الوقت- تناولت مجلة تايمز البريطانية في مقال مطول قضية وزير الدفاع السعودي وولي ولي العهد محمد بن سلمان الذي هو ابن الملك سلمان قائلة ان محمد بن سلمان الذي خفّض الميزانية العامة للسعودية وفسخ الاتفاقيات الحكومية واوقف تنفيذها وكذلك خفّض رواتب الموظفين وإتبع سياسة التقشف الإقتصادي اشترى في العام الماضي يختا شراعيا ثمينا بمبلغ 500 مليون يورو اثناء عطلة كان يقضيها في فرنسا.
وقالت صحيفة تايمز ان محمد بن سلمان يريد ان يخالف التقاليد الحاكمة في السعودية لكن اعماله تناقض ادعاءاته فهو قد أشعل صراعا وتنافسا على السلطة في السعودية خلال السنتين الماضيتين.
واضافت الصحيفة: ان بن سلمان يملك نفوذا في كافة القطاعات السياسية السعودية فهو الذي يتحكم بالحرب في اليمن وهي حرب تسببت بإبادة المدنيين في اليمن وجلبت ضغوطا دولية وخسائر اقتصادية للسعودية.
ان كبار الأمراء في العائلة الحاكمة في السعودية هم غاضبون عما يقوم به بن سلمان الذي وسع صلاحياته واختياراته والان يظن الجميع ان بن سلمان يريد إزاحة ولي العهد محمد بن نايف والوصول الى كرسي الحكم ليبقى فيه لعقود متتالية.
ان ما قام به بن سلمان دفع الامريكيين الى مد جسور العلاقات في آن واحد مع بن سلمان وبن نايف لأن الامريكيين لايعرفون من الذي سيحكم السعودية في النهاية. وان الكثيرين في السعودية يقولون ان بن سلمان شخص متعطش للسلطة وانه سيحدث تغييرات مفاجئة تزعزع استقرار البلاد.
تزايد حدة التوتر
في بداية العام الحالي سافر بن نايف الى قصره في الجزائر ومكث عدة اسابيع في قصره وامتنع عن الرد على الرسائل التي بعثها اليه المسؤولون السعوديون والمقربون منه في أمريكا ويعتقد المسؤولون الامريكيون ان بن نايف يتحاشى الصدام مع بن سلمان في ظل ازدياد التوتر في الشرق الأوسط وإخفاق السعوديين في اليمن وهو قلق من تراجع حظوظه في الوصول الى سدة الحكم.
ويقول مسؤولون أمريكيون ان بن سلمان لايمتلك أية خبرة عسكرية وان اشعال حرب اليمن على يده وإبادة آلاف اليمنيين المدنيين وصرف مليارات الدولارات على الحرب زاد من التوتر بين بن سلمان وأبناء عمومته فابن سلمان بدأ الحرب في اليمن دون التنسيق مع الأجهزة الأمنية السعودية والمسؤولين الامريكيين.
ان بن سلمان يعارض وجود أية علاقات بين امريكا وايران وقد قال جهارا ان على السعودية ان تحد من النفوذ الايراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن وهذا يدل على وجود طموحات كبيرة لديه، ان بن سلمان يسيطر الان على الاقتصاد السعودي وشركة أرامكو النفطية ويسوّق نفسه على انه الملك القادم للسعودية.
ان بن سلمان اعلن في اول مؤتمر صحفي له عن تشكيل تحالف من الدول الاسلامية "ضد الإرهاب" لكن الكثير من هذه الدول اعلنت انها ليست على علم بهذا التحالف. ويفرض بن سلمان الرقابة على وسائل الإعلام المعادية له ولمواقفه ويغلق هذه الوسائل الإعامية ويحجبها.
ان صعود نجم بن سلمان وزياراته الخارجية الى واشنطن واوروبا والشرق الأوسط وباقي الدول الآسيوية جعلت المسؤولين الامريكيين يفكرون أكثر بإحتمال وصول بن سلمان الى سدة الحكم في السعودية ولذلك يعمد الأمريكيون الآن الى ايجاد توازن بين بن سلمان وبن نايف لكن الامريكيين يريدون من بن سلمان تصحيح اقواله التي انتقد فيها الامريكيين في السابق ومن اجل هذا اوكل الساسة الأمريكيون مهمة ترطيب الأجواء مع بن سلمان الى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي التقى بن سلمان في شهر سبتمبر.
ومن الواضح من خلال مواقف بن سلمان انه يكن الحسد للإمارات ايضا رغم ان حاكم الإمارات يقوم منذ اكثر من عام بالدعاية لابن سلمان في الشرق الاوسط وواشنطن.
اما قضية كيفية إدارة بن سلمان للسعودية في المستقبل فإنها تتوقف على موعد وفاة أبيه أي الملك الحالي فإذا مات هذا الملك سريعا فإن بن نايف سيصبح ملكا على السعودية ويمكنه ان يطرد بن سلمان وفي المقابل اذا استمر الملك سلمان في الحكم بعض الوقت فإن ابنه سلمان سيعزز مكانته في الدولة وسيقنع بن نايف بأنه هو الأجدر بالحكم وعلى بن نايف التنحي.