الوقت- أيّام تفصلنا عن اليوم المنتظر الذي سيرى فيه عشاق كرة القدم في لبنان أبطالهم العالميين، وهم يلعبون مباشرة أمامهم، وذلك في "مباراة الأساطير"، التي ستجمع نجوم الكرة اللبنانية مع نجوم العالم على ملعب جونية البلدي، السبت المقبل، حيث ستتاح للجمهور مشاهدة لاعبين رائعين كانت لهم صولات وجولات في الملاعب العالمية، مثل روبرتو كارلوس ولويس فيجو وكارليس بويول ودافيد تريزيجيه وغيرهم.
ولا تقتصر أهمية الحدث على الجانب الرياضي، ففي ظروف أمنية وسياسية واقتصادية صعبة يعيشها لبنان والمنطقة عموماً، ستشكل المباراة محطة مهمة، تنطلق منها رسائل في اتجاهات متعددة، مضمونها واحد، وهو أن لبنان قادر على تحدي الظروف، واحتضان الأحداث الكبرى، تماماً كما فعل في الماضي عندما استضاف نهائيات كأس آسيا لكرة القدم، ودورة الألعاب العربية، وبطولات كرة السلة العربية والآسيوية وغيرها من الأحداث الكبرى.
إذ أكد رئيس شركة "أرابيكا سبورت" عدنان ياسين في حديثه لإحدى الصحف الرياضية "أن الحدث على قدر كبير من الأهمية، لأنه سيقدم صورة إيجابية عن الرياضة والسياحة في لبنان، فحضور نجوم من هذا الوزن، سيخطف اهتمام العالم بأسره، ولا سيما البلدان التي ينتمي إليها النجوم، الذين سيشاركوا في المهرجان".
وأضاف ياسين: "تحلينا في "ارابيكا سبورت" بالجرأة، لتحضير حدث كبير من هذا النوع، وذلك في اجواء غير طبيعية يعيشها لبنان والمنطقة. الوضع الأمني في المنطقة ولبنان يقلقنا دائماً، لكن إن لم نأخذ القرار بالعمل لن نتقدم، ونحن شعب محب للحياة في أي ظرف كان، نريد أيضاً ان نقول للعالم بان لبنان قادر على صنع الكثير، خصوصاً إذا تأمنت له الظروف الملائمة. وهذا المهرجان هو لإحياء الرياضة في لبنان، فمنذ عام 2000 لم يحدث أي مهرجان كروي، وأردنا إعادة إحياء النشاطات الكبرى لتحفيز الناس وتشجيعهم على الإيمان بالرياضة لنضع لبنان على الخارطة العالميّة".
وأشار ياسين إلى أن برنامج المهرجان حافل، فبالإضافة إلى وجود اللاعبين الأجانب سيكون هناك "استعراضات ولوحات فنية وسلسلة تكريمات بحضور شخصيات فنية وسياسية".
المسؤول الإعلامي للمهرجان شربل كريم، صرح هو الأخير "بأن لبنان يتوق إلى استمرار في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، ليقدم نفسه كبلد سياحي، وليجني أيضاً فوائد اقتصادية، ولكن عدد الأحداث الرياضية الكبرى في تراجع مستمر، وبلدنا لم يعد قادراً على نيل شرف استضافة البطولات المهمة، وباستثناء رالي لبنان الدولي لم نتمكن في السنوات الأخيرة، من تنظيم حدث عربي أو إقليمي بارز، وهو ما يعكس غياب الثقة لدى الاتحادات العربية والقارية بالبلد".
وأضاف كريم: "انطلاقاً من هذا الواقع، جاء المهرجان الذي تنظمه شركة خاصة وبمجهود فردي، ليقدم نموذجاً مختلفاً ويزرع أفكاراً جديدة عن قدرات لبنان التنظيمية ودوره، الذي كان ومايزال دوراً سياحياً وحضارياً بامتياز".
بدوره، مدير القسم الرياضي في صحيفة "السفير" ورئيس جمعية المحررين الرياضيين في لبنان يوسف برجاوي قال إن "الحدث سيساهم في تقديم نظرة إيجابية عن الرياضة والسياحة في لبنان متحدياً ظروفاً أمنية وسياسية واقتصادية صعبة لا يعانيها بلدنا فحسب بل معظم الدول المجاورة".
ويرى برجاوي أن الأسماء المشاركة ليست عادية، بل لها وزنها وتاريخها، وهو ما يمنح الحدث قيمة استثنائية.
وأضاف: "عندما كنت صغيراً كنت أحلم بمشاهدة اساطير كدي ستيفانو وبوشكاش وبكنباور وغيرهم، ولكن لم تسنح لي الفرصة".
وتابع: "عندما التقيت هؤلاء النجوم بعد اعتزالهم، سررت بالتقاط الصور التذكارية معهم، وشكل ذلك ذكرى طيبة بالنسبة لي. أما اليوم، فستتاح للجمهور اللبناني ليس فقط فرصة التقاط الصور التذكارية مع نجومه العالميين المفضلين، بل مشاهدتهم على الطبيعة في مباراة أنا واثق من انها ستحقق نجاحاً باهراً".
كما قال رئيس دائرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة الشباب والرياضة ورئيس القسم الرياضي في تلفزيون "الجديد" الناقل الحصري لبطولات كرة القدم الرسمية في لبنان حسن شرارة "إن الحدث المقبل سيعكس صورة إيجابية نحتاجها حالياً، وذلك وسط قلق عربي ودولي على الوضع الأمني في لبنان، خصوصاً بعد توقف الأشقاء في الخليج العربي عن التوجه إلى لبنان، وهو ما يصعب علينا تنظيم اي حدث سياحي أو رياضي".
وأشار إلى ان وزارة الشباب والرياضي نظمت مؤخراً دورتي إعداد كوادر شارك فيهما نحو 100 مشاركاً من مختلف الدول العربية، لكن هذه الأنشطة لا تكتمل إلا بحضور الأشقاء من الخليج العربي، وهذا ما نسعى اليه في الوزارة وفي أي قطاع آخر رياضي رسمي أو خاص".
وأكد شرارة أن "لبنان يحتفظ بحقه في استضافة دورة الألعاب العربية، وسيواصل السعي في هذا الإطار"، وأثنى على جهد المنظمين لمهرجان السبت، متمنياً لهم النجاح الباهر".
و الجدير بالذكر أن هذا النوع من الأحداث قادر على إحداث خرق في الواقع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون، ولا سيما أنها لا تخضع لشروط أو قيود تضعها الاتحادات القارية أو العربية التي ستمنحك حق استضافة أي حدث. وبالتالي فالمطلوب المزيد من تلك المبادرات عبر القطاع الخاص كما أن الحدث سيقدم صورة إيجابية عن لبنان، ولا سيما بوجود هذه الأسماء العملاقة المشاركة، وهو ما سيحظى باهتمام الصحافة العالمية، وينقل صورة إيجابية عن لبنان.