الوقت - لم تعبأ روسيا بالتهديدات الامريكية الاخيرة التي وجّهت إليها، مؤكدة موقفها الثابت من الأزمة السورية المتمثل بالقضاء على الإرهاب والحفاظ على سوريا موحدة والتحضير لحل سياسي، وتوّجت موقفها هذا بإرسال أسطول حربي بحري مرفقا بحاملة طائرات.
حيث انطلق من شمال شرق الأطلسي أسطول حربي روسي تتقدمه حاملة "كوزنيتسوف" بطائراتها الـ50 مرفقة بسفينة "بطرس الأكبر" التي تعد أكبر سفينة حربية في العالم، بهدف الرسو أمام الساحل السوري، بناءاً على اتفاق الدفاع الموقع بين موسكو ودمشق والذي يمنح روسيا أحقية الدفاع عن سوريا بوجه العدوان الذي تتعرض له.
وبحسب أسطول الشمال الروسي: انطلقت حاملة "الأميرال كوزنيتسوف" وهي تتقدم مجموعة السفن التي تضم طراد "بطرس الأكبر" الصاروخي الذري الثقيل، وسفينتي "سيفيرومورسك" و"الأميرال كولاكوف" الكبيرتين المضادتين للغواصات، إضافة إلى عدد من سفن الإمداد.
وتنوي روسيا من خلال إرسالها لهذا الأسطول الحربي الضخم، حماية الملاحة البحرية وكافة النشاطات الاقتصادية البحرية لروسيا الاتحادية، وضمان التواجد العسكري البحري الروسي في مناطق حيوية واستراتيجية في مياه العالم ومواجهة التحديات الجديدة بما فيها القرصنة البحرية والإرهاب الدولي.
وفي هذا السياق قال الأميرال "فيكتور كرافتشينكو" رئيس أركان الأسطول البحري الروسي السابق، نقلا عن وكالة "إنترفاكس" الروسية: إن السفن المتوجهة إلى سوريا تتألف من مجموعة بحرية ضاربة مضادة للسفن والغواصات، وستصل إلى شرق المتوسط في غضون 10 أيام إذا لم تتلق أي أوامر تعدل مسارها.
وبشأن ميزات الحاملة "كوزنيتسوف" وقدراتها العسكرية، أضاف الجنرال الروسي: تتمتع الحاملة بقدرات ضاربة كبيرة تتمثل في الطائرات الحربية التي تحملها، فضلا عن منظومات الأسلحة المزودة بها، وأن "بطرس الأكبر" التي ترافق المجموعة تتميز هي الأخرى بأسلحتها الفعالة المضادة للصواريخ والطائرات والسفن والغواصات، مرجحا استخدام الطائرات المحمولة على "كوزنيتسوف" في تنفيذ مهام على اليابسة وضرب أهداف برية في سوريا.
تنفيذ مهام خاصة في البر السوري
من جانبه قال الفريق أول "ليونيد إيفاشوف": سنتمكن وللمرة الأولى في تاريخ روسيا المعاصر من استخدام الطائرات البحرية في القتال الفعلي لا في المناورات. وعلى ما يبدو فإنه سيوكل للمروحيات والطائرات الحربية التي تحملها "كوزنيتسوف" الإقلاع وتنفيذ مهام معينة، فيما لم يسبق وأن جرى استخدام الطائرات البحرية لتنفيذ مهام فوق اليابسة.
وفي وقت سابق صرّحت وزارة الدفاع الروسية، أنها تعتزم بناء قاعدة عسكرية بحرية دائمة لروسيا في طرطوس السورية، وسوف ترفع في القريب الوثائق ذات الشأن إلى البرلمان الروسي للمصادقة عليها، وذلك في إطار خطط وزارة الدفاع لتعزيز الأسطول الروسي في المياه السورية، وضمان أمن القوات الروسية في قاعدة "حميميم" الجوية في ريف اللاذقية.
وتتيح الاتفاقية الموقعة بين روسيا وسوريا، لموسكو ضبط معايير بقاء القوات الجوية الروسية العاملة في مطار "حميميم" على الأراضي السورية، بالإضافة الى تشريع وجود القوات الجوية الروسية في هذا البلد. وستمكنها من نقل الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية والإمدادات إلى سوريا بما يخدم تنفيذ المجموعة الجوية الروسية مهامها وضمان أمن عسكرييها وظروف معيشتهم في سوريا، دون خضوع السفن والطائرات الروسية لأي رسوم تستوفى من قبل الجانب السوري، كما تضفي على العسكريين الروس وعائلاتهم الحصانة الممنوحة للدبلوماسيين لدى عبورهم حدود سوريا والإقامة على أراضيها.
جدير بالذكر أن الحاملة "الأميرال كوزنيتسوف" قادرة على حمل أكثر من 50 طائرة، و1960 عسكريا ومزودة بصواريخ مجنحة مضادة للسفن من نوع "غرانيت"، وصواريخ "كلينوك" المضادة للأهداف الجوية، وأنظمة "كاشتان" الصاروخية المدفعية، إضافة إلى منظومات دفاعية متكاملة مضادة للغواصات.
وتحمل "كوزنيتسوف" إلى شرق المتوسط حسب المصادر العسكرية الروسية، مقاتلات "ميغ-29 KR"، و"ميغ 29-KUBR"، ومقاتلات "سو-33" البحرية، إضافة إلى مروحيات "KA-52" الملقبة بـ"التمساح".