الوقت – قاد الداعية طاهر القادري في عام 2012 وكذلك في عام 2014 المظاهرات المناهضة للحكومة في باكستان قائلا ان هدفه كان إشعال ثورة في البلاد، وبعد شهور من الإعتصامات والمظاهرات سافر القادري فجأة في عام 2014 الى لندن من ثم عاد الى كندا ومنها الى باكستان مجددا وهو يقود الان "جيش القصاص".
ومنذ عدة اسابيع يقود زعماء حزب تحريك عوامي برئاسة طاهر القادري تظاهرات في مدن مولتان ولاهور وراولبندي وكراتشي وكويتا حيث اكد القادري استمرار هذه الإحتجاجات ضد سياسات الحكومة الباكستانية وللمطالبة بدماء من قتلوا قبل عامين في لاهور.
وقد قتل 14 من انصار القادري في المظاهرات السابقة على يد قوات الأمن وهو الان يقود حركة جيش القصاص ويتوقع المراقبون ان يستمر تحركات القادري مستقبلا، لكن كيف يتمكن القادري من الذهاب الى بريطانيا ولندن؟ فهذا سؤال ينبغي الوقوف عنده.
يؤكد الخبراء ان اية تظاهرات في باكستان لن تجري الا بدعم من مثلث السلطة (الجيش والحكومة والاحزاب السياسية الكبيرة) ومن المؤكد ان القادري الذي يشن هجوما على الحكومة هو على علاقة بالجيش الباكستاني بشكل ما ولذلك عاد القادري الى كندا حينما تم حل خلافات حكومة نواز شريف مع الجيش في خريف عام 2014 ولذلك يمكن القول ان الجيش الباكستاني ومن أجل التحكم بحزبي "الشعب" و"مسلم ليك" يسعى الى ايجاد تيار ثالث هو تيار طاهر القادري الذي يمكنه ان يجمع احزابا صغيرة اخرى الى جانبه ويقف مع الجيش ويؤازره ويكون تابعا له ويشكلا معا تيارا قويا في هيكلية السلطة في البلاد.
لقد قام طاهر القادري في السابق بدعم الانقلاب العسكري لبرويز مشرف وإعتبره ضروريا وأكد ان الأحزاب السياسية هي عديمة الجدوى وفاسدة وحينها قال الخبراء والمراقبون ان هناك تفاهماً بين تيار "منهاج القرآن" وجنرالات الجيش، وهكذا تحول طاهر القادري الى ورقة بيد الجيش ومشروع يستخدمه إستخبارات الجيش لتنفيذ انقلابات من دون التدخل المباشر من الجيش.
ومن الشعارات الحادة التي رفعها القادري خلال مظاهرات السنوات الماضية يمكن الإكتشاف بانه كان يحظى بدعم الجيش والسلطة القضائية لكن الشعب لم يؤيده والاحزاب السياسية لم تقف معه كما ان الاوضاع الدولية لم تكن مؤاتية للإنقلاب ولذلك عدل عن إحتلال المباني الحكومية والوزارات وحينها تدخل الجيش وانهى الموضوع ورافق هؤلاء الى بيوتهم بإحترام!
ان القادري قد عاد في الأشهر الأخيرة مجددا الى باكستان ويريد تنظيم مظاهرات لاسقاط حكومة نواز شريف في وقت هناك خلافات بين الحكومة والجيش حول كيفية ادارة الخلافات مع الهند وكيفية التعامل مع تطورات أفغانستان والسلام مع طالبان والحكومة الأفغانية، ان الجيش لايستطيع الان ان يقود انقلابا ويسقط الحكومة فالظروف الدولية لاتسمح بذلك والامريكان يتهمون الجيش الباكستاني ايضا بالتواطؤ مع المتطرفين ولذلك نجد بأن طاهر القادري ومنهاج القرآن قد نشطا مجددا حيث يتم الحديث عن "طريق ثالث" يدعمه الجيش للإمساك بالسلطة مجددا عبر دعم عدد من الاحزاب المماثلة ليفوزوا في الإنتخابات القادمة في باكستان.
لايمكن التكهن بما سيحدث في باكستان في الأشهر القادمة لكن إستراتيجية جنرالات الجيش واضحة جدا فهم يريدون دعم هذا الطريق الثالث تحت إمرة طاهر القادري لأن الظروف ليست مناسبة لتنفيذ انقلاب عسكري بل مؤاتية للإمساك بالسلطة عن طريق احزاب من المستوى الثالث.