الوقت - نشرت مجلة "ناشونال إينترست" الأمريكية مقالاً تحليلياً أكدت فيه أن السعودية تعتبر إيران عدوها الرئيس في منطقة الشرق الأوسط، إلاّ أن طهران لا تعير أهمية للرياض بهذا المقدار.
وقالت المجلة إنّ السعودية لا تخشى من هجوم عسكري إيراني محتمل على أراضيها، لكنها تخشى دوماً من تداعيات تشكيك إيران بمشروعيتها، مشيرة في هذا الخصوص إلى تأكيدات طهران بعدم قدرة الرياض على تأمين سلامة الحجاج وإدارة الأماكن المقدسة في الحجاز التي تحظى بقدسية خاصة لدى كافة المسلمين في العالم.
وأضافت المجلة إنّ السعودية تخشى أيضاً من النفوذ والتأثير الإقليمي الواسع الذي تتمتع به إيران في مختلف المجالات السياسية والدينية والثقافية، مشيرة كذلك إلى أن إيران تعتقد بأن السعودية تنتهج سياسة معادية لها، وتسعى دوماً لإفشال أيّ مشروع سياسي يهدف إلى تسوية الأزمات في المنطقة لاسيّما الأزمة السورية.
وألمحت "ناشونال إينترست" إلى أن السعودية سعت كذلك إلى تكثيف دعمها للجماعات المسلحة المعادية لإيران لاسيّما في أفغانستان بهدف إضعاف نفوذها في المنطقة، معربة في الوقت نفسه عن اعتقادها بأن طهران لا تعير أهمية للسعودية في كثير من المجالات ومنها "محاربة الإرهاب" وتركز جهودها في هذا المجال على الدول والأطراف المؤثرة إقليمياً كروسيا والصين والاتحاد الأوروبي.
ونوّهت الصحيفة في جانب آخر من مقالها إلى أن إيران تعتقد بأن مشروعيتها كدولة نابعة من تاريخها وثقافتها العريقة، في حين تنظر إلى السعودية على أنها قامت على أساس الثروة النفطية وليس لها مقومات تاريخية وثقافية كافية لكسب المشروعية التي تؤهلها للعب دور فاعل ومؤثر في القضايا التي تهم المنطقة والعالم الإسلامي.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن إيران تعتقد أيضاً بأن السعودية لا تمثل منافساً ذا قيمة بالنسبة لها لأنها تفتقر أساساً إلى المقومات الذاتية لحفظ وجودها وتعتمد على الدول الغربية في هذا المجال.
وتابعت "ناشونال إينترست" مقالها بالقول إنّ إيران تعتقد بضرورة تسوية أزمات المنطقة وفي مقدمتها الأزمة السورية من خلال التعاون مع قوى المقاومة لاسيّما حزب الله والدول المؤثرة في هذا المضمار خصوصاً روسيا على عكس السعودية التي تسعى لمواجهة مشروع المقاومة وتفضل التعاون مع الكيان الإسرائيلي ضد إيران حتى وإن كان ذلك على حساب باقي دول المنطقة.
وألمحت الصحيفة كذلك إلى أن الملف اليمني يحظى بأهمية إستراتيجية واستثنائية بالنسبة لإيران ولهذا فهي تدعم حركة أنصار الله في مواجهة العدوان السعودي المتواصل منذ ثمانية عشر شهراً على اليمن والذي يهدف إلى إضعاف دور المقاومة في هذا البلد.
وأردفت الصحيفة: إنّ إيران سعت لإيصال رسالة إلى الدول الغربية مفادها بأن السعودية لا يمكن الاعتماد عليها في محاربة الجماعات الإرهابية لاسيّما "داعش" و "القاعدة" لأنها تمثل في الحقيقة الداعم الرئيسي لهذه الجماعات بالمال والسلاح ضد دول وشعوب المنطقة.
وختمت الصحيفة مقالها بالتأكيد على أن السعودية وضعت مواجهة نفوذ إيران على رأس أولوياتها، إلاّ أن طهران لا تعير أهمية للرياض بنفس المقدار في هذا المجال، ولهذا تبدو غير مقتنعة بالتفاهم معها لتسوية أزمات المنطقة، ليس هذا فحسب؛ بل تعتقد أيضاً بأن السعودية هي العامل الرئيسي والأساسي في خلق وتغذية هذه الأزمات.