الوقت- سيطر تألق الهجوم على لقاء بوروسيا دورتموند وضيفه ريال مدريد فخرجت المباراة بحصيلة وفيرة من حيث الأهداف بلقاء أظهر فيه توخيل وزيدان صراعاً تكتيكياً كبيراً بكل شيء عدا الأداء الدفاعي.
حاول ريال مدريد تنفيذ الضغط العالي ببداية المباراة لكن بعد حوالي 7 دقائق وجد الفريق أن هذا الأسلوب لم يأتي بالنفع مع السرعة العالية للاعبي دورتموند وبالتالي ركّز الفريق على تمكين دفاعاته والتفكير بالمرتدات ومع أخطاء التمركز من لاعبي دورتموند نجح ريال مدريد بالتسجيل بعد أن فشل لاعبان من دورتموند بإغلاق وجه الملعب أمام بنزيمة قبل أن يجد شميلتسير ذاته وحيداً بين 3 مهاجمين لينهي غينتير الهجمة بكرة مرت من بين أقدامه.
دورتموند فرض أسلوبه بالشوط الأول من حيث السيطرة وحاول الاعتماد على البينيات لخلق الخطورة لكن ما عاب الفريق كان المماطلة بإيصال بعض الكرات للأمام بوقت قدم فيه قلبا دفاع الريال أداءً كبيراً إلى أن حمل فاران خطيئة نافاس على أكتافه فإبعاد الكرة للأمام هو أسوأ ما يمكن لحارس المرمى أن يفعله حتى لو كانت الكرة قريبة من جسمه وصعبة وبالتالي خرج الفريقان بتعادل بدا منطقياً بالشوط الأول.
تعليمات زيدان بين الشوطين ظهرت بشكل واضح مع بداية الشوط الثاني فانطلق ريال مدريد بالهجوم فاتحاً مجال المغامرة بالخلف ومعطياً ذاته فرصة الاستفادة من نوعية مهاجميه وتفوقهم على دفاع دورتموند وبالتالي نجح الفريق بكسب الرهان وتسجيل هدف التقدم.
مشكلة ريال مدريد ظهرت بعدم تمكنه من الحفاظ على هذا الأسلوب وزيادة عناصر السرعة مع الزج ببوليسيتش ومور سمحت لدورتموند بأن يعود سريعاً لمناطق خطر الريال والملفت كان قدرته على الوصول بسرعة لمرمى نافاس الذي قدم مباراة كبيرة باستثناء خطأه بكرة الهدف الأول وبالنهاية حسم توخيل الجولة الأخيرة بشبابه ونجح بتعادل ربما بدا عادلاً بظل استحقاق الفريقين عدم الخروج بهزيمة ولو أن كلا الطرفين بحاجة للعمل على دفاعاتهم.
توخيل والخيار الخاطئ:
اعتمد توخيل بهذه المباراة على خلق شيء من التميز على الجهة اليسرى فتناوب كل من غوتزة وغيريرو على اللعب بهذه الجهة وهذا أعطى الكثير من المرونة للفريق إضافة لذلك قدم غوتزة واحدة من أفضل مبارياته منذ سنوات ومع استبداله بشورله خسر دورتموند مفتاحاً مهماً للاستحواذ على الكرة وصناعة اللعب وبالتالي سمح للريال بفرض أسلوبه، أما على الطرف الأيمن قدم ديمبيلي مباراة أثبت من خلالها أنه واحد من أفضل مواهب أوروبا فتاه دانيلو أمامه تماماً لكن الفرنسي مازال يحتاج لتحسين دقهة تسديده.
تصحيح توخيل لخطأه أتى بسبب قراءته الصحيحة فالطريق لاستعادة السيطرة تمثل بالضغط على الخط الخلفي للريال وهذا تطلب وجود لاعبين سريعين يتحركون كثيراً ويجبرون الدفاع على البقاء بالخلف وبالتالي مثّل إشراك بوليسيتش ومور سوياً خياراً بغاية الدقة.
زيدان ودراسة نوعية اللاعبين:
قدم زيدان مرونة كبيرة من خلال تغيير أسلوب الفريق بالملعب بحسب الظروف لكن خيار إشراكه لخاميس بدا غير مجدٍ على الإطلاق في الشوط الأول بسبب الأداء الضعيف للكولومبي لكن في الثاني اختار المدرب استغلال وجود ثلاثي قادر على صناعة اللعب بالوسط واختار الهجوم بشكل ناسب نوعية تشكيلته.
دفاعياً مثل الزج بفاران خطوة جيدة من المدرب فبسبب سرعته تمكن من الحد من خطورة أوباميانغ كثيراً أما دانيلو فلم ينجح بمواجهة أوباميانغ على الإطلاق.
نجم المباراة، كريستيانو رونالدو:
أظهر رونالدو فعالية كبير من خلال تحركاته الكثيرة التي سمحت له بالتفوق على دفاع دورتموند بالتالي سدد 6 مرات من بينها 3 محاولات على مرمى بوركي وحقق نسبة تمرير ممتازة بالنسبة لمركزه وصلت إلى 91,2%.
مشكلة ريال مدريد تتكرر:
قدم ريال مدريد مباراة مميزة تكتيكياً وكان الوسط والهجوم بحالة إيجابية للغاية واستثمار الركنيات مرة أخرى ساهم بنجاح الفريق لكن عدم القدرة على تعويض كاسيميرو واضطرار راموس وفاران لارتكاب أخطاء كثيرة بحثاً عن مغادرة مواقعهم لمواقع متقدمة أكثر لقتل صناعة اللعب أجبر الفريق على القبول بالتعادل أما تعويض مارسيلو فبات أيضاً لغزاً صعباً مع الأداء الضعيف لناتشو ومن بعده دانيلو على الجهة اليسرى.
على الطرف الآخر لابد من أن نُشيد بمشروع دورتموند الشاب فكلنا نعرف أن هدف الفريق الأول من المشاركة بالبطولة هذا الموسم هو زيادة خبرة شبانه إضافة لمدربه الذي يخوض دوري الأبطال للمرة الأولى وتقديم مستوى بهذا الألق يٌظهر أن الفيستفالي يسير على الطريق الصحيح بمشروعه الطويل الأمد.