الوقت- لم تكن الايام الحالية افضل من السنوات الماضية على الشعب البحريني، هذا الشعب الذي لم يستطع يوما منذ سنوات ان يحرر نفسه من العنف الخليفي او من قمع حكومته او حتى من السجون التعسفية التي تستمر لايام و ايام. ورغم كل محاولات البحرينيين ومظاهراتهم لم تفلح يوما برفع العصى و الظلم الحكومي عن شعب ما زال سلميا منذ انطلاقته حتى اليوم. فما هي مستجدات الساحة البحرينية اليوم؟ وما هو مستقبل هذه الحركات الشعبية ضد السياسة البحرينية الخليفية؟
اعتقال الشيخ علي السلمان شهرا على ذمة التحقيق
لطالما سمعت في المحاكم و المخافر في الدول كافة وفي الافلام العربية خاصة، توقيف السجناء 4 ايام على ذمة التحقيق. وانتشرت هذه الظاهرة كثيرا في الافلام المصرية ليصبح السجن على ذمة التحقيق مرافقا دائما لكل الافلام المصرية. اما الفيلم اليوم فهو انتاج بحريني باخراج ال خليفة، لم يقتنع فيه المخرج بالايام الستون السابقة بل قام بخطوة لم تسبقه عليها كل الافلام العالمية و العربية فاصدر تاجيلا لمحاكمة امين عام جمعية الوفاق البحرينية شهرا اضافية، معلنا بذلك توقيف الشيخ السلمان شهرا جديدا على ذمة التحقيق.
و في تفاصيل الخبر اصدر قضاء النظام البحريني الاربعاء، قرارا يقضي بتأجيل جلسة محاكمة الامين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان حتى 25 من الشهر القادم، مع استمرار اعتقاله.
و قد اعلنت المحكمة البحرينية تأجيل محاكمة الاَمين العام لجمعية الوفاق الوطنية الشيخ علي سلمان الى الخامس والعشرين من الشهر المقبل مع استمرار حبسِه على ذمة التحقيق.
جمعية الوفاق اعلنت على ضوء القرار، رفضها لاستمرار اعتقال الأمين العام للجمعية. وأكدت أن استمرار اعتقال الشيخ علي سلمان "يعني استمرار التصعيد الأمني ضد شعب البحرين والذهاب بالبحرين في اتجاه توسعة حجم الأزمة السياسية".
وشددت الوفاق على انه "وفقا لكل المعطيات بالأدلة القطعية فإن البراءة هي المسار الوحيد للقضية وان استمرار الاعتقال يضع آلاف من علامات الاستفهام، سيما مع تساقط عناصر المحاكمة العادلة تباعا منذ بدء تحريك الإجراءات، آخرها رفض عرض الفيلم الذي يثبت عمليات القص واللصق في خطابات الأمين العام التي بنيت عليها القضية".
وقالت الوفاق ان استمرار الاعتقال خطير ويضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية في التحرك للإفراج عن الشيخ السلمان وبذلك إنقاذ للواقع الخطير الذي يعيشه البحرينيون".
تظاهرات تضامنية عشية المحاكمة
عشية المحاكمة خرجت تظاهرات غاضبة في مناطق البلاد القديم والمصلى والعاصمة المنامة وغيرها، واكد المتظاهرون تضامنهم مع الرموز الشعبية البحرينية والشيخ سلمان، واكدوا أن الشعب لن يتخلى عنهم، معلنين رفضهم للمحاكمات السياسية والاستبداد والدكتاتورية.
واكد الشيخ سعيد المادح، أن النظام لن يستطيع أن يركع الشعب بالمحاكمات الجائرة والاعدامات القاسية واسقاط الجنسية، مؤكدا أن الشعب سينتصر، فيما عمدت قوات النظام الى قمع المسيرات بالقوة، وشددت من حصارها وفرضها القبضة الامنية على البلاد.
من جانبها، اعتبرت جمعية الوفاق الوطني أن استمرار اعتقال أمينها العام الشيخ علي سلمان تخل صريح عن التزامات البحرين الدولية، وعلى حاجة البلاد لإصلاح عميق.
