الوقت- بعد إعدام عالم الدين المناضل الشيخ نمر باقر النمر في السعودية إزدادت اوضاع الشيعة في السعودية تأزما وزادت سلطات آل سعود من عمليات اعتقال العلماء الشيعة وقتل الشباب الشيعة وعلى سبيل المثال قامت قوات الأمن السعودية بإعتقال الشيخ حسين الراضي في تاريخ 24 مارس 2015 وهو خطيب مسجد الرسول الأعظم بالعمران في الإحساء، وكانت التهمة الموجهة إلى الشيخ حسين الراضي هو مدح حزب الله وعدم الإمتناع عن ذم الحكومة والدفاع عن الشيخ النمر.
اما العالم الديني الآخر الذي اعتقلته قوات الأمن بعد إعدام الشيخ النمر هو الشيخ محمد حسن الحبيب الذي يعتبر من العلماء البارزين في المنطقة الشرقية وقد دعم ثورة الشيخ النمر وإتخذ مواقف صلبة أمام سياسات آل سعود المعادية للشيعة.
والشخصية الدينية الأخرى التي اعتقلتها السلطات بعد إعدام الشيخ النمر بذرائع واهية هو الشيخ جعفر آل صويلح من منطقة القطيف بتهمة الدفاع عن حقوق الإنسان في الكتب التي ألفها وقد اعتقلته القوات الأمنية في 11 يونيو 2016.
اما عمليات قتل الشباب والنشطاء الشيعة قد إزدادت ايضا بعد اعدام الشيخ النمر فعلى سبيل المثال اختطفت السلطات الشاب الشيعي مكي العريض في تاريخ 31 مارس 2016 من منطقة القطيف وقد إستشهد بعد يومين تحت التعذيب، أما محمد علي عبدالرحيم الفرج فهو ايضا شاب آخر إستشهد برصاص القوات الأمنية 24 يونيو 2016، وينتظر محمد علي النمر (إبن شقيق الشيخ النمر) وناشطين سياسيين آخرين هما عبدالله الزاهري وداود مرهون تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم في مشهد آخر من مشاهد العنف والإبادة التي تمارس ضد المعارضين الشيعة.
اما النوع الآخر من العنف الذي يمارس ضد الشيعة طوال هذه المدة هو الهجمات التي ينفذها السلفيون المتطرفون على مساجد الشيعة، فهذا العنف نابع من الكراهية التي يبثها المفتيین الوهابيين ضد الشيعة في المجتمع فتفجير مسجد الرضا (ع) في منطقة الإحساء في فبراير 2016 هو من مصاديق هذا العنف فهذا التفجير الذي تبناه تنظيم داعش الإرهابي سقط فيه 4 شهداء وأكثر من 40 جريحا.
ويعتبر منع بث الأذان من مساجد الشيعة والضغط على أئمة المساجد وخطباء الجمعة والمراقبة المشددة للقضايا الشخصية والإجتماعية وفرض الرقابة على وسائل الإعلام والشبكات الإجتماعية من مصاديق العنف والمضايقات التي إشتدت بعد إعدام الشيخ النمر.
ان الشيعة في السعودية يواجهون التمييز ضدهم منذ تشكيل حكم آل سعود في عام 1932 فإلتصاق هذا الحكم بالوهابية قد زاد من التمييز والإجحاف ضد الشيعة لكن هؤلاء بقوا طوال كل هذه الأعوام أهم تيارات المعارضة في الداخل وأكبرها تأثيرا والذين استفادوا من كل فرصة متاحة لإيصال صوت معارضتهم الى أسماع العالم وقضوا مضاجع المسؤولين السعوديين.
إن إستراتيجية آل سعود في مواجهة التيار الشيعي المعارض لم تكن سوى القمع والتعامل الأمني وهي سياسة إشتدت بعد إعدام الشيخ النمر وإن الإعتقالات وعمليات القتل التي أشرنا إليها هي من مصاديق هذه المأساة.