الوقت- على خطى كوفي عنان والأخضر الابراهيمي قال الممثل الحالي لأمين العام للامم المتحدة في سوريا استيفان دي ميستورا في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" ان عدم اشراك ايران في ايجاد حل سياسي للأزمة السورية يعتبر خطأ كبيرا، وكان دي ميستورا قد نوه قبل شهر من الآن ايضا بالدور الايراني واهميته قائلا بالحرف "ايران مهمة وحضورها واضح في سوريا ".
وكان المبعوث الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي يؤكد ايضا ان الخيار الوحيد لتسوية الازمة السورية هو الخيار السياسي مشددا على دور ايران الايجابي في التطورات السورية ويعرب عن امله في تعاون جميع الاطراف المعنية لاحلال الامن والاستقرار في سوريا والسلام والاستقرار الاقليمي.
وتؤكد ايران دوما انها تسعى وراء ايجاد تسوية سلمية للازمة السورية بعيدا عن تدخل الاخرين ووفقا لحل سوري - سوري، كما انها مستعدة لمساعدة المبعوثين الدوليين لانجاح مهمتهم في احلال الاستقرار والامن في سوريا.
ولايقتصر هذا الدور الايراني الايجابي في سوريا فقط بل في العراق ولبنان واليمن والبحرين ايضا، وبما ان الفضل ما شهدت به الأعداء فيمكننا الاشارة ايضا الى بعض ما أجبر الامريكيين ايضا عن النطق به حول ايجابية المواقف الايرانية ضد الارهاب والارهابيين ودعم الاستقرار والامن والحرية في المنطقة، وفي هذا السياق وفي احدث المواقف وصفت واشنطن دور إيران في الهجوم الذي تشنه القوات العراقية لاستعادة تكريت من"داعش" بأنه ايجابي، الموقف هذا جاء على لسان رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي الذي تحدث قبل ايام أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، وأشار ديمبسي إلى أن ثلث القوات المشاركة في عملية تكريت من الفرقة الخامسة في الجيش العراقي والثلثين الباقيين من قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، واعتبر سلوك هذه القوات بطريقة نزيهة لإعادة المدينة إلى أهلها امرا جيدا وذا تأثير إيجابي على الحملة العسكرية ضد داعش.
وتقول اوساط صحافية عربية ان ايران باتت شريكة استراتيجية في الحرب على الارهابيين في المنطقة وفي ارساء معادلات جديدة في وجه الاتراك الذين يصبون الزيت على النار السوري والدول العربية في الخليج الفارسي التي تدعم الجماعات الارهابية في سوريا بشتى انواع الدعم المالي والتسليحي والتدريبي واللوجستي.
وتؤكد هذه الاوساط ان ايران تمتلك الاوراق الاساسية والجوهرية للتدخل الايجابي في كل الرؤى المتداخلة من سوريا الى العراق مرورا باليمن وصولا الى لبنان وتتجسد هذه الارادة بالميدان الذي يعتبر هو ساحة حسم الصراع في المنطقة.
ان المعركة التي تخوضها ايران اليوم في سوريا والعراق واليمن ضد الارهاب وحماته تخوضها في وقت تحاول السعودية فيه حشد حلفائها في محور سني من مصر الى تركيا وقطر من اجل اسقاط الحكومة السورية واشعال لبنان والعراق وان الحركة السعودية هذه تهدف في الحقيقة الى مواجهة ايران التي يشهد الصديق والعدو بأنها تواجه التشدد والتطرف بطريقة ذكية ومتزنة.
وتظهر تطورات الاوضاع في المنطقة قدرة ايران في التحكم بكل الاوراق في المنطقة في لحظة الضياع السعودي ورغم هذا يتسم الاداء الايراني بتغليب مصلحة الشعب السوري ومصلحة الشعب العراقي ومصلحة الشعب اليمني على أية اعتبارات سياسية وغير سياسية أخرى في حين ان الدول التي كانت تسمي نفسها بأصدقاء الشعب السوري مثل فرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر وامريكا تريد تزويد المعارضين الارهابيين في سوريا بالسلاح والعتاد وتقدم الدعم والتدريب لهم، ورغم كل الضجيج العلامي العربي والغربي تكتشف الشعوب العربية يوما بعد يوم كم هي ايران قريبة منهم ومن مصالحهم وتضحي من أجل قضاياهم.