الوقت- استضاف مجلس الشورى للعلاقات الخارجية الأمريكية، وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، حيث ألقى الأخير كلمة أوضح فيها توجهات السياسة الخارجية لطهران.
وأشار عميد الاجتماع، فريد زكريا، الى المقال الذي نشره ظريف مؤخرا في صحيفة نيويورك تايمز وانتقاده لسياسات آل سعود، وعبر زكريا عن اعتقاده بعدم وجود نظرة مستقبلية للحوار والاتفاق بين إيران والسعودية.
وقال ظريف خلال رده على سؤال وجهه له "زكريا" حول واقع الإتفاق النووي وتداعياته: أمريكا تفرض على الأوروبيين تجنّب التعامل مع ايران، ولم نتعهد للشعب الايراني بأن أمريكا سترفع العقوبات في حال تم التوصل الى اتفاق.
وأشار ظريف الى أن أمريكا تقر بتجميدها للإتفاق رغم أنها وقعت على بنوده، وبإشراف كل من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية الامريكيين، ولكنها لم تلتزم بتعهداتها وأبقت الاتفاق في حالة من الجمود.
وردا على هذا السؤال، قال ظريف أنه ركز في مقاله على دور السعودية المهم والحساس باعتباره من اللاعبين المؤثرين في الأزمة السورية، وقال: إن هذا النظام يستطيع أن يلعب دورا مؤثرا في إعادة السلام والى سوريا، عبر تغيير مواقفه.
وتناول ظريف الملف السوري وسبل الحل في سوريا ونظرة الجمهورية الإسلامية تجاه خارطة الطريق الى الحل وقال: إن رؤية الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعاكس رؤية زعماء الرياض الذين يريدون اخراج إيران من حل هذه الأزمة، حيث أن حل الازمة غير ممكن مع عزل أحد اللاعبين المهمين والمؤثرين، لذلك فإن إيران ترى أن السعودية من اللاعبين المؤثرين ويمكنها أن تساعد في حل هذه الأزمة وإعادة السلام والسكينة الى سوريا، ولكن باتخاذها مواقفا مثل دعم الجماعات الإرهابية وتسليحها أدى الى مفاقمة الأوضاع حتى الآن".
وعن الهدنة في سوريا قال ظريف: أنا أتمنى واسأل الله أن تصمد هذه الهدنة، ولكنها لن تصمد، يبدو أنها لن تصمد وهناك عدة أسباب لعدم صمودها. أسباب ايديولوجية وعملية تقف وراء ذلك. السبب الأيديولوجي هو أن طرفي الصراع، وفي سوريا ليسا طرفين فقط، بل يوجد اكثر من 70 جماعة تقاتل رسميا في سوريا، ولا تملك أي منها رؤية واضحة لمستقبل سوريا. كل الأمور أصبحت متوقفة على ملف واحد، وهو هل يبقى الأسد أم يرحل، هل يبقى الأسد لعام ومن ثم يرحل؟ وبالنتيجة فإن كل الأمور متوقفة على شخص واحد والتركيز عليه فقط وعلى الإجابة بنعم او لا. لا توجد رؤية صحيحة لمستقبل سوريا، هذا الامر أدى الى مقتل أشخاص كثيرين. هذا جزء من المشكلة الايدولوجية.
وتابع: المشكلة الحالية هي أن جميع الهدن خلال العامين السابقين تم إلغائها وهذا بسبب عدم إمكانية تحديد الداخلين في الهدنة وعزلهم عن غير المشاركين فيها.
وأضاف: إن القصف الأمريكي الذي يسمى بـ القصف بالخطأ والذي استهدف القوات السورية التي كانت تقاتل داعش، أدى الى تعزيز داعش، وإن الاعتذار لن يؤدي الى تغيير استراتيجي.
ولكن في حلب أو في المناطق الأخرى تكمن المشكلة في التمييز بين النصرة والجماعات الإرهابية الأخرى وبين الداخلين في الهدنة. هذا ليس ما أقوله أنا، أمريكا أيضا أقرت بذلك، أذا طالعتم المقطع الأول من توافق 9 أيلول بين أمريكا وروسيا سترون أنه يجب التفريق بين الجماعات. انهم يستمرون بتغيير أماكنهم وبين حين وآخر تعلن مجموعة علاقاتهم العامة، إن هذه الجماعة لم تعد مرتبطة بالقاعدة، والقاعدة أيضا تُحلهم من عهدها. وبالنتيجة هذه لعبة مميزة، لعبة مضحكة ومؤسفة في وقت واحد.