام الصعوبة القصوى في انشاء ائتلاف قابل للاستمرار اكثر من الائتلاف الذي تشتت بعد اقل من عامين على تشكيله ما ادى الى تنظيم انتخابات مبكرة قبل سنتين من الموعد المقرر في 2017.
واتفق هيرتزوغ مع ليفني على تولي كل واحد منهما السلطة لعامين في حال الفوز، وقال هيرتزوغ "لا انوي مشاركة نتنياهو في اي احتمال للتناوب على السلطة ، انوي ان اكون خلفا له".
وعلى الصعيد الفلسطيني تؤكد حركة حماس في قطاع غزة ان نتيجة الانتخابات الاسرائيلية لن تؤثر على الواقع، وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم "لا نفرق بين الاحزاب الاسرائيلية ولا نراهن على نتائج الانتخابات لان كل الحكومات والاحزاب الاسرائيلية تجمع على تصفية القضية الفلسطينية والتوسع الاستيطاني والتهويد وكل ممارسات العنف والارهاب ضد الشعب الفلسطيني".
واضاف برهوم "سنبقى نتعامل مع الاحتلال على انه عدو مهما اختلفت الحكومات والاحزاب".
اما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد اعرب عن استعداده للتفاوض مع اي مسؤول اسرائيلي منتخب في الانتخابات التشريعية لكنه أشار إلى أن اسرائيل نقضت الاتفاقات كافة التي عقدت مع السلطة الفلسطينية، فالإستيطان لم يتوقف ولم يتم إطلاق سراح الأسرى.
وأكد عباس أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم ، قائلا إن العودة للمفاوضات مرهون بالافراج عن الاسرى ووقف الاستيطان.
ويعتبر المراقبون ان اسباب الهزيمة المحتملة لحزب الليكود المتطرف في الانتخابات الاسرائيلية تكمن في الهزائم المتتالية التي لقيها كيان الاحتلال الاسرائيلي من محور المقاومة والممانعة والتي افقدت نتانياهو شعبيته في الداخل والخارج حيث يعتبر الاسرائيليون نتنياهو مسؤولا عن هزائمهم ، كما يمكن الاشارة الى الاوضاع الامنية والاجتماعية والاقتصادية المتردية في الاراضي المحتلة كأسباب أخرى لتراجع شعبية الليكود ونتنياهو.