الوقت- نشر موقع غلوبال ريسيرش مقالاً للكاتب "جون وايت" قال فيه بأن ما تسمى بــ "المعارضة الخارجية المعتدلة" تريد ازاحة الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة و الذي يحظى بدعم وتأييد جماهيري كبير من قبل أبناء الشعب السوري وبين الموقع ان ما يخطط له من قبل الغرب تجاه سوريا هو امتداد لاتفاقية سايكس بيكو عام 1916 أي منذ مئة عام والتي تهدف الى اخضاع الدول العربية وابقائها تحت الهيمنة الغربية وحرمانها من السلطة والاستقلال السيادي والاقتصادي، وبين الكاتب كيف أن الجيش السوري يمثل الشعب السوري حيث يضم هذا الجيش جميع مكونات وأطياف الشعب السوري من السنة والشعيى للدروز والعلوين إلى المسيحيين، وأن أشخاص مدعومين من قبل الاردن والسعودية وتركيا والدول الغربية يذبحون هذا الجيش والشعب معاً.
فقال الكاتب: مرة أخرى تم وضع خطة لما يسمى بـ "التحول الديمقراطي" في سوريا من قبل ائتلاف من جماعات المعارضة المجتمعة في لندن، وبدعم من المشتبه بهم المعتادين من تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ودول الخليجية، حيث توصف هذه الخطة بأنها خطة مفصلة لإنتقال سوريا إلى الديمقراطية والتعددية الدينية، وكما كان متوقعاً فهذه الخطة تحتوي على شرط مسبق وهو إزالة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
وتابع الكاتب بالقول: فالائتلاف هو وراء هذا المخطط السخيف حيث يذهب باسم اللجنة العليا التفاوض، والتي يقال أنها تضم ثلاثين مجموعة مختلفة "المعتدلة" سياسياً وعسكرياً وهم متحدون في هدف إزالة الرئيس الأسد، هذا الرئيس الذي هو بالضبط يمثل الشعب السوري نفسه، وما نعرفه هو أن الرئيس الأسد يحتفظ بتأييد الغالبية العظمى من شعبه، هذا الشعب الذي لن يقبل أي ترتيب استعماري لعزل رئيسه.
واستطرد الكاتب قائلاً: فهذه الخطة والمطالبات العبثية أطلقت كنتيجة مباشرة لزعزعة الاستقرار في المنطقة من قبل الولايات المتحدة و حلفاءها بدءاً من الحرب على العراق في عام 2003، وببساطة مذهلة، إن لندن هي مسرح الجريمة الاستعمارية والإمبريالية التي شنت من خلال إتفاقية سايكس بيكو عام 1916، والتي أعدت ونظمت لحرمان العرب من حقهم في تقرير المصير والسيادة، وبعد مائة سنة من مسرح الجريمة يتم التخطيط لحرمان الشعب السوري من سيادتها وكرامته تحت ستار خطة التحول الديمقراطي.
وقال الكاتب: ولا يوجد أكبر مثال للديمقراطية من الجيش المدعوم من الشعب والذي يرفض الرضوخ في وجه الهمجية التي لا تلين، وكما قال الصحفي البريطاني ومراسل الشرق الأوسط "روبرت فيس" هذا العام، قد هلك 60 ألف ضابط وجندي سوري في الصراع الأكثر وحشية الذي شهدته المنطقة منذ الحرب العراقية الإيرانية بين 1980-1988.
وأضاف الكاتب: فالجيش العربي السوري والذي يتكون من المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة والدروز واجه جنباً إلى جنب مع حلفائه العدو الهمجي والإجرامي. هذا الجيش الذي يرى كيف أن زملائه الجنود والمدنيين يذبحون من قبل قوات تدعمها الدول المجاورة مثل تركيا و السعودية وقطر والأردن وغيرها جنبا إلى جنب مع مؤيديهم الغربيين.
وأردف الكاتب بالقول: وهذه هي الدول والحكومات التي من المتوقع أن يثق بها السوريين بمستقبلهم بين أيديهم؟ فجريمة الحكومة السورية في عيون الغرب ليست هي غياب الديمقراطية ولكن لأن سوريا في ظل حكم الرئيس الأسد رفضت لفترة طويلة ثني الركبة إلى الولايات المتحدة والهيمنة الغربية، وخاصة فيما يتعلق بدعم سوريا لحركة المقاومة اللبنانية حزب الله، والصداقة والتحالف مع إيران، والذين هم يشكلون معاً محور المقاومة التي كانت واشنطن وحلفائها في المنطقة لفترة طويلة عازمة على كسره.
وقال الكاتب: وكان التدخل العسكري الروسي ولا يزال يشكل إنجازاً رائعاً من ناحية الخدمات اللوجستية، والتخطيط، والتنظيم، وقد سمح هذا التدخل الروسي عرض بعض الطائرات الأكثر تقدماً، ناهيك عن أنظمة الصواريخ والأسلحة المتطورة من الناحية التكنولوجية في العالم اليوم، حيث أستغلت واشنطن في لعبتها الخاصة هذه العملية، حيث قامت من خلال وسائل الإعلام الغربية بشيطنة بوتين.
واختتم الكاتب مقاله قائلاً: وقد راهن فلاديمير بوتين وروسيا كثيراً على نتائج الصراع في سوريا وهذا ليس للادعاء بأن الأسد يجب أن يقود سوريا إلى الأبد، ولكن لأن الحكومة السورية هي مسألة تخص الشعب السوري وأنه عند هذه النقطة بقاء الأسد هو يتزامن مع بقاء سوريا كدولة غير طائفية، دولة علمانية.
