الوقت- المتحف اللبناني الذي بقي لعقود مهملاً ومهجوراً من قبل أبناء وطنه، يفتح أبوابه مجدداً، عارضاً 520 قطعة أثرية من عصور ما قبل التاريخ إلى الحقبة العثمانية. وتكمن أهمية المجموعة في وجود أشياء نادرة الوجود في العالم وموجودة في الطابق السفلي للمتحف.
فهذا المتحف یفتح لنا صفحات تاريخ وطنه، بلقاء حضارة أرضه وشعبه. فإعادة ترميم الطابق السفلي في هذا المتحف، حدث يؤكّد بقاء بيروت عاصمة للثقافة على الرغم من الظروف السياسية والأمنية التي تعصف البلاد. شهد المتحف العصر الذهبي في لبنان من جهة، والحروب من جهة أخرى.
ويعود تاريخ افتتاح المتحف الوطني إلى ما قبل الاستقلال من الانتداب الفرنسي، عام 1942.
في هذا الإفتتاح، تخلدّ الجموعة الفترة الزمنية للفن الجنائزي في لبنان وهي عبارة عن نواويس وتماثيل مدفنية. هذه النواويس المكتشفة في صيدا هي بالرخام الأبيض وهي عبارة عن 31 ناووس. يتم عرض النواويس على شكل إنسان وهي موضوعة في زجاجيات جيّدة مع القطع التي كانت تستعمل يومياً في الفترة المملوكية. كذلك هناك ثلاث مومياءات مكتشفين بمغارة ومحنّطين طبيعياً وقد وجدوا مرتدين الثياب.
وقد طغى الفن الجنائزي داخل القاعة حيث انتشرت عادة دفن الموتى في جرار بيضاوية أو مستطيلة الشكل لاسيما في جبيل حيث اكتشفت حوالي 2059 جرة من هذا النوع. وخلال عصر الحجر والنحاس( بين عامي 4500 و3200 قبل الميلاد)كانت ترافق الميت مجموعة غنية من المتاع الجنائزي كالآنية الفخارية والتعاويذ والمجوهرات بعضها مرصع بحجارة نصف كريمة.
وتُظهر الأباريق التي تعود إلى الحقبة الفنيقية التي تراوحت بين 900 و800 قبل الميلاد تغير العادات في الدفن حيث أصبح الفنيقيون يحرقون جثامين موتاهم ويضعوها في أباريق جنائزية.