الوقت- أعلنت جماعة بوكو حرام النيجيرية الارهابية السبت في تسجيل صوتي منسوب لزعيمها مبايعتها زعيم تنظيم داعش الارهابي ابو بكر البغدادي ،وجاء في تسجيل صوتي منسوب لأبي بكر شيكاو زعيم جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد المعروفة إعلاميا باسم بوكو حرام أنه قرر مبايعة "الخليفة البغدادي".
وكان شيكاو أعلن في شريط مصور بث يوم 13 يوليو تموز الماضي دعمه لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، الذي يسيطر تنظيمه على مناطق واسعة بالعراق وسوريا وأعلن فيها قيام دولة الخلافة.
وتسيطر بوكو حرام على مناطق بشمال نيجيريا، وكثفت في الأشهر الأخيرة هجماتها عبر الحدود لتشمل الكاميرون والنيجر، في مسعاها لإقامة إمارة إسلامية متاخمة لنيجيريا وتشاد والكاميرون و النيجر حول منطقة بحيرة تشاد.
وفي احدث هجماتها الارهابية نفذت جماعة بوكو حرام السبت ثلاثة انفجارات بمواقع مختلفة في مدينة مايدوغوري شمال شرق نيجيريا ما اسفر عن سقوط عشرات القتلى، وهو أعنف هجوم تشهده المدينة منذ إخفاق حركة بوكو حرام في السيطرة عليها قبل أكثر من شهر.
وقالت مصادر صحافية إن 47 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب خمسون آخرون بحسب مصدر طبي وشهود في المدينة التي تعد أكبر مدن شمال شرق نيجيريا والتي انطلقت منها بوكو حرام.
وقال أبو بكر قمندي المسؤول في اتحاد الصيادين بولاية بورنو التي عاصمتها مايدوغوري، إن امرأة فجرت نفسها في الهجوم الأول الذي وقع في سوق سمك باغا ، وأضاف قمندي ومصدر طبي أن انفجارا ثانيا وقع في سوق آخر بعد نحو ساعة، لكن لم تتضح طبيعته ، وقال مصدر آخر إن الانفجار الثالث وقع في محطة الحافلات السريعة بعيد الساعة الواحدة ظهرا.
وفي احدث التطورات الميدانية شن جيشا النيجر وتشاد يوم الأحد هجوما بريا وجويا كبيرا في نيجيريا ضد جماعة بوكو حرام على الحدود الشمالية الشرقية لنيجيريا، استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية، وفق ما أفاد به مصدر في حكومة النيجر.
ونقلت مصادر صحفية عن مصدر حكومي قوله إن الهجوم بدأ في وقت مبكر من صباح اليوم، حيث شنت قوات النيجر وتشاد هجوما على بوكو حرام على جبهتين في منطقة بوسو وقرب ديرام شمال شرق نيجيريا ، واضافت المصادر إن قوات نيجرية وتشادية اتجهت الى الحدود مع نيجيريا وإن معارك عنيفة دارت هناك، حيث سمعت أصوات إطلاق نار قوية خصوصا من أسلحة ثقيلة.
وأشارت إذاعة "إنفاني" الخاصة ومقرها ديفا جنوب شرق النيجر إلى أن أكثر من مائتي عربة رباعية الدفع مجهزة برشاشات، ودبابات وسيارات إسعاف وصهاريج ماء وشاحنات نقل لوجستي، كانت ضمن قافلة لمساندة القوات المتوجهة إلى نيجيريا ، كما أكدت الإذاعة أن طائرات قصفت أمس السبت وفجر اليوم مواقع جماعة بوكو حرام.
وكانت نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين قد اتفقت على تشكيل قوة إقليمية قوامها 8700 جندي لمحاربة بوكو حرام، بعد أن صعدت الحركة هجماتها في الأشهر الأخيرة.
وخلال الأشهر الأخيرة، سيطرت بوكو حرام على العديد من البلدات والقرى في ولايات بورنو، ويوبي، وأداماوا شمال شرق نيجيريا، قبل أن تعلن الحكومة النيجيرية تمكنها من استعادة الكثير من البلدات في هذه الولايات الثلاث.
وفي شهر فبراير، طلب رئيس نيجيريا غودلاك جوناثان مساعدة أميركا في الحرب مع جماعة بوكو حرام التي تبسط سيطرتها على أجزاء من شمال شرق نيجيريا، وفي مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، قال جوناثان إن الأميركيين يحاربون تنظيم داعش"فلماذا لا يأتون إلى نيجيريا؟ وأضاف "أن الأميركيين أصدقاء نيجيريا ولذلك إذا واجهنا مشكلة فالمتوقع أن تتدخل واشنطن لمساعدتنا".
وكان قائد عمليات القوات الخاصة الأميركية بأفريقيا قد قال الشهر الماضي إن الجيش الأميركي سيقدم معدات اتصال ومعلومات استخبارية لمساعدة الدول الأفريقية في قتال بوكو حرام.
وأضاف العميد جيمس ليندر أن بلاده ستوفر خلال مناورات "فلنتلوك" السنوية في تشاد تقنيات تسمح لشركائها الأفارقة بتبادل المعلومات عبر الهواتف المحمولة والأجهزة اللاسلكية وأجهزة الحاسوب، وقال مسؤول عسكري أميركي إن نظام الاتصال سيتيح ترجمة الرسائل بين القادة العسكريين في تشاد الذين يتكلمون الفرنسية، والضباط الذين يتكلمون الإنجليزية في نيجيريا.
ويبدو ان جماعة بوكو حرام الارهابية قد نجحت حتى الآن الى فتح باب التدخل الخارجي في نيجيريا عبر شن هجمات ارهابية في داخل نيجيريا وخارجها ولايمكن التكهن الى ماذا ستؤول الاوضاع في نيجيريا التي تعتبر دولة مسلمة ونفطية كبيرة لكن الواضح ان افعال جماعة بوكو حرام لا تؤدي الا الى زيادة التدخلات الامريكية في نيجريا وغرب افريقيا.