وعشية انعقاد الجلسة الثانية لمحاكمة الشيخ سلمان اكدت الوفاق في بيان، ضرورة الافراج عنه دون قيد او شرط. وقالت: إن المشكلة السياسية الكبيرة التي تعاني منها البلاد لا يمكن حلها بحلول ترقيعية، وشددت على رفضها استخدام القانون لمعاقبة المعارضة السلمية، داعية المجتمع الدولي لتقديم المشورة الصحيحة لإنهاء الأزمة في البحرين ولإنجاز الحل السلمي.
كما دان كبار علماء البحرين محاكمة الامين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، مؤكدين حرصهم على مصلحة الوطن والشعب.
وكان منتدى البحرين لحقوق الانسان قد اكد قبل ايام، أن ذهاب السلطة الى محاكمة الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان يكشف عن غياب إرادة الإصلاح في المملكة. وخلال مؤتمر صحافي في بيروت اعتبر المنتدى صدور أي حكم بحق الشيخ سيقضي على العمل السلمي المعارض.
رفض التمديد .. حراك جديد والهدف واحد
اعلان تمديد اعتقال الشيخ علي سلمان اشعل نار الاحتجاجات الملتهبة في ارجاء البلاد ودفع المتظاهرين الى الخروج في تظاهرات حاشدة منددة بالقرار ومطالبة بالافراج الفوري، حيث اعتبرت قوى المعارضة ان قرار تمديد اعتقال الشيخ سلمان ادخل النظام في مغامرة غير محسوبة، ورأت ان سلطات المنامة ستفشل في انتزاع اي مكاسب من وراء اعتقال رموز وقيادات الوفاق لرفضهم المشاركة في الانتخابات النيابية.
فقد اكد عبد الله الصبري، القيادي في اللقاء المشترك باليمن، ان استمرار احتجاز واعتقال الشيخ سلمان هي محاولة يائسة من قبل السلطات البحرينية، لاخماد جذوة الثورة البحرينية.
وشدد علي الديلمي، رئيس منظمة يمن للدفاع عن حقوق الانسان، على ان الحكومة البحرينية تعلم ان جرائمها لا تسقط بالتقادم، وان عليها ان تتصالح مع شعبها وان تكف عن انتهاكات حقوق الانسان.
من جانبه، اكد خالد المداني، القيادي في جماعة أنصار الله، تضامن انصار الله مع الشيخ علي سلمان، داعيا الى اطلاق سراحه، و السماح للشعب البحريني بممارسة حقوقه في التعبير السلمي.
وفي المغرب، دانت شخصيات سياسية وحقوقية اعتقال النظام البحريني الشيخ علي سلمان وطالبت بالافراج الفوري عنه.
وفي هذا السياق، اعلن علي لطفي الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، رفضه لاعتقال الشيخ سلمان، معتبرا القرار بمثابة مصادرة لحقه في التعبير والتظاهر السلمي.
فيما اكدت سعيدة ولد عزيز، رئيسة جمعية النساء المتحدات الديمقراطيات، انضمامها للحملة الدولية تضامنا مع الشيخ علي سلمان.
و طالب يوسف الربسوني عضو اللجنة المركزية للجمعية المغربية لحقوق الانسان، باطلاق سراح الشيخ علي سلمان، معتبرا اياه معارضا سياسيا ومكانه الطبيعي ليس في السجن بل في الساحة السياسية.
ووصف محمد النحيلي، رئيس منظمة بدائل في المغرب، اعتقال الشيخ سلمان بالحكم التحكمي، الذي يروم لاسكات صوت سياسي فاعل من اجل ديمقراطية شؤون البلاد.
اذا هذه هي مستجدات البحرين، قتل جديد و تعسف جديد واعتقالات جديدة على ذمة التحقيق، وكما هي الايام لم تتغير و الحكومة لم تتغير، كذلك الارادة البحرينية لم تتغير و لم تتبدل. و لا تزال التحركات و الاعتصامات و التظاهرات البحرينية، سلمية بامتياز، فهل يتبدل الواقع؟ الايام كفيلة بالاجابة.